لعنة التكتيك تُطارد صلاح.. هل أطفأ أرني سلوت سحر الفرعون أمام الكبار؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


كانت ليلة الهزيمة أمام مانشستر سيتي أكثر من مجرد خسارة عابرة في جدول الدوري الإنجليزي، بل كانت بمثابة مرآة تعكس وجهًا جديدًا لفريق ليفربول، ووجهًا أكثر غرابة لنجمه الأول، محمد صلاح.

فبينما كانت جماهير “الريدز” تبحث عن ابتسامة تليق بتاريخ الفرعون الذي اعتاد إشعال القمم بلمسة أو هدف، كان الصمت عنوان المشهد: لا أهداف، لا تمريرات قاتلة، لا احتفال بأسلوب “الملك المصري” الذي طالما دوّى اسمه في مدرجات إنجلترا.

الهزيمة من السيتي فجّرت النقاش مجددًا: هل تراجع صلاح فعلًا؟ أم أن المدرب الجديد أرني سلوت هو من أطفأ بريقه حين وضعه داخل منظومة جديدة لا تشبهه ولا تناسب أسلوبه؟

محمد صلاح - ليفربول - المصدر (Getty images)
محمد صلاح – ليفربول – المصدر (Getty images)

أسئلة كثيرة تدور في ذهن كل من تابع رحلة النجم المصري منذ وصوله إلى آنفيلد، رحلة حُفرت فيها أسماء خصومٍ كبار سقطوا على يده، لكنه هذا الموسم بدا وكأنه فقد مفاتيح تلك المواعيد الكبرى التي كانت مسرح مجده وسجلات تاريخه.

من لعنة الكبار إلى صمت القمم.. أين اختفى الملك؟

منذ أن وطأت قدماه الدوري الإنجليزي، لم يكن صلاح مجرد لاعب، بل لعنة حمراء تطارد كبار إنجلترا، فكان “الفرعون” عنوان الرعب في مانشستر، والكوابيس في لندن، وصوت الجماهير الذي لا يهدأ في ليفربول، لكن في موسم 2025-2026، تلاشى هذا البريق فجأة، وأصبحت مواجهات القمم — التي كانت مسرحه المفضل — مشاهد صامتة بلا توقيع صلاح المعتاد.

فليس من المعتاد أن يغيب صلاح عن المواجهات التي تُحدد ملامح اللقب أو تحفظ كرامة ليفربول أمام منافسيه التاريخيين، لكن هذا الموسم تغيّر كل شيء، فبعد مرور الجولات الأولى من الموسم، لم يُسجّل النجم المصري أي هدف أو تمريرة حاسمة أمام الفرق الكبرى.

ما القناة الناقلة لمباراة ليفربول ضد كريستال بالاس وأين تشاهد مباريات كأس الربطة الإنجليزية؟
كودي جاكبو – فيرجيل فان دايك – ليفربول (المصدر:Gettyimages)

الخصوم الذين صنعوا مجده.. والآن يشهدون غيابه

المباراة الأهداف التمريرات الحاسمة
أمام مانشستر سيتي 0 0
أمام مانشستر يونايتد 0 0
أمام تشيلسي 0 0
أمام آرسنال 0 0
مساهمات صلاح في مباريات القمم هذا الموسم

للمرة الأولى منذ موسمه الأول مع ليفربول، يصبح صلاح غائبًا بالكامل عن المشهد في مباريات القمم، وكأن لعنة غامضة ضربته وسلبت سحره أمام من اعتاد أن يكون جلادهم.

صلاح لم يكن مجرد جناح يسجّل الأهداف، بل كان خصمًا يغيّر ملامح التاريخ في كل قمة، أمام مانشستر يونايتد كان دائمًا البطل، أمام السيتي القاتل، وأمام آرسنال الرعب المجسّد في لاعب لطالما عرف الطريق إلى شباكهم، لكن المفارقة أن الأندية التي كانت يومًا ضحاياه، هي نفسها التي باتت تواجهه هذا الموسم دون خوف.

خصوم محمد صلاح المفضلة في الدوري الإنجليزي

الفريق عدد الأهداف
مانشستر يونايتد 13
توتنهام هوتسبير – بورنموث 12
آرسنال – ساوثهامبتون – ويست هام يونايتد 11
نيوكاسل يونايتد – برايتون 10
مانشستر سيتي – كريستال بالاس – أستون فيلا – واتفورد – ليدز يونايتد 9

هذه الأرقام لم تكن مجرد إحصائيات، بل كانت شهادة ميلاد لصلاح كـ”ملك القمم الإنجليزية”، أما اليوم، فقد انكسر هذا السحر أمام أعين الجميع، والفرعون الذي اعتاد أن يُسقط الملوك، بات في صراع مع نفسه لإيجاد طريق العودة إلى العرش.

تقييم التأثير لمحمد صلاح في مباراة مانشستر سيتي

وفقًا لخاصية تقييم التأثير من تطبيق 365Scores، والتي تعتمد على قياس مدى مساهمة اللاعب في بناء الهجمات، والتحولات الدفاعية، والتحركات المؤثرة في كل دقيقة لعب، وليس فقط على الأهداف أو التمريرات الحاسمة، فقد حل صلاح في المركز السادس ضمن لاعبي فريق ليفربول.

المؤشر القيمة
إجمالي تقييم التأثير 14.70
التأثير الهجومي 13.50
التأثير الدفاعي 1.20
ترتيبه بين لاعبي ليفربول السادس

ويعكس هذا التقييم الأداء الباهت لمحمد صلاح في المباراة أمام مضيفه مانشستر سيتي، في تحول كبير بالمستوى بعد أن كان مصدر الخطورة الأكبر لعناصر ليفربول في مواجهات كتيبة جوارديولا سابقًا.

سلوت.. المدرب الذي كبح جماح الملك

حين جاء أرني سلوت إلى ليفربول، وعد بثورة تكتيكية تُعيد الريدز إلى قمة الكرة الإنجليزية، لكن الثورة جاءت بثمنٍ باهظ، الفريق الذي كان يدور حول صلاح أصبح اليوم مليئًا بالنجوم — إيزاك، فلوريان فيرتز، إيكيتيكي — وكلهم يريدون نصيبهم من الأضواء.

فهل اضطر سلوت لتغيير الخطة لتتناسب مع الكل؟ فاختفى “صلاح كلوب” الذي كان يملك حرية الحركة، وظهر “صلاح سلوت” المقيّد بالتعليمات، يُجبر أحيانًا على اللعب كمهاجم ثانٍ بعيدًا عن مناطقه المفضلة، ليصبح قريبًا من المرمى على الورق، لكن بعيدًا عنه في التأثير.

آرني سلوت

كلها أسئلة بلا إجابات، فمع كل مباراة كبيرة تمر دون بصمة، تتزايد الشكوك: هل يحاول سلوت خلق “ليفربول جديد” لا يعتمد على صلاح؟ أم أنه ببساطة لم يجد بعد الطريقة التي تُعيد للفرعون سحره المفقود؟

بين الأرقام وصلاح.. من فقد من؟

الحقيقة أن صلاح ليس وحده من تراجع، بل الفريق كله يعاني من ضباب تكتيكي، فليفربول فقد شخصيته الحادة التي كانت تميزه في عهد كلوب، وبات أقرب إلى مجموعة تبحث عن الانسجام وسط زحام النجوم والأفكار الجديدة.

البعض يرى أن انخفاض أرقام صلاح لا يعود لتغير مراكزه أو لأسلوب سلوت فحسب، بل لأن الفريق بأكمله فقد بريقه، ليفربول، الذي كان آلة ضغط متكاملة في عهد كلوب، لم يجد بعد إيقاعه الجديد تحت قيادة سلوت، والمدرب الهولندي لا يزال يبحث عن توليفة تنسجم بين المهارة الفردية والضغط الجماعي.

لكن لأن صلاح هو الرمز، فإن سهام النقد تتجه إليه أولًا، كما تتجه إليه الآمال أيضًا، هو النجم الذي اعتاد كتابة الفصول الحاسمة في تاريخ ليفربول، والآن الجميع ينتظر منه أن يكتب فصل العودة، المدرب الجديد يحتاج الوقت، لكن صلاح لا يملك رفاهية الصبر في دوريٍ لا ينتظر أحدًا.

محمد صلاح - ليفربول (المصدر:Gettyimages)
محمد صلاح – ليفربول (المصدر:Gettyimages)

النهاية المفتوحة.. هل يعود الفرعون إلى عرشه؟

في كرة القدم، الملوك لا يُخلعون بسهولة، لكنهم يُختبرون في اللحظات الحرجة، صلاح اليوم يعيش واحدة من أكثر فتراته تعقيدًا في إنجلترا، ليس لأنه تراجع بدنيًا، بل لأن المنظومة تغيّرت حوله، واللعب لم يعد كما كان يُبنى لأجله.

ومع ذلك، يبقى التاريخ شاهدًا أن كل مرة شكك فيها البعض في صلاح، عاد ليُخرس الجميع، قد تكون هذه مجرد عاصفة قبل الاستيقاظ، أو بداية لفصل جديد في حكاية الفرعون مع ليفربول، لكن المؤكد أن محمد صلاح لم يُغلق كتابه بعد، وما زال في جعبته ما يكفي ليذكّر إنجلترا كلها من هو الملك الحقيقي في أرض الملوك.





‫0 تعليق

اترك تعليقاً