اعتادت الجماهير المصرية بالذات تلك التي تشجع القطبين الأهلي والزمالك منذ عدة سنوات، على الثقة بشكل أكبر في المدرب الأجنبي وأنه الأجدر لهذا العمل، ويقابله عدم ثقة وشكوك تلاحق أي مدرب مصري يتولى الإدارة الفنية للفريق.
بل وتكون حالة عدم الثقة أكبر وأكبر إذا كان المدرب المصري هذا جاء ليتولى مهمة تدريب الأهلي أو الزمالك بشكل مؤقت فقط، مثل حالة أحمد عبد الرؤوف مع القلعة البيضاء حاليًا.
عبد الرؤوف الذي سبق له اللعب في صفوف الزمالك، جاء إلى الأبيض كمدير فني بخبرة قليلة بعد عمله في هذا المنصب مع فريق بلدية المحلة في الدوري المصري الممتاز ودوري المحترفين، وعمل من قبل مع الفارس الأبيض في الجهاز المعاون للفرنسي باتريس كارتيرون عام 2020.
وجاء عبد الرؤوف هذه المرة إلى الزمالك كمدربًا مساعدًا منذ عدة أيام فقط كبديل لحازم إمام في جهاز البلجيكي يانيك فيريرا، ولكن بعد أيام قليلة فقط من تعيينه وجد نفسه يتولى الإدارة الفنية للفريق بعد إقالة البلجيكي.

عبد الروؤف بين الشك واليقين
وبالفعل لعب فريق الزمالك أول مباراة بقيادة أحمد عبد الرؤوف ضد نظيره طلائع الجيش يوم الأحد الماضي، في منافسات مسابقة الدوري المصري، وحقق الفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف.
مدرسة الفن والهندسة تفتح أبوابها من جديد 🏹 الزمالك يفوز على طلائع الجيش بثلاثية مقابل هدف في الدوري ⚽️ pic.twitter.com/IClaqBRnJF
— ON Sport (@ONTimeSports) November 2, 2025
ووجد عبد الرؤوف نفسه مكلفًا بقيادة فريق الزمالك فنيًا في بطولة كأس السوبر المصري 2025، وسيكون أول صدام له في البطولة ضد بيراميدز في نصف نهائي البطولة، يوم الخميس 6 نوفمبر.
تحدي مثل هذا وضع عبد الرؤوف تحت حالة ضغط كبرى وعدم يقين من جانب الجماهير بقدرته على حصد السوبر المصري بل حتى في الفوز على بيراميدز، ولكن كان هناك بعض الأصوات الأخرى التي تنادي بمنحه الثقة واستمراره كمدرب دائم في حالة حصد اللقب.
عبد الرؤوف ما بين مصير الرمادي ومحمد صلاح وإنجاز ميدو
وحالة الشك التي تطارد جماهير الفارس الأبيض بالطبع سببها غياب الثقة عن المدرب المصري بشكل عام وعن قلة خبرات عبد الرؤوف التدريبية أيضا.
ولكن هناك ثلاثة تجارب سابقة قد تعطي جماهير الزمالك وأحمد عبد الرؤوف ذاته بصيص من الأمل، قبل خوض تحدي السوبر المصري، خاصة وأن الظروف كانت متشابه بشكل كبير.
أبرز هذه التجارب كانت مع أحمد حسام ميدو الذي تولى مهمة تدريب فريق الزمالك في موسم 2013/2014، دون أن يكون له خبرات في عالم التدريب، وكان في الـ31 من عمره فقط، وخسر بالفعل لقب الدوري المصري، ولكن رفض إدارة النادي إقالته وفضلوا استمراره ليخوض منافسات كأس مصر.
وبالفعل نجح ميدو في حصد لقب كأس مصر 2014 على حساب فريق سموحة في الدور النهائي بعد الفوز بهدف مقابل لا شيء، ليصبح أصغر مدير فني يحصد لقبًا في تاريخ مصر.

قصة ميدو تتشابه مع عبد الرؤوف من ناحية قلة الخبرات وصغر السن، ولكن التشابه في ظروف العمل المؤقت سنجده في قصة مؤمن سليمان مع الفارس الأبيض، الذي تولى تدريب الفريق عام 2016 بشكل مؤقت خلفًا لمحمد حلمي.
ووجد مؤمن سليمان نفسه يقود الزمالك لمواجهة الإسماعيلي في الدور نصف النهائي من كأس مصر 2016، ولكنه فاز على الدراويش وتأهل لمواجهة الأهلي في النهائي وفاز بثلاثة أهداف مقابل هدف، ليحصد اللقب للمرة الرابعة على التوالي في تاريخ الأبيض.
وبسبب حصد اللقب والنتيجة الإيجابية في مباراة الإسماعيلي من قبلها، قررت إدارة الزمالك استمرار مؤمن سليمان كمدير فني دائم للفريق، ونجح في الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، ولكنه خسر من صن داونز بنتيجة 3-1 بمجموع مباراتي الذهاب والإياب، وقاد الفريق بعد ذلك في بعض المباريات بالموسم الجديد في الدوري المصري، ولكنه رحل بعدما قضى 114 يومًا مع الأبيض.

(المصدر:Gettyimages)
ونفس الأمر ينطبق تقريبًا على أيمن الرمادي الذي لم يكن من أبناء الزمالك مثل عبد الرؤوف وميدو ومؤمن سليمان، ولكنه جاء كمدرب مؤقت في نهاية الموسم الماضي 2024/2025 بعد إقالة جوزيه بيسيرو، ووجد نفسه في صدام مباشر مع بيراميدز في نهائي كأس مصر وفاز عليه بركلات الترجيح.

وبالنسبة إلى فكرة المدرب المصري والخبرات القليلة أيضا فهناك قصة محمد حلمي الذي كان من أبناء الزمالك ولم يكن لديه الكثير من الخبرات التدريبية أو لم يسبق له تدريب فرق كبرى كالفارس الأبيض، ولكنه تولى المهمة في 2016، ولعب نهائي السوبر المصري ضد الأهلي وفاز بركلات الترجيح، بل وأصبح أول مدرب مصري يحصد هذه البطولة للأبيض طوال تاريخه.
وعلى النقيض هناك تجارب تشبه تجربة عبد الرؤوف أو بالتحديد تجربة المدرب المصري المؤقت في الزمالك والتي فشلت أو لم تحصد أي ألقاب، مثل طارق يحيى ومحمد صلاح.
الاختبار الصعب لـ أحمد عبد الرؤوف
نستنتج من كل ذلك أن هناك عدة تجارب حدثت مع الزمالك في ظروف تشبه ظروف أحمد عبد الرؤوف وانتهت نهاية سعيدة سواء لقلة الخبرات أو العمل بشكل مؤقت ومعظمها من أبناء النادي القدامى، ولكن في الوقت ذاته كان هناك تجارب انتهت بالفشل، لذلك يجب أن يركز مدرب الأبيض على أنه أمام فرصة ذهبية لإثباته ذاته وخطأ الجماهير في عدم الثقة في المدرب المصري في وقت الأزمات، أو يهدر الفرصة وتتلاشي قصته بمرور الوقت دون أن يكون بها أي ذكرى مميزة.
