ألعاب الطاولة تُعزز قدرة الأطفال على فهم الرياضيات

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

شكرا لقراتكم خبر عن ألعاب الطاولة تُعزز قدرة الأطفال على فهم الرياضيات

المسرحية تستلهم تقنيات الحكي الشعبي والتّماس مع الواقع

هل يُعدّ الجشع علّة تستوطن أعماق النفس الإنسانية، وينتظر أول ذريعة ليخرج إلى السطح ويعلن عن نفسه؟ وهل يلغي الناس المنطق والعقل فيسهل خداعهم وهم تحت تأثير وَهم ثروة ستهبط عليهم فجأة من الأعلى؟

يجيب العرض المسرحي «عجيب وعجيبة»، الذي يستضيفه مسرح «السلام» في وسط القاهرة، (إنتاج المسرح الحديث التابع لوزارة الثقافة)، عن هذين التساؤلين بالتأكيد، عبر مزج التراث بالكوميديا والأشعار بالأداء الحركي الرشيق، على أنّ البشر يحملون الكثير من المناطق السوداء المتوارية في أعماقهم، والأفضل أن ينخرطوا في رحلة التسامي الروحاني لتتحقق إنسانيتهم.

يستلهم العرض أجواء «ألف ليلة و ليلة» لجهة تَوالد الحكاية من حكاية أخرى، لكنه لا يستدعي حكايات «الليالي» مباشرة. ورغم أنّ قصة العرض (كتابة سعيد حجاج) بدت متأثرة بحكايات المحتالين الزاخرة في كتب التراث العربي، إلا أنها حافظت على نوع من الاستقلالية والطابع العصري، فلامست الواقع المعاصر الممتلئ بقصص ضحايا الاحتيال مقابل مكاسب خرافية.

تلعب الحكاية دوراً محورياً في عمل يتناول قصة زوجين هما اسم على مُسمّى «عجيب وعجيبة». إذ هما على درجة عالية من الذكاء والقدرات الخاصة التي تجعلهما قادرَيْن على الإقناع بأشياء لا تمت إلى المنطق، لكن الأهالي يتقبّلونها بدافع الجشع.

دراما مشوّقة مع مسحة كوميدية (مسرح السلام)

في البداية، يبيع الزوجان حماراً لتاجر بثمن مرتفع، بزعم أنه كلما جرى الاعتناء به وتوفير الطعام الجيد له، فإنه يجلب لصاحبه الدنانير الذهبية.

يتناسى المشتري السؤال البديهي: إن صحَّ هذا الكلام، فلماذا يفرّط فيه صاحبه؟ يمرّ الوقت ولا تأتي الدنانير، فيشكو التاجر المخدوع الزوجين لرئيس التجّار الذي يقع هو الآخر ضحية خداعهما فيوهمانه أنّ الرزق الوفير سيكون من نصيبه لو احتفظ بالحمار لنفسه.

سرعان ما يدرك رئيس التجّار أنه وقع في الفخ، فيبلّغ الأمر لـ«المحتسب» الذي يوهمه الزوجان بأنّ لديهما كلباً يفهم لغة البشر ويتولّى الأعمال المنزلية نيابة عنهما.

يهرب الكلب من بيت «المحتسب»، فيشكو الأمر لقائد الشرطة الذي أوهمه «عجيب» أنّ لديه مزماراً يمكّنه من إعادة أي زوجة إلى الحياة حين يُريدها زوجها.

تموت الزوجة ولا تُبعَث، فيتخلص القائد من المزمار، ويبيعه لآخر، يبيعيه بدوره لثالث، وهكذا… الضحية نساء بالجُملة.

هنا يتحرّك الأهالي ويقرّرون الانتقام من «عجيب»، لكنه ينجو بحيلة. وعندما يظهر في الشوارع مجدداً، يصاب الناس بالصدمة ويصل الخبر إلى الوالي الذي يقرر استدعاءه للتحقيق معه وكشف سرّ نجاته.

مرة أخرى، يلجأ «عجيب» إلى الأكاذيب، فيوهم الوالي بأنّ جنيّة في البحر أنقذته ولديها من الذهب ما يملأ أضخم الخزائن. فيُلقي بنفسه بين الأمواج، مستجيباً لوعد المحتال الذي أكد له أنّ الجنيّة ستنقذه وتمنحه الذهب. لا يقتصر الأمر عند هذا الحد، حيث تشيع «عجيبة» الخبر في الأزقة والأسواق، فيُلقي الأهالي جميعاً بأنفسهم في البحر ويكون مصيرهم الموت غرقاً.

الأزياء والديكور يلعبان دوراً لافتاً (مسرح السلام)

يستدعي العمل أجواء المسرح الشعبي بالاعتماد على حكاية غرائبية تثير الدهشة، وتبدو أقرب إلى القصص الخرافية أو «الواقعية السحرية»، حيث الوقائع تأسر المتفرّج بطابعها الخرافي.

يشارك المخرج محمد الصغير في العرض بأدائه دور راوي الحكاية، وعنه يقول: «في عصر مواقع التواصل والمنصات الرقمية، تملكتني رغبة قوية في العودة إلى جذور الفن وتوظيف تراث الحكي عبر خلق حالة تُمتع الأجيال الجديدة وهم يشاهدون عناصر المسرح الشعبي بما فيها السامر وخيال الظل والأراجوز».

يضيف لـ«الشرق الأوسط»: «لم نكتفِ بتفعيل عناصر الحكي الشعبي، إنما وظّفنا الغناء الحيّ في السرد وتطوُّر الأحداث من خلال أشعار محمد على هاشم، ومُلحّن العرض محمود وحيد وفرقته الموسيقية التي أضفت حالة من الحيوية».

يحقق العمل ما يُسمّى بـ«كسر الإيهام»، فنجد أحد الممثلين يتوجّه إلى الجمهور ويتفاعل معه بعيداً عن العرض، كما نجد المخرج يتخلّى أحياناً عن دور الراوي ويُصدر توجيهات إلى ممثل أو يعطي تعليمات لمسؤول الإضاءة، كأننا في صدد «مسرحية داخل المسرحية». ويلعب الديكور (تنفيذ سارة شكري) دوراً أساسياً، لتعدُّد الخلفيات المكانية وتحوّلها سريعاً من بيت الزوجين إلى الساحات والأسواق فقصر الوالي.

اتسم أداء سيد الرومي في دور «عجيب»، ودودا يوسف في دور «عجيبة»، وإيهاب بكير في دور قائد الشرطة، بالطابع الفكاهي والحسّ الساخر مع شيء من مبالغة يتطلّبها هذا النوع من الحكي المسرحي الشعبي. وأضفت الاستعراضات (تصميم أحمد سمير) والملابس (تصميم سماح نبيل شكري)، جواً من البهجة على العمل.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً