حديث عن «صفقة تبادل» إسرائيلية ــ إيرانية

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

شكرا لقراتكم خبر عن حديث عن «صفقة تبادل» إسرائيلية ــ إيرانية

ذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن اثنين من عناصر الشرطة وأربعة مهاجمين قُتلوا عندما هاجم مسلحون ومفجرون انتحاريون مركزاً للشرطة في منطقة مضطربة بجنوب شرقي إيران يوم السبت. ووقع الهجوم في مدينة زاهدان عاصمة إقليم سستان وبلوخستان التي تقطنها أغلبية من السنة، والتي شهدت بعض أكثر الاحتجاجات دموية خلال موجة من الاضطرابات في أنحاء البلاد العام الماضي فجرتها وفاة فتاة كردية في أثناء احتجازها من قبل شرطة الأخلاق.

وأعلنت جماعة «جيش العدل» المسلحة التي تنشط في المنطقة مسؤوليتها عن هجوم يوم السبت في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلة إنه رد على قتل قوات الأمن محتجين في 30 سبتمبر (أيلول) 2022، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. وأضافت الجماعة أن مركز الشرطة المستهدف «أحد المرتكبين الرئيسيين لمأساة الجمعة الدامية في زاهدان». وقال التلفزيون الرسمي إن «الإرهابيين الأربعة جميعاً» لقوا حتفهم خلال المداهمة.

منظمة العفو الدولية

وقالت منظمة العفو الدولية إن قوات الأمن قتلت 66 شخصاً على الأقل خلال قمعها المحتجين يوم 30 سبتمبر 2022.

وأقالت السلطات قائد شرطة مدينة زاهدان وقائد أحد مراكز الشرطة بالمدينة في أعقاب ذلك، وأرسل الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي وفداً للتفاوض مع رجال دين سنة من البلوخ منتقدين للحكومة.

وتصاعد الغضب الشعبي في زاهدان في الأيام السابقة للقمع في 30 سبتمبر عقب تداول مزاعم على وسائل التواصل الاجتماعي حول اغتصاب ضابط شرطة فتاة من المدينة. وندد مولوي عبد الحميد، أبرز رجال الدين السنة الإيرانيين، بالهجوم على مركز الشرطة وحث سكان بلوخستان على تجنب الأفعال التي من شأنها أن تؤدي إلى انهيار الأمن. ودأب عبد الحميد منذ زمن بعيد على انتقاد حكام البلاد من رجال الدين الشيعة.

ويعد إقليم سستان وبلوخستان، المتاخم لباكستان وأفغانستان، واحداً من أفقر أقاليم إيران وطريقاً رئيسياً لتهريب المخدرات.

وتقول منظمات حقوقية إن أقلية البلوخ، التي يقدر عدد أفرادها بنحو مليوني شخص، تواجه التمييز والقمع منذ عقود.

صورة أرشيفية نشرتها وكالة «ميزان» التابعة للقضاء الإيراني من محاكمة قاتل رجل دين أدين بالإعدام

إعدامات

ومن جهة أخرى، أعدمت إيران علناً، يوم السبت، رجلين قالت إنهما متورّطان في هجوم في أكتوبر (تشرين الأول) على مرقد ديني في مدينة شيراز الواقعة في جنوب البلاد أودى بحياة 13 شخصاً، وفق الإعلام الرسمي. وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا): «تم تنفيذ حكم الإعدام بحق اثنين من الضالعين الرئيسيين في الهجوم الإرهابي على الزوار في مرقد أحمد بن موسى عليهما السلام» (المعروف بشاه جراغ) العام الماضي. وأعدم الرجلان فجراً في أحد شوارع شيراز مركز محافظة فارس، غير بعيد من المزار، وفق الإعلام المحلي. وفي 26 أكتوبر، قتل 13 شخصاً وجرح 25 شخصاً آخرون في الاعتداء على المرقد الذي يعد أبرز المزارات الدينية في جنوب إيران. وأضافت الوكالة أنه «تم تنفيذ حكم الإعدام شنقاً فجر يوم السبت بحق محمد رامز رشيدي وسيد نعيم هاشمي قتالي، وهما من العناصر الرئيسية الضالعة في الحادث الإرهابي بعد إدانتهما بالمساعدة على الإفساد في الأرض والبغي والعمل ضد الأمن القومي للبلاد». ووفق الوكالة أيضاً، رفضت المحكمة العليا في وقت سابق استئنافاً تقدم به محامي الدفاع عن المتّهمَين. وسبق للسلطات أن أعلنت أن الهجوم شارك فيه أشخاص من دول أخرى بما فيها أفغانستان. لكنّ جنسيتَي الرجلين اللذين أعدما لم تكشفا على الفور.

أفراد من الشرطة الإيرانية (إ.ب.أ)

تنظيم «داعش»

وكان تنظيم «داعش» قد أعلن تبنّيه الهجوم بعيد وقوعه. وفي مارس (آذار)، حكمت محكمة إيرانية على الرجلين بالإعدام بعد إدانتهما بـ«الحرابة والإفساد في الأرض». ووجهت إليهما تهمة الانتماء إلى التنظيم و«العمل ضد الأمن القومي للبلاد». وقال موقع «ميزان أونلاين» التابع للسلطة القضائية إن أحد اللذين أُعدما السبت، وهو رشيدي، اعترف بتعاونه مع التنظيم في تنفيذ الهجوم.

وكان رئيس نيابة محافظة فارس قد أعلن مؤخراً مصادقة المحكمة العليا على الحكم، مؤكداً أنه «سينفذ قريباً». وقال رئيس السلطة القضائية في محافظة فارس، كاظم موسوي، في حينه إنّهما «متورّطان بشكل مباشر في تسليح وإمداد، وتأمين اللوجيستيات وتوجيه المنفّذ الرئيسي للهجوم الإرهابي». وأشار إلى أنّه حُكم على ثلاثة متّهمين آخرين بالسجن لمدة 5 و15 و25 عاماً لانتمائهم أيضا إلى التنظيم. وتوفي المنفّذ الرئيسي للهجوم متأثّراً بجروح أصيب بها أثناء توقيفه. وعرَّفته وسائل الإعلام الإيرانية على أنّه يُدعى حامد بدخشان.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، أعلنت إيران توقيف 26 «إرهابياً تكفيرياً» من أفغانستان وأذربيجان وطاجيكستان، على صلة بالهجوم. وتستخدم في إيران عبارة «تكفيريون» عادة للإشارة إلى مسلحين ينتمون إلى تنظيمات دينية متطرفة. وفي 2017، تبنّى تنظيم «داعش» للمرة الأولى هجوماً في إيران عندما استهدف مسلحون وانتحاريون مقر مجلس الشورى (البرلمان).

‫0 تعليق

اترك تعليقاً