الجني «حوجن» يظهر لجمهوره أخيراً في أول فيلم فانتازيا سعودي

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

شكرا لقراتكم خبر عن الجني «حوجن» يظهر لجمهوره أخيراً في أول فيلم فانتازيا سعودي

الجني «حوجن» يظهر لجمهوره أخيراً في أول فيلم فانتازيا سعودي

«بيتنا صار مسكوناً… بالإنس»، بهذه العبارة بدأ الكاتب إبراهيم عباس أول فصول روايته الشهيرة «حوجن» التي تدور أحداثها في فلك عالم الجن وغيبياته، ونظراً للإقبال الجماهيري الكبير على هذه الرواية التي صدرت عام 2013، إضافة إلى الجدل الذي أحدثته، اختيرت لتحويلها إلى عمل سينمائي، لينتقل الجني «حوجن» وعالمه الخفي للواقع عبر شاشات السينما.

فيلم «حوجن» الذي سيُعرض قريباً على شاشات السينما في السعودية وخارجها، يصنف من أفلام الفانتازيا الرومانسية، مبني على رواية إبراهيم عباس «حوجن»، وهي قصة جني يقع في حب إنسية، ويواجه تحديات من ابن عمه «زعنام» الشرير.

الجني «حوجن» تنقل من كونه فكرة عابرة، لرواية ثم لفيلم سينمائي، في عمل درامي متكامل، وبحسب المخرج ياسر الياسري تم تصوير العمل بين السعودية ومصر، واستغرق الفيلم ما بين كتابته وتطويره والتحضيرات والتصوير ومراحل ما بعد الإنتاج قرابة 6 سنوات، في حين بدأ تصويره في صيف 2021.

يقول المخرج ياسر الياسري لـ«الشرق الأوسط» إن الفكرة أتت من قبل الشركات المنتجة للعمل («ايمج نيشن أبوظبي»، و«إم بي سي»، و«فوكس سينماز»)، وإن نجاح الرواية ورواجها كان الدافع الرئيس وراء فكرة تحويلها لعمل سينمائي، خصوصاً مع ما تحمله من فكرة جديدة لم يتم التطرق إليها سابقاً في الوطن العربي.

المخرج ياسر الياسري: الفانتازيا عربياً تكاد تكون معدومة مقارنة بالكوميديا والأكشن (الشرق الأوسط)

وأكد الياسري على أن نجاح رواية «حوجن» وطريقة سرديتها التي حاكها الكاتب إبراهيم عباس بكل إبداع، جعلها جديدة ولكنها منتمية لمنطقتها وبيئتها. يقول: «نجاح الرواية هو داعم مهم للفيلم، فجمهور الرواية سيشهد كل ما أحبه فيها، بالإضافة إلى وجود أشياء جديدة كثيرة من نفس العالم، ونحن متأملون في أنها ستلاقي استحسان الجمهور».

وعن أبرز التحديات التي واجهته في هذا الفيلم، بيّن الياسري أن التحدي الأكبر بالنسبة له كان في إظهار عالم الجن بصرياً، فليس هنالك أي مرجع لما يبدون عليه، فعالمهم غير مرئي بالنسبة لنا، مشيراً إلى أن التحدي كان في خلق هذا العالم من العدم وجعله قريباً مما يتخيله المشاهد.

وعن اختيار طاقم التمثيل يقول الياسري: «بعد أشهر من تجارب الأداء، وُفّقت بمن هم في رأيي سيكونون رقماً صعباً في الفيلم، عادة ما نقول الأدوار تنادي أصحابها، وبالفعل كل منهم أثبت جدارة في تجارب الأداء، ومن ثم في الفيلم وأضافوا لي وللفيلم الكثير».

نايف الظفيري أثناء تأديته أحد مشاهد فيلم «حوجن» مع المخرج ياسر الياسري (الشرق الأوسط)

وركز المخرج ياسر الياسري في فيلم «حوجن» على إنجاز عمل عربي سعودي من ضمن فئة الفانتازيا، وإظهاره بشكل يلاقي استحسان المتابع، فهو يرى أن الفانتازيا عربياً تكاد تكون معدومة مقارنة بالفئات الأخرى مثل الكوميديا والأكشن، كما أنه حرص على تقديم رسالة مفادها أن الوطن العربي يملك طاقات مميزة أمام وخلف الكاميرا يستطيعون الخروج بعمل بعيد عن النمطية السائدة.

وعما سيضيف الفيلم للرواية يقول الياسري: «في العادة، الأفلام المقتبسة من الروايات تكون آخذة بالاعتبار كلتا الفئتين: الجمهور الذي قرأ الرواية، والجمهور الذي لم يقرأها، فتكون متوازنة، نقدم فيها ما أحبه الجمهور من الرواية وأشياء جديدة تجعله منغمساً في مشاهدة الفيلم، مع الحفاظ على روح الرواية الأصلية؛ لتشكل نفس انطباع النجاح لدى الجمهور الذي لم يقرأها».

«زعنام» الجني الشرير، هو ابن العم الأكبر لـ«حوجن» الذي كان يعرف عن علاقته بالإنسية «سوسن»، وحاول استغلالها لصالحه، ويؤدي دوره الممثل نايف الظفيري، يقول لـ«الشرق الأوسط»: «قرأت الرواية أول ما نُشرت وأنا عمري 23 سنة، ومن شدة انجذابي للرواية وأحداثها قرأت الكتاب في غضون 5 ساعات، وكانت شخصية (زعنام) من الشخصيات القريبة إلى قلبي، وبعد سنوات تم الإعلان عن تحويل الرواية إلى فيلم سينمائي ضخم. وطلبت مني شركة الإنتاج تقديم تجربة أداء لأحد الشخصيات بناء على طلب المخرج ياسر الياسري، وأبديت رغبتي في تقديم تجربة أداء شخصية (زعنام)، وبعد نقاشات طويلة جداً وافق المخرج على تقديم تجربة أداء لشخصيتين، واحدة منهما (زعنام)».

نايف الظفيري: شخصية «زعنام» في رواية «حوجن» كانت الأقرب لقلبي وجاء الوقت لتجسيدها (الشرق الأوسط)

الظفيري تألق في تجسيد شخصية «زعنام» بحسب قول المخرج الياسري، ولكن وزنه الزائد شكل تحدياً واجهه قبل التصوير وهو ما جعله يخضع لحمية غذائية وتدريبات قاسية على مدار شهرين للوصول إلى الهدف قبل أول يوم تصوير.

وعن المواقف الغريبة أو الطريفة التي واجهت الظفيري أثناء تصوير الفيلم يقول: «في إحدى المرات خرجت مستعجلاً بعد انتهاء التصوير دون ما أتوجه لغرفة الماكياج، وكنت أرتدي غطاء على رأسي، وأنا في طريقي للفندق اتجهت إلى الصيدلية، ولإحساسي بالحر أزلت ما كان على رأسي، واستغربت طريقة التعامل الجاف من الصيدلي ومن يعمل معه، فكان يستغفر بين الكلمة والأخرى بصوت عالٍ، وعندما خرجت من الصيدلية بدأت عد النقود المتبقية التي أعادوها إليّ، ووجدت أنهم أعطوني مبلغاً زائداً، فعدت إلى الصيدلي وقلت: أعطيتني نقوداً زيادة. فرد قائلاً: (لا، أمين ما شاء الله!). استغربت رده وكنت متضايقاً جداً، وعندما عدت للفندق اكتشفت أني خرجت وأذني طويلة جداً والوشم الشيطاني على رقبتي… استوعبت وقتها سبب نظرات الاشمئزاز التي كان الناس ينظرونها لي في الشارع، وليس فقط من كان يعمل بالصيدلية».

وعن توقعاته لرأي الجمهور في الفيلم، توقع الظفيري أن يستمتع الجمهور بفيلم «حوجن»، خصوصاً أن أعمال الفانتازيا من هذا النوع شحيحة، مبيناً أن رضا الجمهور الذي بنى علاقة مع الرواية يمثل تحدياً كبيراً لطاقم العمل، إضافة إلى أن الجمهور في السعودية متذوق للفن بطريقة مخيفة لصناع السينما، وهذا جعلهم حريصين كل الحرص على العمل بأقصى جهد.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً