مساعد كلينتون يكشف أسباب تأخر اتفاق غزة عام ونصف ومآلاته
كشف الدبلوماسي الأمريكي روبرت مالي، المساعد الخاص للرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، في مقابلة نشرتها صحيفة “العربي الجديد” أسباب التأخر في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة لأكثر من عام ونصف، موضحاً أن الملف لم يكن محصوراً في شروط عسكرية فحسب بل امتد إلى حسابات سياسية وشخصية معقدة أثّرت على مسارات التفاوض.
أشار مالي إلى أن الإرهاق الناجم عن الحرب بدأ يظهر على الجانب الإسرائيلي، وأن هذا الإرهاق ارتبط بتطورات داخلية مهمة، فقد أعلن رئيس الوزراء لتوّه عزمه الترشح لولاية جديدة في الانتخابات التشريعية المقررة في أكتوبر 2026، ولن يتمكن من تبرير حصيلة إنجازاته أمام الناخبين دون تحقيق نتائج ملموسة، بما في ذلك عودة الرهائن أو وقف العمليات العسكرية، وهو ما وضع ضغوطاً إضافية على مواقف المفاوضين الإسرائيليين، وعبّر عن تناقض بين الضرورات الأمنية والضرورات السياسية التي تشكّل عامل إعاقة في الميدان والدبلوماسية على حد سواء.
وأضاف مالي أن الرئيس السابق دونالد ترامب كان يسعى أيضاً لتسجيل انتصار جديد يُضاف إلى قائمة الحروب التي يدّعي أنه أنهىها والمناطق التي أعاد إليها الاستقرار، مؤكداً أن طموح ترامب هذا لم يقتصر على المكاسب السياسية داخل الولايات المتحدة فحسب بل امتد إلى رغبة في اعتراف دولي قد يراه البعض مؤهلاً لنيل جوائز وتكريمات عالية المستوى، ومن بينها جائزة نوبل للسلام، وهو حساب سياسي يستند إلى سعي لإعادة تقديم نفسه كقائد قادر على الحسم وفرض نهاية لمسائل معقدة.
فسّر مالي أن نجاح ترامب في معالجة قضية غزة كان سيشكل إدانة ضمنية لسياسة إدارة جو بايدن في وقف الحرب، وسيقدّم صورة ترامب كقائد سياسي نجح في إنهاء ملف بالغ التعقيد، وهو ما يجعل من الصراع أمراً ذا بعدين أحدهما إنساني يرتبط بمعاناة المدنيين والرهائن، والآخر سياسي يتعلق بالمكاسب والسمعة، وقد أدت هذه التداخلات إلى إطالة أمد المفاوضات وتعقيد الوصول إلى حل سريع، بينما ظل الوسطاء والدول الفاعلة يحاولون التوفيق بين مطالب ميدانية وضغوط انتخابية وإستحقاقات دولية.

تعليقات