حوار: حسام مجدي
مفاجأة غير متوقعة شهدتها ليلة من ليالي دوري أبطال أوروبا هذا الموسم 2025/2026، في يوم الأربعاء 5 نوفمبر، عندما تعادل كلوب بروج ضد برشلونة بثلاثة أهداف لكل فريق، في الجولة الرابعة من البطولة.
وكانت المفاجأة في المستوى الذي ظهر به كلوب بروج البلجيكي في هذه الليلة على ملعبه جان بريدل، أمام برشلونة الذي لم يستطع التقدم على أصحاب الأرض طوال اللقاء بل كان قريبًا من خسارة اللقاب بنتيجة 4-3، لولا إلغاء الحكم للهدف الرابع.
وشهدت هذه الليلة أيضا تألق لاعب برتغالي مغمور بشكل لافت للأنظار وهو كارلوس فوربس الجناح الأيسر لفريق كلوب بروج، والذي سجل هدفين وصنع هدفًا، ليلفت أنظار العالم له بشكل كبير.
GOAL!
What. A. Match. 🔥 @ClubBrugge are back in front thanks to Carlos Forbs’ second goal of the night!#beINUCL #UCL pic.twitter.com/CwzJCoYe3F
— beIN SPORTS (@beINSPORTS_EN) November 5, 2025
لذلك أجرى 365Scores حوارًا مطولًا مع البلجيكي فنسنت مانايرت المدير الرياضي الحالي لمنتخب بلجيكا، والرئيس التنفيذي السابق لنادي كلوب بروج من عام 2011 حتى 2024.
وجاء نص الحوار كالآتي:
وتحدث مانايرت عن العديد من الأمور الهامة خلال حواره مع 365Scores عن العديد من الأمور الهامة في مقدمتها لقاء دوري الأبطال ضد برشلونة، وتألق فوربس وأيضا استعدادات بلاده لتصفيات كأس العالم 2026 التوقف المقبل، وكيفية التعامل مع إصابة كيفين دي بروين نجم نابولي، ومعرفته باللاعبين المصريين الذين سبق لهم اللعب في الدوري البلجيكي، وبعض الأمور الأخرى وهي كالتالي:
هل كنت تتوقع أن تنتهي مباراة كلوب بروج ضد برشلونة بهذه النتيجة؟
بصراحة توقعت بالفعل أن تنتهي المباراة بالتعادل، لأنني أعلم أن بروج قوي جدًا على أرضه وحقق العديد من النتائج القوية في السنوات الماضية في دوري أبطال أوروبا، مثل الفوز على أستون فيلا وأتلتيكو مدريد، والتعادل مع باريس سان جيرمان، لذلك أصبح هناك سمعة أن الفريق على ملعبه يكون قوي جدًا وقادر على وضع أي نادٍ من الأندية الكبرى في موقف صعب ويجعله يعاني.
كيف تمكن كلوب بروج من بناء فريق قوي كهذا خاصة وأنه في المركز الثاني بالدوري البلجيكي هذا الموسم ويسير بشكل جيد في دوري الأبطال؟
في الواقع هذا عمل بدأ في عام 2011، عندما تولى رئيس النادي بارت فيرهايجي وأنا إدارة النادي، وبدأنا في بناء ثقافة الفوز من خلال عملية تحديث تعتمد على أفكار مبتكرة في استقطاب اللاعبين وكذلك تطوير أدائهم، لقد كان ذلك من منظور علمي مبني على البيانات والتحليل، ومع الفريق أحطنا أنفسنا بمجموعة من الشباب الجدد والأذكياء ليكون هناك فريق يعمل حول الفريق نفسه.
وبالتالي قمنا بإنشاء قاعدة بيانات خاصة بنا للتعاقدات، ومركز خاص لتقييم وتحسين أداء اللاعبين، بالإضافة إلى استثمار كبير في أكاديمية النادي، وإذا نظرت الآن إلى السنوات الماضية ستجد أنه خلال تلك الفترة تم تحقيق حوالي ستة ألقاب، وعلى مدار عشر سنوات متتالية كان هناك لقب يتم تحقيقه كل عام، وعشر سنوات متتالية كان النادي يحقق أرباحًا ويتطور بشكل مستمر، لأنه خلال السنوات الثلاث الأخيرة وصل النادي مرتين إلى دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا.
لكن هذا نتاج عمل سنوات طويلة من قبل أشخاص كفوئين وطموحين، ومع رؤية طويلة المدى. فهناك ثقافة خاصة بالنادي هي جزء من هويته: “لا مجد دون تعب”، ثم تأتي العناصر البشرية، ثم الهيكل التنظيمي، ثم الاستقرار، لأن الكثير من الأشخاص يعملون في النادي منذ سنوات طويلة ويعملون بأسلوب مبتكر، نعم، لقد رأينا جميعًا نتائج ذلك.
ما هي وجهة نظر كلوب بروج قبل التعاقد مع كارلوس فوربس خاصة وأنه لم يكن لاعبًا أساسيًا في أياكس؟ وما رأيك في مستواه حاليًا؟
كان الأمر مثيرًا للاهتمام لأننا في نادي بروج نؤمن دائمًا أن بعض اللاعبين لا يقدمون أفضل ما لديهم في بعض الأندية لأسباب معينة، قد يكون الأمر أنهم يحتاجون وقتا أطول، أو يحتاجون المزيد من الثقة، أو يحتاجون إلى تعامل فردي مختلف، وهذا كان الحال مثلاً مع فوربس في أياكس، فقد كانت لنا تجربة التعاقد معه عندما لم يكن يحصل على فرصة اللعب مع الفريق الأول في هولندا، والآن هو لاعب في نابولي وفي المنتخب الهولندي.
وبالنسبة لـفوربس هذا اللاعب كان موهوبًا للغاية، وكان يلعب مع منتخبات الشباب تحت 21 عامًا في البرتغال، لكنه عندما انتقل إلى أياكس لم يشعر بالثقة، وفقد ثقته بنفسه ثم خرج من حسابات الفريق، ولم يكن سعيدًا، لكننا في بروج كنا نعلم جيدًا أن هذا اللاعب ما زال يمتلك إمكانات كبيرة جدًا بداخله، ومع توفير الثقة المناسبة والتعامل الفردي المناسب كان الأمر مجرد مسألة وقت، تمامًا مثلما حدث مع نوا لانج، لكي يعود اللاعب ويظهر بأعلى مستوى.

وما نراه الآن هو لاعب شاب عمره 21 عامًا فقط يشعر بالثقة من جديد ويُظهر قدراته الحقيقية على السطح مرة أخرى، ومن الرائع حقًا أن نراه الآن في حالة ممتازة ويقدم أداءً قويًا، وقد تم استدعاؤه مؤخرًا للانضمام إلى المنتخب الأول للبرتغال للمرة الأولى.
الجميع تحدث أن فوربس ستنهال عليه العروض من كبار أندية أوروبا.. في رأيك هل يأخذ اللاعب خطوة الرحيل أم يستمر لوقت أطول مع بروج؟
من المهم جدًا في هذه المرحلة أن يبقى في النادي وأن يشعر بأنه في وضع جيد، فهو لا يفكر في الانتقال إلى نادٍ آخر الآن، لأن ذلك سيكون مبكرًا جدًا، الخطوة الأولى التي يحتاجها هي إثبات نفسه، يجب عليه أن يفوز بالدوري مع كلوب بروج ثم ربما يستمر لموسم إضافي لتأكيد مستواه مرة أخرى، وبعد عامين يمكن أن يكون ذلك هو التوقيت المناسب لاتخاذ الخطوة التالية، لقد تعلمنا أنه لا يكفي أن يقدم اللاعب موسمًا واحدًا قويًا، بل يجب أن يثبت نفسه مرة أخرى في الموسم الثاني عندها فقط يكون مستعدًا تمامًا للانتقال إلى المستوى الأعلى.
كيف يستعد منتخب بلجيكا للفترة المقبلة من تصفيات كأس العالم 2026؟
نحن نعلم أننا ما زلنا نحتاج إلى فوز واحد للتأهل للمونديال، ولدينا مباراتان مباراة خارج أرضنا أمام كازاخستان ومباراة على ملعبنا ضد ليختنشتاين، وبشكل طبيعي ينبغي أن نكون قادرين على الفوز في إحدى المباراتين، ولكننا ما زلنا مركزين لأن التأهل لم يُحسم بعد، ونأمل أن نحسمه في كازاخستان، وإذا لم يحدث ذلك فعلى أرضنا أمام ليختنشتاين.
كان الهدف الرئيسي هو الفوز بالمجموعة والتأهل مباشرة، حتى نتمكن من الذهاب إلى قرعة البطولة في بداية ديسمبر بواشنطن ونحن في مركز متقدم، لأننا ما زلنا في المركز الثامن في تصنيف الفيفا، وهذا يعني أننا سنكون في المستوى المحمي خلال القرعة، نحن متحمسون جدًا للتحضير لبطولة كأس العالم المقبلة، والتي ستكون بطولة رائعة تقام في ثلاث دول، ستكون تجربة كبيرة ومميزة، ولدينا مزيج مثير للاهتمام من اللاعبين أصحاب الخبرة مثل دي بروين، لوكاكو، كورتوا، وربما فيتسل، مع مجموعة من اللاعبين الشباب مثل دوكو، فوفانا، وسايس، ومن المثير رؤية هذا المزيج بين الجيل المخضرم والجيل الصاعد، فهناك توازن جيد.

كيف سيتعامل منتخب بلجيكا مع إصابة دي بروين التي سيغيب بسببها لفترة طويلة وهل يؤثر ذلك على تواجده في المونديال؟
لدينا ثلاثة لاعبين سيغيبون لفترة طويلة مثل لوكاكو وكذلك فوفانا وبالطبع كيفين، ولكن كما تعلم ما زال الوقت مبكرًا جدًا ما زال أمامنا حوالي تسعة أشهر أو ثمانية أشهر تقريبًا قبل انطلاق كأس العالم، ولذلك نحن واثقون تمامًا من عودتهم بشكل كامل قبل البطولة.
كيفين دي بروين يغادر المباراة مصاباً بعد تسجيل هدف التقدم لنادي نابولي ⚠️#نابولي_إنتر#الدوري_الإيطالي pic.twitter.com/o0td9YodyO
— ADSportsTV (@ADSportsTV) October 25, 2025
وقد يمنحهم ذلك في الواقع نوعًا من الانتعاش الإضافي، لأنهم سيعودون بحالة بدنية جيدة جدًا، وكذلك بحافز ذهني كبير، وسيكون لديهم جوع ورغبة قوية ليكونوا جاهزين لكأس العالم، والذي يُعتبر في نهاية المطاف أكبر مسرح وأهم منصة في عالم كرة القدم، لذلك ما يبدو في الظاهر عيبًا قد يتحول إلى ميزة، وإذا تعافوا جميعًا بشكل جيد، فسيكونون في أفضل حالة ممكنة وجاهزين للبطولة.
هل لديك ذكريات خاصة مع أي لاعب مصري من الذين سبق لهم اللعب في الدوري البلجيكي؟
لدي ذكريات رائعة مع ثلاثة لاعبين مصريين كبار، في كلوب بروج كان هناك حارس المرمى الشهير نادر السيد، الذي كان محبوبًا جدًا من الجميع في النادي ومن الجماهير أيضًا، وبالطبع كان هناك أحمد حسام ميدو الذي لعب في جينت وكان ظاهرة حقيقية، كان موهبة مذهلة وصاعدة بقوة ثم انتقل إلى أياكس كان لاعبًا رائعًا بكل ما تعنيه الكلمة، ولا ننسى أيضًا أسطورة أخرى من أساطير الكرة المصرية وهو أحمد حسن الذي لعب في أندرلخت وكان أيضًا لاعبًا ممتازًا للغاية.
الفرق بين ميدو وأحمد حسن هو أن ميدو كان صغيرًا جدًا عندما جاء إلى بلجيكا، كان عمره حوالي 18 عامًا، وانتقل سريعًا من الفريق الثاني إلى الفريق الأول، بينما حسن جاء وهو في سن حوالي 29 أو 30 عامًا، وكان لاعبًا كبيرًا بالفعل واسمًا معروفًا، ولكن هؤلاء الثلاثة قدموا صورة رائعة لكرة القدم المصرية في بلجيكا، ودائمًا ما يتذكرهم الجميع بكل احترام ومحبة.
