رئيس الوزراء يشارك في اجتماع مجلس رؤساء حكومات منظمة شنغهاي للتعاون لبحث آفاق تعاون موسّع

رئيس الوزراء يشارك في اجتماع مجلس رؤساء حكومات منظمة شنغهاي للتعاون لبحث آفاق تعاون موسّع

18/11/2025 الساعة 19:07 (بتوقيت الدوحة)

شارك معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، في اجتماع مجلس رؤساء حكومات الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون في دورته الرابعة والعشرين، الذي انعقد في العاصمة الروسية موسكو، وحضر الاجتماع الذي جمع قادة وممثلين رفيعي المستوى لمناقشة أطر التعاون الإقليمي والدولي، مع التركيز على سبل تعزيز التشاور والعمل المشترك لمواجهة التحديات المعاصرة.

رئيس الوزراء: تمضي قطر في تنفيذ رؤيتها الوطنية 2030 التي تهدف إلى تحقيق تنمية متوازنة تقوم على تنويع الاقتصاد

أوضح معاليه في كلمة دولة قطر خلال الاجتماع أن حضور الدولة في هذا المحفل الدولي البناء يأتي تأكيداً لالتزامها الراسخ بمبادئ التضامن والتعاون التي تأسست عليها منظمة شنغهاي للتعاون، مبرزاً أن المنظمة أثبتت عبر السنوات أنها منصة فاعلة للحوار البنّاء وللعمل المشترك في مجالات الأمن والاقتصاد والتبادل الثقافي، كما أشار معاليه إلى التقاء رؤية دولة قطر مع مبادئ وأهداف ميثاق شنغهاي التي تهدف إلى تعزيز الثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة، والمساواة واحترام التنوع الحضاري، والسعي نحو تحقيق تنمية مشتركة ومستدامة، مؤكداً أن الأمن بمفهومه الشامل والتنمية المستدامة يشكلان أساس ازدهار الشعوب واستقرارها.

بين معاليه أن قطر ماضية في تنفيذ رؤيتها الوطنية 2030 التي تهدف إلى تحقيق تنمية متوازنة تقوم على تنويع الاقتصاد واستثمار طاقات الإنسان وحماية البيئة، بما يضمن حياة كريمة للأجيال الحالية والمقبلة، مشدداً على أن هذه الرؤية تقود سياسات وطنية متكاملة تعزز من قدرة الدولة على المساهمة الفاعلة في محافل التعاون الدولي، وإيماناً من دولة قطر بأهمية الشراكات المتعددة الأبعاد مع المجتمع الدولي فإنها ترى في منظمة شنغهاي للتعاون شريكاً استراتيجياً مهماً، وتعمل على تطوير آليات تعاون تتناول مجالات التنمية والاستقرار الإقليمي ومواجهة التحديات المشتركة.

أعرب معاليه عن سرور دولة قطر بكونها شريك حوار للمنظمة، وتمنى أن تتطور هذه الشراكة نحو آفاق أوسع تخدم مصالح الشعوب وتعزز من فرص التعاون العملي بين الدول الأعضاء، مع التأكيد على أن تعزيز قنوات التشاور والتنسيق يفتح مجالات أوسع للعمل المشترك المستدام في مختلف القطاعات، الاقتصادية منها والتنموية والثقافية، بما يسهم في تحقيق فوائد ملموسة للمجتمعات.

قطر تضع الوساطة ضمن التزاماتها الدستورية

أكد معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن أن دولة قطر تضع الوساطة ضمن التزاماتها الدستورية، وهو ما يعكس دورها الراسخ كوسيط مبادر وموثوق يسهم بإيجابية في حل النزاعات سواء على المستويين الإقليمي أو الدولي، وأكد أن هذا النهج يعزز من قدرة المجتمع الدولي على تجاوز أزمات متعددة الأبعاد، وبيّن معاليه أهمية إدماج جهود الوساطة في إطار أوسع للتعاون الدولي يرتكز إلى المبادئ القانونية والدبلوماسية والإنسانية.

وأضاف معاليه شكره وامتنانه للاتحاد الروسي على استضافته وتنظيمه لهذا الاجتماع المهم، مع تقدير خاص لجهود الأمين العام للمنظمة ومساعيه المخلصة في دفع مسيرة العمل المشترك داخل المنظمة، معبراً عن ثقته في أن مداولات الاجتماع ستؤدي إلى نتائج عملية ملموسة تدعم مسيرة التعاون المشترك وتفتح آفاقاً جديدة للتنسيق بين الدول الأعضاء.

سلط الاجتماع الضوء على مجموعة من القضايا الملحة التي تواجه العالم اليوم، ومن بينها تباطؤ النمو الاقتصادي، والأزمات الإنسانية المتصاعدة، والتحديات البيئية، والتهديدات التي تستهدف الأمن والسلم الدوليين، وناقش المشاركون السُبل الكفيلة بتعزيز العمل المتعدد الأطراف سواء عبر برامج للتعاون الإنمائي أو من خلال دعم الحوار الحضاري والإنساني أو عبر مبادرات ترسيخ الأمن والاستقرار، مع الحرص على تبني مقاربات متوازنة تجمع بين الاستجابة الفورية وبناء قدرات طويلة الأمد.

يتواصل الاجتماع على مدى يومين لمتابعة محاور التعاون بين الدول الأعضاء في مجالات التجارة والاقتصاد والاستثمار والتنمية الاجتماعية، إلى جانب بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، ومن المتوقع أن تتناول الجلسات مبادرات عملية لتعميق التكامل الاقتصادي وتعزيز التبادل التجاري والاستثماري، بالإضافة إلى تطوير آليات دعم التنمية الاجتماعية والتعاون في مواجهة التحديات البيئية والإنسانية.