الجيش السوداني يستعيد بارا في شمال كردفان
أفادت مصادر عسكرية واستقصائية بأن القوات السودانية أعادت السيطرة على مدينة بارا في ولاية شمال كردفان.
مساعد قائد الجيش ياسر العطا قال إن القائد العام عبد الفتاح البرهان وجّه القوات للتقدّم غرباً نحو مناطق دارفور، وأوضح أن الهدف المعلن هو حماية البلاد، لا إشعال حرب جديدة.
تصريحات الجيش أثارت ردود فعل متباينة داخل المشهد السياسي والعسكري المحلي.
من جهة أخرى، أعلن مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، عن عزمه على تحريك قوى الإقليم لتحرير مناطق تُعتبر ضمن نطاق الصراع.
حركة العدل والمساواة أعلنت بدورها مشاركة عسكرية، حيث صرّح عبد العزيز عشر أن مقاتلي الحركة سيقاتلون إلى جانب القوات النظامية.
في المقابل، دعا الباشا طبيق، مستشار قائد قوات الدعم السريع، إلى حل سياسي شامل، مؤكداً أن مواقف الجيش تعكس استمراراً في نهج الاعتماد على القوة لأجل مكاسب سياسية.
الكلام بين الأطراف كان حاداً، وحقق تصعيداً في الخطاب الإعلامي والسياسي.
على الصعيد الإنساني، الأمم المتحدة أعربت عن قلق متصاعد، وحذّرت من تدهور سريع في الأوضاع بمناطق عدة.
متحدث باسم الأمين العام أشار إلى فرار أكثر من تسعة وثمانين ألف شخص من مدينة الفاشر إلى مناطق مجاورة منذ أواخر أكتوبر، وهو رقم كبير، ويعكس موجة نزوح واسعة.
كما ارتفع عدد النازحين من دارفور وكردفان باتجاه مدينة الدبة في الولاية الشمالية إلى نحو سبعة وخمسين ألف شخص.
مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك قال إن التقارير تشير إلى فظائع مروعة في الفاشر، وعبّر عن قلق بالغ من احتمال تحول الوضع إلى إبادة جماعية.
أفاد شهود ونشطاء بوقائع عن عمليات قتل جماعي وتعرض لاعتداءات جنسية وعنف قائم على أساس عرقي.
المنظمات الإنسانية تطالب بفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات، وتؤكد أن التأخير ينذر بكارثة أكبر.
الشق السياسي يبدو معقّداً، لأن الدعوات إلى تفاوض تلاقي تصعيداً عسكرياً في الميدان.
مصادر مطلعة تقول إن العمليات العسكرية في بعض المناطق مستمرة، بينما تستمر مفاوضات غير رسمية في أخرى.
المراقبون يحذّرون من تفاقم الأزمة إذا لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتسهيل دخول المساعدات.
المدنيون هم الأكثر تضرراً، والآلاف يبحثون عن مأوى وغذاء وخدمات صحية، في ظل مخاوف من تفشي أمراض وانهيار البنية التحتية.
المشهد متقلب، والجهود الدبلوماسية لا تزال عاجزة عن وضع حد سريع للعنف، والمجتمع الدولي يراقب بقلق، بينما يتواصل النزوح والدمار على الأرض.

تعليقات