لم نصل إلى 6000 مثل محمد صلاح

لم نصل إلى 6000 مثل محمد صلاح

تفقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم، أكاديمية الشرطة وألقى سلسلة من الرسائل الموجهة للمواطنين حول الاختيار السياسي والتنمية والملفات الاقتصادية والاجتماعية.

أشار إلى أن الاختيار البرلماني لا يقتصر على طقوس انتخابية فقط، بل هو فعل وعي يرتبط بمصالح الدولة والمجتمع، وأكد أن وجود وعي انتخابي حقيقي هو الضمان لتمثيل نزيه ومسؤول، وأن ظهور مظاهر شراء أصوات وتوزيع أموال لتوجيه النتيجة أمر مرفوض.

شدد الرئيس على أن المواطن يجب أن يدرك قيمة صوته، وأن اختيار من يمثل البلاد يتطلب مستوى عالياً من الوعي، وأن هذا الوعي يمثّل خط الدفاع الأول للحفاظ على متطلبات الدولة واستقرارها.

تطرق بعد ذلك إلى هدف تحقيق معدلات نمو اقتصادي مرتفعة، موضحاً أن وجود إرادة للعمل هو مفتاح الوصول إلى نتائج أفضل، وأن الشباب يشكلون رصيداً أساسياً في هذا المسار، حيث أن فهم متطلبات النجاح وتجاوز العقبات جزء من معنى الوعي الحقيقي.

علق الرئيس على مسار العملية الانتخابية مبرزاً أن الانتخابات هي انتقاء من قبل الشعب لمن يمثّله، وأضاف أن قبول رشوة أو إغراء مادي لا يعفي الناخب من مسؤوليته، لأن دفع آخرين لتمكين شخص غير صالح يعني تحميل المجتمع عواقب هذا الخيار.

انتقل لملف الدعم والفقر، موضحاً أرقاماً تخص دعم أسطوانات البوتاجاز وعبء فاتورة الدعم العام، وقال إن مصر تستهلك نحو 250 إلى 300 مليون أسطوانة بوتاجاز، وأن دعم هذا البند يصل إلى نحو 30 مليار جنيه، أما إجمالي فاتورة الدعم فيتضمن الوقود والخبز والسلع التموينية والكهرباء وبعض الخدمات ويبلغ في المجمل حوالي 600 مليار جنيه.

أوضح أن مواجهة الفقر تتطلب إجراءات قاسية أحياناً، وأنه أعلن نيته معالجة ملف الفقر رغم صعوبة الحل، لأن استمرار الأوضاع الاقتصادية الصعبة والديون لا يترك خيارات كثيرة، ثم اعتبر أن وعي المواطن عن مسارات الإصلاح يمنع من العبث بعقله وانتكاس جهود البناء، وقال إن الدولة لم تكن لتنهض لو لم تُجر بعض الإجراءات الجذرية.

ذكر أن الهدف المالي المطلوب لتوفير موازنة كافية وتغطية احتياجات المواطنين بكفاءة يقدر بما يقارب 50 تريليون جنيه، وأن هذا الرقم يعكس حجم الطموح في تحسين مستوى الخدمات وتوفير الاحتياطات اللازمة.

عن الشباب والتكنولوجيا قال إن الفرصة الكبرى لمصر تكمن في شبابها وارتفاع عدد السكان، لكنه ربط ذلك بضرورة اتباع مسارات تعليمية وتدريبية سليمة، وأشار إلى مبادرات رقمية أُعدت للعمل على مستويات متدرجة حتى بلوغ شهادات عليا، مع اختبارات لتحديد الناجحين وتجهيز معامل لاستيعاب خمسة آلاف طالب ليصبحوا رواداً رقميين.

أوضح أن الحاصلين على درجات متقدمة في تلك المبادرات الرقمية قد يحققون دخلاً كبيراً يتراوح بين عشرين إلى ثلاثين ألف دولار في بعض الحالات، وأضاف أن امتلاك مهارات حاسوبية لدى الشباب سيمنح الدولة وضعاً مختلفاً على الساحة الاقتصادية.

توقف أيضاً عند ملف السياحة وأكد أن الأمن والاستقرار عنصران أساسيان في جذب السائحين، وأشار إلى أن المتحف الكبير محطة مهمة ضمن رؤية أكبر للسياحة، وأن مصر تمتلك إمكانات تؤهلها لاستقبال ما بين ستين وسبعين مليون سائح إذا حافظت على أمنها واستقرارها وسياساتها السياحية.

نبه إلى أن بلداً يضم ستين مليون شاب لا يجوز أن يفرز عدداً محدوداً جداً من النجوم الرياضية، قال إننا نستطيع إنتاج أعداد أكبر بكثير من المواهب الرياضية وإنجازات أسرع إذا أحسنّا اختيار المسارات الصحيحة للعناية بالكوادر.

في ما يخص التعاون مع الشركاء الأوروبيين تحدث عن تعاون شامل في قضايا متعددة، وذكر أن التعامل المصري في مسألة الهجرة غير الشرعية رُصد على أنه متوازن ومعتدل مما أتاح فرص تعاون إضافية، وأن ذلك أدى إلى ارتياح لدى تلك الأطراف حول سلوك مصر في هذا الملف.

استعاد لحظات توليه الرئاسة ليتحدث عن مواجهات متعددة، وأكد أنه لم يتخلّ عن برامج التنمية أثناء محاربة الإرهاب، بل جمَع بين الأمن والتنمية والعمل على كل القطاعات، وأضاف أن ذلك تم بدعم خبراء ومخططين من الجامعات ووضع خطط لتوزيع الإنفاق بشكل متوازن.

كرر أن “يد الله كانت معنا وما زالت” في مواجهة التحديات، وأن ذلك كان واضحاً عند حساب إمكانيات إنجاز مشاريع واسعة لم تكن تبدو ممكنة وفق معايير مختلفة، وأضاف أن القرب من المبادئ الدينية والالتزام المتبادل بين الناس يساعدان على تحقيق نتائج أفضل.

أعلن أن مشروع مدينة للإعلام سينجز خلال ثلاث سنوات، وأوضح أن ما يهم هو الإنسان العامل والكفاءة لا المباني وحدها، وأن المباني المتقنة لا تعني شيئاً دون كوادر قادرة على تشغيلها وتحقيق أهدافها، كما ينبغي للنظام التعليمي أن يُخرج شباباً متميزين في مختلف المجالات.

لفت الانتباه إلى تأثير بعض صور الفن والإعلام التي تقدم الغنى المبالغ فيه، وقال إن ذلك أسهم في زيادة حالات عدم الرضا ومعدلات الطلاق، وأن الثقافة المرئية لها أثر اجتماعي يحتاج متابعة ومقاربة فكرية.

أشار إلى الجهود التي بُذلت خلال العقد الماضي ووصفها بأنها أقصى ما يمكن عمله، وأضاف أنه يخشى لو أن الناس لم يشعروا بنتائج تلك الجهود لأن ذلك مؤشر خطير، ثم شدد على ضرورة بناء شخصية مصرية جديدة تقوم على معايير علمية وأهداف محددة لتخريج أجيال قادرة على مواجهة متطلبات المستقبل.

حاصل علي كلية الدراسات الإسلامية جامعه الازهر الشريف في القاهرة احب كتابة الأخبار والتريندات