كتب: محمود الشوادفي
يواصل برشلونة تحت قيادة الألماني هانز فليك اعتماد نفس الأسلوب الدفاعي الذي استخدمه في الموسم الماضي، حيث يظل أسلوب مصيدة التسلل أحد أبرز أدواته في بناء الضغط العالي والسيطرة على مجريات اللعب.
ورغم أن هذا التكتيك كان فعالًا في العديد من المباريات، إلا أنه كشف في الوقت نفسه عن ثغرات دفاعية واضحة، خصوصًا في المباريات التي لعبها الفريق خارج ملعبه. حيث استقبل برشلونة هذا الموسم عددًا أكبر من الأهداف مقارنة بالموسم الماضي في نفس الفترة، وبالأخص في اللقاءات التي جرت خارج الأرض.
ويبدو أن جرأة فليك الدفاعية، القائمة على تقدم الخط الخلفي والاعتماد على السرعة في العودة، جعلت الفريق أكثر عرضة للهجمات المرتدة السريعة. وبذلك، تحولت مصيدة التسلل من سلاح فعال في بعض الأحيان إلى مغامرة محفوفة بالمخاطر في مواقف أخرى.
ما الأسباب الرئيسية وراء تراجع برشلونة الدفاعي هذا الموسم؟
وبعد سيطرة كاملة على الألقاب في الموسم الماضي، يعيش هانز فليك حالة من التوتر في ظل الأرقام الدفاعية السلبية التي تعرض لها الفريق هذا الموسم، والمدرب نفسه هو السبب الرئيسي في ذلك في ظل العناد الواضح في مصيدة التسلل التي انتبه لها الخصوم بشكل واضح هذا الموسم.
لعل أبرز الأسباب، بخلاف عناد فليك وعدم المرونة في التكتيك الدفاعي، تتمثل في قراءة الخصوم للطريقة، والاعتماد بشكل مكثف على تحرك اللاعبين من الخلف واستلام الكرات الطولية خلف دفاعات البلوجرانا، وهو أضر بكتيبة المدرب الألماني ووضعه خارج حسابات المنافسة على الصدارة الأوروبية، بل وسقط محليًا أمام غريمه التقليدي ريال مدريد بعد هيمنة طاغية الموسم المنصرم.
أما ثاني الأسباب فيتمثل في خروج إنييجو مارتينيز نحو النصر السعودي في صفقة أغضبت جمهور الفيرق الكتالوني آنذاك، حيث ساهم اللاعب الباسكي بشكل كبير للغاية فيما قام به الفريق الموسم الماضي، فعلي سبيل المثال، كانت هناك 301 حالة تسلل لخصوم برشلونة فى مباراة 60 مباراة بمعدل 5.01 لكل مباراة

أما في الموسم الحالي فانخفض هذا المعدل، قبل مباراة كلوب بروج، ليصل إلى 4.23 حالة تسلل لكل مباراة، وفي لقاء بروج نفسه لم يسقط لاعبو الفريق البلجيكي في مصيدة التسلل سوى مرة واحدة فقط، في مقابل ذلك تمكنوا من تسجيل ثلاثة أهداف جميعها من استغلال أمثل للطريقة الدفاعية التي يعتمد عليها فليك بالانطلاق خلف الدفاعات واستقبال تمريرة طولية أرضية كانت أو هوائية.
وهو ما يكشف وجود مشاكل متكررة هذا الموسم في خط الدفاع، وأحد أبرز أسبابها رحيل مارتينيز، والاعتماد على أكثر من اسم هذا الموسم، على غرار إيريك جارسيا ورونالد آراوخو وباو كوبارسي، دون الاستقرار على ثنائية واضحة، بل ولم يتعاقد البلوجرانا مع مدافع آخر لتعويض رحيل إنييجو.
أرقام تكشف أزمة فليك الدفاعية
| المؤشر | الموسم الماضي | الموسم الحالي |
|---|---|---|
| عدد الأهداف المستقبلة (خارج الأرض) | 19 هدفًا في 19 مباراة | 10 أهداف في 6 مباريات فقط |
| معدل حالات التسلل ضد الخصوم | 5.01 حالة/مباراة | انخفاض إلى معدل 4.23 حالة/مباراة |
| المباريات بشباك نظيفة (خارج الأرض – الليجا) | 6 من أصل 19 | 1 من أصل 6 |
| الشباك النظيفة في دوري الأبطال (خارج الأرض) | مباراة واحدة (بنفيكا) | 0 من 2 |
أما ثالث الأسباب، فيتمثل في الحارس فويتشيك تشيزني، الذي استقبل حتى الآن، وبعد ثلاثية كلوب بروج، 51 هدفًا في 38 مباراة بقميص برشلونة في جميع المسابقات، ولم يخرج بشباك نظيفه سوى في 14 مباراة فقط؛ بل واستقبل 32 هدف في آخر 16 مباراة له مع البلوجرانا.
وعانى البارسا من إصابة خوان جارسيا الحارس الجديد الذي تعاقد معه الفريق في الموسم الجاري، مما دفع فليك للاعتماد على تشيزني من جديد، ولكن لم يقدم الحارس البولندي المنتظر منه في التغطية على خط الدفاع والخروج لالتقاط الكرات الطولية قبل وصول مهاجمو الخصوم لها.

(المصدر: gettyimages)
والنتيجة كانت فشل برشلونة في الخروج بشباك نظيفة في أي مباراة خارج ملعبه هذا الموسم في جميع البطولات، ووصل إلى سلسلة متتالية بلغت 9 مباريات تهتز شباكه، لأول مرة منذ الفترة ما بين يناير وفبراير من عام 2013.
كما استقبل البارسا هدفين في أول 17 دقيقة لثاني مرة في تاريخ النادي الكتالوني، من الخسارة أمام تشيلسي في 2004 بأربعة أهداف مقابل هدفين.
وكان القدر رحيمًا بالألماني هانز فليك ليخرج بتعادل ثمين خارج الديار بنتيجة 3-3؛ كما وكان رحيمًا بالحارس البولندي نفسه، الذي أخطأ في الوقت المحتسب بدل من الضائع عندما قرر مراوغة لاعب كلوب بروج، الذي خطف الكرة وسجل الهدف الرابع، لكن الحكم أنتوني تايلور عاد لتقنية الفيديو المساعد (VAR)، ليحتسب ركلة حرة للحارس.
وتتجلى الأرقام في وجود خوان جارسيا هذا الموسم وتأثيره على كتيبة هانز فليك، في أول 8 مباريات خاض منها الوافد الجديد7 مباريات، نجح برشلونة في تحقيق 7 انتصارات وتعادل وحيد، فيما لم ينتصر سوى في 3 مباريات فقط من السبعة الأخيرة التي شارك فيها تشيزني بعد إصابة جارسيا.
مقارنة بين نتائج برشلونة في وجود جارسيا وتشيزني
| الفترة | عدد المباريات | فوز | تعادل | خسارة |
|---|---|---|---|---|
| أول 8 مباريات في الموسم (7 بحضور خوان جارسيا) | 8 | 7 | 1 | 0 |
| آخر 7 مباريات (بحراسة تشيزني) | 7 | 3 | 1 | 3 |
وعلى مستوى الأرقام، خاض البلوجرانا على مستوى الدوري الإسباني هذا الموسم، 6 مباريات خارج الديار، لم يخرج بشباك نظيفة سوى في مباراة واحدة فقط، واستقبلت شباكه 10 أهداف كاملة، وعند المقارنة بالموسم الماضي، نجد أن البارسا خاض 19 مباراة خارج ملعبه في الليجا، خرج بشباك نظيفة في 6 مباريات، ولكن لم يستقبل سوى 19 هدفًا، بمعدل هدف لكل مباراة، بينما في الموسم الجاري، بلغ معدل استقباله للأهداف لكل مباراة خارج ملعبه في الليجا: 1.6 هدف.
مقارنة أداء برشلونة الدفاعي خارج الأرض في الدوري الإسباني
| الموسم | عدد المباريات خارج الأرض | عدد الأهداف المستقبلة | الشباك النظيفة | معدل الأهداف المستقبلة لكل مباراة |
|---|---|---|---|---|
| الموسم الماضي | 19 | 19 | 6 | 1.0 |
| الموسم الحالي | 6 | 10 | 1 | 1.6 |
أما على مستوى دوري أبطال أوروبا، فواصل انهياره بعد أن خرج الموسم الماضي بشباك نظيفة في مباراة وحيدة خارج ملعبه كانت في الفوز على بنفيكا بهدف نظيف، ليخوض 4 مباريات في المسابقة حتى الآن بدون أي شباك نظيفة، وبانتصارين وخسارتين، بعدما كان مهيمنًا في الموسم المنصرم بالفوز بنتائج ثقيلة من بينها رباعية أمام البايرن، وأنهى مرحلة الدوري بستة انتصارات وتعادل وحيد وخسارة وحيدة آنذاك.
برشلونة ومعاناة دفاعية لا تنتهي
| الفئة | عدد المباريات | عدد الأهداف المستقبلة | الشباك النظيفة | معدل الأهداف المستقبلة |
|---|---|---|---|---|
| الدوري الإسباني (خارج الأرض) | 6 | 10 | 1 | 1.6 هدف/مباراة |
| دوري أبطال أوروبا (داخل وخارج الأرض) | 4 | 7 | 0 | 1.75 هدف/مباراة |
ويبقى السؤال المطروح بقوة من جانب جماهير برشلونة، إلى متى ستستمر المعاناة الدفاعية دون وجود أي حلول من جانب هانز فليك؟ وكيف سيسير البارسا عند الدخول في المعترك الأكبر من الموسم عند المنافسة على أكثر من جبهة؟
