إلديكو إنيدى: تجربتي الفنية تتجاوز ثنائية الخير والشر

إلديكو إنيدى: تجربتي الفنية تتجاوز ثنائية الخير والشر

شهد دار الأوبرا المصرية أمس محاضرة حملت عنوان “شاعرية الواقع”، قدمتها المخرجة الهنغارية إلديكو إنيدي، وأدارها الناقد محمد طارق، المدير الفني للمهرجان. الحضور اتسم بالانتباه، وكانت الأسئلة كثيرة بعد المحاضرة.

قالت إنيدي إن رؤيتها السينمائية تنأى عن القوالب النمطية. لا تحبّ اختزال الشخصيات إلى طرفي الخير والشر. تطلب من المشاهد أن يتعاطف مع الجميع، دون استثناءات.

أوضحت المخرجة أن الحدود بين العوالم ليست حادة، سواء بين الإنسان والطبيعة، أو بين الواقع والخيال. تعامل هذه المستويات كشبكة مترابطة. هكذا ترى الحياة، كما قالت.

عرض المهرجان في دورته الحالية فيلمين من أعمالها، هما Body And Soul و Silent Friend. وأشارت إلى أن الأخير يعيد التفكير في علاقة البشر بالنباتات، وفي قواعد إدراكنا لما يسمى “الواقع”.

تحدثت إنيدي عن شخصية عالم أعصاب في الفيلم، تدرس تواصل النباتات والرضع وكائنات لا تستعمل الكلام. هذا البحث يفرض طرقًا جديدة لفهم الداخل، بحسب قولها. وأضافت أن ذلك يشبه محاولة قراءة لغة النبات.

استشهدت إنيدي باقتباس وضعتُه على صفحة السيناريو، نقلاً عن العالم البريطاني أنيل سيث، حيث قالت: “نحن نهلوس طوال الوقت، وعندما نتفق على هلوساتنا نسميها واقعاً”. اعتبرته ملخصًا لتجربتها مع العالم منذ الطفولة.

أعلنت إدارة المهرجان تكريم إنيدي بجائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر هذا العام. جاء التكريم اعترافًا بمسيرة فنية طويلة، حافلة بالأعمال التي أثرت السينما الأوروبية والعالمية.

إنيدي معروفة بلغة سينمائية شاعرية، تحول اللحظات العادية إلى تأملات عميقة عن الحب والزمن والوجود. أفلامها حصدت جوائز دولية، وكان لها حضور قوي في مهرجانات كبرى.

في المحاضرة فتحت المخرجة نافذة على سنوات عمل ممتدة. تحدثت عن بحث دائم عن توازن بين الخيال والصراحة الفنية، وعن ثنائية الرؤية والوجود التي تهمها. أكدت أن الفن الحقيقي يقوم على التعاطف وخلق الدهشة.

تقدم “أيام القاهرة لصناعة السينما” منصة لصناع الأفلام في الوطن العربي وأفريقيا، بهدف التمويل والتدريب والتشبيك. تشمل برامج متنوعة مثل ملتقى القاهرة السينمائي ومنتدى المحترفين، وورش عمل متخصصة.

أما مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، فبقي منبرًا رصينًا منذ تأسيسه عام 1976، ويُقام تحت رعاية وزارة الثقافة. يربط بين البعد الفني والمهني، ويعمل على تعزيز حضور السينما العربية عالميًا.

المحاضرة مثلت فرصة نادرة للجمهور للقاء واحدة من أهم صانعات السينما المعاصرة، والاستماع إلى رؤيتها التي تستمر في تحدي التصنيفات وإعادة تعريف الشاعرية البصرية.

حاصل علي كلية الدراسات الإسلامية جامعه الازهر الشريف في القاهرة احب كتابة الأخبار والتريندات