لم يكن أمس يومًا عاديًا في قلعة وندسور البريطانية، فقد شهد لحظة تاريخية في حياة أحد أشهر الرياضيين على وجه الأرض.
ديفيد بيكهام، نجم كرة القدم الإنجليزية السابق، حصل رسميًا على لقب “فارس البكالوريوس” من الملك تشارلز الثالث، تكريمًا لمسيرته الرياضية المذهلة وجهوده الخيرية المستمرة.
في مشهد مهيب جمع بين الفخامة البريطانية والرمزية الملكية، انحنى بيكهام أمام الملك تشارلز ليمنحه الوسام الملكي، وهو شرف يُمنح عادة للشخصيات التي قدمت إنجازات استثنائية في مجالات الرياضة، والثقافة، والعمل الإنساني.

بيكهام يرتدي بدلة من تصميم فيكتوريا.. ويستلم أرفع أوسمة المملكة المتحدة
وبعد المراسم، وصف بيكهام الحدث بأنه “أعظم لحظة في حياته”، مؤكدًا أن ما حدث تجاوز أحلامه كلها، حيث قال: “لقد كنت محظوظًا في مسيرتي، فزت بالألقاب ولعبت لأعظم الأندية، لكن أن أنال شرف الفروسية من جلالة الملك فهذا أمر يفوق كل ما تخيلته يومًا”.
وأضاف بابتسامة: “بالنسبة لصبي من شرق لندن، يقف اليوم في قلعة وندسور ليُكرم من الملك، فهذه لحظة لا توصف”.
كان بيكهام برفقة زوجته فيكتوريا بيكهام، التي صممت له البدلة التي ارتداها خصيصًا للمناسبة، وأشار إلى أن الملك تشارلز أثنى على مظهره، قائلًا: “الملك كان معجبًا بالبدلة، وقد استلهمتها من إحدى إطلالاته القديمة حين كان شابًا”.
ديفيد بيكهام يتوج بفروسية ملكية تقديرًا لعطائه الرياضي والإنساني
ويُعد وسام الفروسية البريطاني أحد أرفع الأوسمة الملكية، ويُمنح تقديرًا للخدمات المتميزة للأمة، ولا يقتصر على الشخصيات العسكرية، بل يشمل أيضًا من تركوا بصمة في الرياضة والفنون والعلوم.
تاريخ بيكهام مع التكريمات الملكية ليس جديدًا، فقد نال عام 2003 وسام ضابط الإمبراطورية البريطانية (OBE) من الملكة إليزابيث الثانية، لكنه انتظر أكثر من عقدين ليحصل على اللقب الأعلى الذي يسبغ عليه صفة “السير”.
وعلى الرغم من اعتزاله كرة القدم عام 2013، فإن بيكهام واصل نشاطه في مجالات إنسانية وتجارية، أبرزها كونه سفيرًا للنوايا الحسنة لدى اليونيسف، وإطلاقه صندوق “7” عام 2015 لدعم الأطفال المتضررين من الأزمات حول العالم، كما أنشأ نادي إنتر ميامي الأمريكي عام 2018، ليواصل إرثه الكروي في مجال الإدارة والرياضة.
اللافت أن العلاقة بين ديفيد بيكهام والملك تشارلز تتجاوز التكريم الرسمي؛ فقد جمعتهما لقاءات سابقة تبادلا فيها نصائح حول تربية النحل، بعد أن أصبح بيكهام سفيرًا لمؤسسة الملك في منطقة كوتسوولدز.
بهذا التكريم، ينضم ديفيد بيكهام إلى قائمة نخبوية من رموز الرياضة البريطانية الذين حظوا بالوسام الملكي، مثل كيني دالجليش، وأندي موراي؛ لكنه يظل حالة خاصة، لأنه جمع بين المجد الرياضي والنجاح التجاري والإنساني في مزيج نادر.
وسام الفروسية الملكي لم يكن مجرد لقب لبيكهام، بل تتويجًا لمسيرة بدأت في أحياء شرق لندن ووصلت إلى أروقة القصور الملكية — رحلة تُلخّص المعنى الحقيقي لعبارة: “من الحلم إلى الخلود”.
