إلديكو إنيدي: حوارات أفلامي بلا نهج ثابت

إلديكو إنيدي: حوارات أفلامي بلا نهج ثابت

قدمت المخرجة الهنغارية إلديكو إنيدي، مساء اليوم، محاضرة حملت عنوان “شاعرية الواقع” على المسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية، وسط حضور لافت من جمهور السينما.

أدار الجلسة الناقد السينمائي محمد طارق، المدير الفني للمهرجان، وتخلل اللقاء نقاش مباشر مع الحاضرين، وأسئلة ركزت على منهجها الفني وطريقة بناء أعمالها.

قالت إنيدي إن أعمالها نادرة الاعتماد على الحوار الطويل، وأنّ الصمت أداة حاضرة بقوة في أغلب أفلامها، مع استثناءات قليلة تظهر فيها الكلمات كوقود للمشهد.

أخذت كمثال مشهداً من فيلم “Silent Friend”، حيث وصفته بمبارزة لفظية قصيرة، رغم أن الفيلم يميل إلى الصمت بشكل عام، ويطرح تساؤلات عن حدود اللغة، وعن إمكانيات التواصل غير اللفظي.

وذكرت إنيدي مشهداً آخر من امتحان دخول الجامعة، قالت إنه استند بشكل كبير إلى قوة الحوار، لكنه يبقى من النادر في مخزونها الإبداعي.

أوضحت المخرجة أن عملها يبدأ بطرح الكثير، ثم يتبع ذلك مسار طويل من الحذف والتنقية، لترك العناصر الضرورية فقط، بهدف تقوية أثر كل لقطة وكل صوت.

التحضير عندها عملية تقليص مستمرة، منحتها القدرة على الوصول إلى جوهر المادة، وهو ما يظهر في بساطة الصورة، وفي دقة الصوت، وفي اختيارات نوعية الفيلم.

أضافت إنيدي أن فريق العمل المحيط بها يلعب دوراً أساسياً، وأنها تبحث دائماً عن زملاء يعون حساسية الأدوات الفنية، ويشاركونها القدرة على جعل البساطة فعلاً إبداعياً.

أشارت إلى أن هذا الأسلوب لا يُختار كقالب ثابت، بل ينشأ أثناء العمل، ومع تزايد وعي الجمهور بكيفية استعمال هذه الأدوات يصبح للمخرج حضور أقوى على الشاشة.

يأتي تكريم إنيدي هذا العام بجائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر، تكريماً لمسار فني طويل أثرى السينما الأوروبية بأعمال مميزة.

من بين هذه الأعمال “My Twentieth Century” الحاصل على جائزة الكاميرا الذهبية في كان 1989، و”On Body And Soul” الحاصل على الدب الذهبي في برلين 2017 ومرشح لاحقاً للأوسكار، إضافة إلى فيلمها الأخير “Silent Friend” الذي عرض في مهرجان فينيسيا 2025.

خلال المحاضرة تطرق الحديث إلى ثنائيات متكررة في عملها، مثل الخيال والواقع، والرؤية والوجود، مع تأكيد على أن السينما عندها هي فعل تعاطف وإثارة للدهشة.

لطالما مثلت هذه الجلسات فرصة نادرة للجمهور، لاكتشاف خلفية فكرية ومناهجية لمخرجة تعتبر من أكثر صناع السينما اشتغالاً بالشاعرية، وبقدرة على تحويل اللحظات اليومية إلى تأملات عميقة.

اختتمت الجلسة بتبادل التحايا، ووعد بمزيد من الحوارات التي تربط بين صناع السينما العربيين ونخبة من المبدعين العالميين.

حاصل علي كلية الدراسات الإسلامية جامعه الازهر الشريف في القاهرة احب كتابة الأخبار والتريندات