فيروز تحتفل بعيد ميلادها الـ91 ومسيرة فنية خالدة

فيروز تحتفل بعيد ميلادها الـ91 ومسيرة فنية خالدة

يحتفل عشاق الفنانة الكبيرة فيروز بذكرى ميلادها الحادية والتسعين، حيث تظل جارة القمر علامة بارزة في عالم الفن العربي. فيروز لم تكن مجرد صوت جميل، بل كانت رمزًا لتجديد الموسيقى العربية من خلال أغانٍ تحمل معانٍ عميقة وبسيطة في الوقت نفسه، مثل أغنية “كيفك أنت” الشهيرة. وعلى عكس الاعتقاد الشائع، فقد غنت فيروز هذه الأغنية لابنها زياد الرحباني، في لحظة مؤثرة تعكس علاقة الوالد بالابن، فيما يغيب زياد عن الاحتفال بعد أن فارقنا منذ عدة أشهر.

نهاد رزق وديع حداد، المعروفة باسم فيروز، ولدت في قرية الدبية الواقعة في منطقة الشوف الجبلية بلبنان، وشقّت طريقها لتصبح واحدة من أعظم الأصوات الفنية في تاريخ الوطن العربي. مسيرتها الفنية شهدت إنتاج مئات الأغاني التي غيرت قواعد الفن العربي، حيث كانت تتعاون مع الأخوين رحباني الذين قدّموا معها ثورة فنية متكاملة، عبر أغاني قصيرة ذات رسائل قوية ومختلفة عن الطابع الذي كان سائداً في تلك الفترة.

تميزت أغاني فيروز بتنوع المواضيع التي تعالجها، بداية من أغاني الطفولة، مرورًا بأغاني الحب، وانتهاءً بأغاني الوطن والقضية الفلسطينية. وقد استطاعت أن تدمج ببراعة بين الكلمات البسيطة والمعاني العميقة، مما جعلها قريبة من قلوب الناس في كل مكان. إلى جانب ذلك، دخلت فيروز عالم المسرح من خلال مسرحيات كثيرة بعنوان عام يصل إلى خمسة عشر مسرحية من تأليف الأخوين رحباني، التي تناولت قضايا المجتمعات العربية، من نقد السياسات إلى تمجيد قيم الحب والشجاعة.

تبقى فيروز صوتاً خالدًا، رغم مرور عقود على بداياتها، حيث أثرت الساحة الفنية بأعمالها الخالدة التي بدأت منذ سنوات طويلة. جمهورها لا ينسى تلك اللحظات التي جمعتها مع زياد، ولا الأغاني التي خلدتها في ذاكرة الجميع، فهي ليست مجرد مطربة، بل أيقونة تعبّر عن عمق الروح العربية وجمالها.

مع مرور الزمن، بقيت فيروز تحتفظ بمكانتها كواحدة من أنبل وأجمل الأصوات التي أنجبتها الأرض العربية، والصورة التي حملتها في مسيرتها الفنية توضح روح التحدي والإبداع، التي تجلت في كل أغنية أدتها أو مسرحية شاركت فيها. لا يمكن الحديث عن الموسيقى العربية الحديثة بدون ذكر فيروز، التي أضافت إليها بريقاً لا يزول.

يحتفل محبوها هذا العام بعيد ميلادها، مع أمنيات مستمرة لها بالصحة والعافية، وبتذكّر الأعمال التي ستظل محفورة في ذاكرة الأجيال القادمة. فيروز التي جمعت بين الأصالة والحداثة في فنها، ما تزال شعلة مضيئة في سماء الفن العربي.

حاصل علي كلية الدراسات الإسلامية جامعه الازهر الشريف في القاهرة احب كتابة الأخبار والتريندات