التعليم فوق الجميع تكشف في كوب 30 حلولاً مبتكرة لتمكين الشباب من فرص العمل

التعليم فوق الجميع تكشف في كوب 30 حلولاً مبتكرة لتمكين الشباب من فرص العمل

18/11/2025 الساعة 20:21 (بتوقيت الدوحة)

اختتمت مؤسسة التعليم فوق الجميع، إحدى أكبر المؤسسات العالمية العاملة في مجالات التنمية والتعليم، بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، جلسة رفيعة المستوى بعنوان “تمكين الشباب: ربط المهارات بالتوظيف ومسارات التنمية المستدامة”، وذلك ضمن فعاليات جناح دولة قطر في مؤتمر الأطراف الثلاثين لتغير المناخ (كوب 30) في البرازيل، وقد جمعت الجلسة خبراء دوليين وقادة من القطاع الخاص وممثلين عن الشباب لمناقشة سبل تعزيز تنمية المهارات والتدريب المهني والتعلم الرقمي وتوطيد الشراكات متعددة القطاعات، بهدف فتح آفاق توظيف فعلية للشباب خصوصا الفئات الأكثر تهميشا في ظل التحديات المتزايدة الناجمة عن تغير المناخ.

تمكين الشباب

افتتح النقاش السيد محمود عبدالعزيز المرواني مساعد مدير إدارة التغير المناخي بوزارة البيئة والتغير المناخي، الذي وضع إطارا شاملا للنقاش تركز على تعزيز الصمود وبناء الفرص وتمكين الشباب عبر سياسات متكاملة وبرامج عملية، كما أوضح أهمية مواءمة مبادرات التمكين مع خطط التكيف المناخي لتقليل الهشاشة الاقتصادية للمجتمعات المتأثرة، مؤكدا على ضرورة تبني حلول طويلة الأمد تدمج بين التعليم الفني والمهني والمهارات الرقمية.

من جهته، نبّه السيد فهد مالك من مؤسسة التعليم فوق الجميع إلى البعد الاستراتيجي لدمج التمكين الاقتصادي للشباب ضمن خطط التنمية التي تستجيب لتحديات المناخ، موضحا أن الاستثمار في المهارات والقدرات الإبداعية للشباب يساهم في تحويل مخاطر التغير المناخي إلى فرص اقتصادية مستدامة، وبأنه يتطلب تضافر جهود الحكومات والقطاع الخاص والشركاء الإنمائيين لتوسيع نطاق النماذج الناجحة.

تناولت مداخلات المتحدثين ظاهرتي بطالة الشباب والهشاشة المناخية باعتبارهما متلازمتين تتطلبان حلولاً شمولية وتعاونية، وشددت على أن ربط السياسات بالممارسات يتطلب إعادة توجيه منظومات التعليم لتلبية احتياجات أسواق العمل الحديثة واستراتيجيات التكيف المناخي، بما يضمن خلق فرص حقيقية ومستدامة للشباب المهمشين، مع عرض نماذج عملية تربط الفئات الشابة الأكثر هشاشة بفرص اقتصادية في بيئات متأثرة بالمناخ، مبيّنة كيف تساهم سبل العيش الذكية مناخيا والابتكار في القطاع الخاص والتدخلات المجتمعية المنسقة في تعزيز النمو الشامل وخلق مسارات دخل مستدامة.

تعزيز التعاون

شهدت الجلستان النقاشيتان بعنوانَي “من السياسات إلى المسارات” و”شباب مستعدون للمستقبل” مناقشات مركزة دعت إلى تعزيز التعاون بين الحكومات والشركاء الإنمائيين ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص، مع التأكيد على ضرورة توسيع نطاق النماذج المجربة وضمان عدم ترك أي شريحة من الشباب، وخصوصا المقيمة في البيئات الهشة والريفية، خارج مسار التنمية، كما تطرقت الجلسات إلى أهمية بناء سلاسل قيمة محلية وتعزيز الوصول إلى التمويل والموارد التقنية لدعم مبادرات التمكين الاقتصادي الشبابي.

أوضح المتحدثون أن تزويد الشباب بالمهارات المطلوبة في سوق العمل يعد أمرا حاسما ليس فقط للتمكين الاقتصادي بل أيضا لتعزيز القدرة على الصمود أمام التغير المناخي وتحقيق الالتزامات الوطنية والدولية في مجالات التنمية المستدامة، مع التأكيد على دور التدريب المهني المرن والتعلم الرقمي وبرامج ريادة الأعمال في إعداد الشباب لسوقين ناشئين مبنيين على الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الرقمي على حد سواء.

وأشار السيد مانع الأنصاري الرئيس التنفيذي لقطاع التمكين الاقتصادي في مؤسسة التعليم فوق الجميع إلى أن المناقشات سلطت الضوء على كون الشباب الركيزة الأساسية لبناء مجتمعات أكثر صمودا وازدهارا، فعندما يتم الاستثمار في مهاراتهم وإمكاناتهم الإبداعية وتوفير الفرص الملائمة، تُفرَج طاقات تنموية واسعة تعود بالفائدة على المجتمع بأكمله، وأكد التزام المؤسسة وشركائها بتمكين جميع الشباب، وخاصة الأكثر تهميشا، بالمهارات اللازمة للنجاح في الاقتصادين الأخضر والرقمي في المستقبل، مع العمل على ترجمة هذه الالتزامات إلى شراكات وبرامج قابلة للتوسع والتكرار في سياقات مختلفة.

تُسهم مشاركة مؤسسة التعليم فوق الجميع في مؤتمر الأطراف الثلاثين لتغير المناخ في تعزيز الجهود العالمية لوضع التمكين الاقتصادي للشباب في صلب استراتيجيات التكيف والتخفيف من آثار تغير المناخ، فمن خلال تبادل أفضل الممارسات وإبراز صوت الشباب وبناء شراكات جديدة تستمر المؤسسة في قيادة مسارات شاملة ومستدامة تمكن الشباب من رسم مستقبلهم والمساهمة بفاعلية في التنمية المقاومة لتغير المناخ، حيث شددت التوصيات الختامية على ضرورة توثيق التجارب الناجحة ونشرها، وتعزيز قدرات الحكومات المحلية والمؤسسات الشريكة على تنفيذ برامج مرنة وموجهة للشباب، بالإضافة إلى توسيع منصات الحوار الشبابي لضمان مشاركة فعّالة ومستديمة في تصميم وتنفيذ سياسات التمكين.