الصحة تطلق قريبًا حملة وطنية لتعزيز الوعي بمضادات الميكروبات

الصحة تطلق قريبًا حملة وطنية لتعزيز الوعي بمضادات الميكروبات

18/11/2025 الساعة 18:48 (بتوقيت الدوحة)

تحتفل وزارة الصحة العامة بالأسبوع العالمي للتوعية بمضادات الميكروبات في الفترة من 18 إلى 24 نوفمبر الجاري، بالتعاون مع قطاعات الرعاية الصحية المتعددة، وتتبنى هذا العام حملة توعوية عنوانها «تحرك الآن.. من أجل حماية حاضرنا وتأمين مستقبلنا»، التي تؤكد على وجوب التحرك الفوري لاتخاذ إجراءات عملية تحافظ على فعالية هذه الأدوية الحيوية وتدعم استمرارها كركيزة أساسية للطب الحديث، كما تضع الوزارة خطة متكاملة لتعزيز الوعي العام والممارسات المهنية المسؤولة خلال أيام الحملة.

يبرز شعار هذه الدورة الحاجة الملحة إلى استجابة منسقة، حيث تظل مقاومة مضادات الميكروبات تهديداً صحياً عالمياً يستدعي تعاون الجميع بما في ذلك مقدّمو الرعاية الصحية، وصناع السياسات، والمزارعون، والقطاع الخاص والمجتمع المدني، وتعمل المبادرة على إبراز العلاقة المتشابكة بين صحة الإنسان والحيوان وسلامة الغذاء والبيئة في إطار نهج «واحد للصحة» الذي يعزز الحلول المشتركة والمتكاملة للحد من انتشار المقاومة.

وفي سياق فعاليات الاحتفال، تنظم الوزارة ورشة عمل ميدانية لمدة يومين حول ترصّد استخدام مضادات الميكروبات بالتعاون مع المكتب الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، وتهدف الورشة إلى بناء قدرة وطنية راسخة على تطبيق المنهجيات المعيارية، وتوحيد إجراءات جمع البيانات والتحقق منها، وتطوير آليات تقديم التقارير عبر مختلف المرافق الصحية، كما توفر الورشة مساحة لتبادل الخبرات وتعزيز التنسيق بين المؤسسات المعنية من أجل إنتاج بيانات دقيقة قابلة للمقارنة والاستناد إليها في صنع القرار.

تركز الورشة أيضاً على دعم دمج بيانات استخدام المضادات في المنصات الوطنية للصحة الرقمية، وتعزيز آليات المساءلة والدقة في إعداد التقارير، بما يسهم في رصد أنماط الاستهلاك والاستخدام غير الرشيد، ويوفر أساساً لتحسين سياسات الاستخدام وتوجيه برامج التدريب والإشراف، كما تضع الوزارة خارطة طريق لإدراج مؤشرات جديدة تسهّل متابعة التقدّم وتقويم أثر التدخلات على مستوى الخدمات الصحية والمجتمعات.

وتنظم الوزارة ندوة افتراضية يوم 24 نوفمبر الجاري بمشاركة متحدثين وخبراء من قطاعات الصحة البشرية والطب البيطري وسلامة الغذاء والبيئة، وتُركّز الندوة على توسيع نطاق التعاون بين القطاعات وتعزيز ممارسات الاستخدام الرشيد للمضادات في كافة المجالات، وستتناول الندوة أيضاً تجارب عملية في الرقابة الدوائية وبرامج الاستزراع الحيواني والعمليات الزراعية الآمنة، إلى جانب مبادرات التثقيف الصحي التي تستهدف مختلف الفئات المجتمعية، بهدف تعزيز التفاهم المشترك وتوحيد الجهود الوطنية والإقليمية.

كجزء من فعاليات الأسبوع، سيتم إضاءة عدد من المباني والمعالم الرئيسية في دولة قطر باللون الأزرق كعلامة مميزة للمشاركة في الحملة العالمية للأسبوع العالمي للتوعية بمقاومة مضادات الميكروبات، وذلك لاستحضار الانتباه إلى هذا الملف الحيوي وإظهار التزام الدولة بالمبادرات الدولية، كما تشمل الأنشطة المحلية حملات ميدانية ومؤتمرات قصيرة ومحاضرات توعوية تستهدف العاملين في القطاع الصحي والجمهور العام على حد سواء.

تمثل مقاومة مضادات الميكروبات أحد أبرز التحديات الصحية والاجتماعية والاقتصادية على مستوى العالم، نظراً لتأثيرها الواسع على صحة الإنسان والحيوان وسلامة الغذاء والبيئة، ويستلزم التصدي لها إجراءات متعددة الأبعاد تشمل تحسين نظم الوقاية والسيطرة على العدوى، وتعزيز برامج الإدارة السليمة للأدوية، وتطوير قدرات المختبرات والقدرة على التبصّر الوبائي، إلى جانب الاستثمار في البحث والتطوير من أجل بدائل علاجية وتدابير وقائية فعالة.

ودعت وزارة الصحة العامة جميع الشركاء وأفراد المجتمع إلى المشاركة الفاعلة في فعاليات الأسبوع ونشر الوعي وتبني الممارسات السليمة في الاستخدام اليومي والمهني للمضادات، كما حثّت على أهمية التعليم المستمر للعاملين الصحيين، وتعزيز التواصل مع المزارعين ومربي الحيوانات حول أساليب العلاج البديلة والإدارة البيطرية المسؤولة، مؤكدة أن مشاركة المجتمع بأكمله هي الطريق الأمثل للحفاظ على فعالية هذه الأدوية لصالح الأجيال الحالية والمقبلة.