الأوقاف والرياضة تكرمان الفائزين بجائزة الباحث المتميز للشباب بشكل رسمي
19/11/2025 الساعة 18:41 (بتوقيت الدوحة)
نظمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالتعاون مع وزارة الرياضة والشباب اليوم حفلًا خاصًا لتكريم الفائزين في الدورة الأولى من “جائزة الباحث المتميز المُحكّمة للشباب” التي سلطت الضوء على موضوع بالغ الأهمية يتمثل في “تأخر سن الزواج وأثره على الشباب في المجتمع القطري”، حيث تم خلال الحفل الإشادة بالجهود البحثية التي قدمها الشباب ورفع مستوى الوعي العلمي والاجتماعي حول هذه الظاهرة.
أقيم الحفل في مقر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بحضور سعادة الدكتور الشيخ خالد بن محمد بن غانم آل ثاني وكيل وزارة الأوقاف، وسعادة المهندس ياسر بن عبدالله الجمال وكيل وزارة الرياضة والشباب، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين والخبراء في مجالي الشباب والبحث العلمي، حيث شهد تجمعًا مميزًا لتكريم الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى، إلى جانب أعضاء لجنة الجائزة والمحكمين، تقديرًا لجهودهم العلمية القيمة ومساهمتهم الكبيرة في رفع مستوى الجودة والرقي بهذه الجائزة الوطنية.
تكريم بحثي
شهدت الجائزة فوز السيدة شما خالد حمد أبو سطوة الهاجري بالمركز الأول، مع جائزة مالية قدرها 100 ألف ريال قطري، مع توصية رسمية بطباعة ونشر بحثها لتعزيز استفادة المجتمع والباحثين منه، فيما حلت السيدة ديمة علي فرج متعب الكبيسي في المركز الثاني، وحصلت على جائزة مالية بقيمة 75 ألف ريال قطري، بينما حصلت السيدة دلمة علي حجاب محمد الهاجري على المركز الثالث وجائزة مالية بلغت 50 ألف ريال قطري، مما يشير إلى الاهتمام الكبير بتشجيع البحث العلمي وتكريم الإنجازات الشبابية في مجال الدراسات الاجتماعية ذات الأثر المجتمعي الواضح.
تناول سعادة الدكتور الشيخ خالد بن محمد بن غانم آل ثاني في كلمته خلال الحفل، أهمية الجائزة كاستثمار حقيقي في وعي الشباب ومستقبل الوطن، مشيرًا إلى أن هذه المبادرة تعكس جهود وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المستمرة لتعزيز ثقافة البحث العلمي بين فئة الشباب وتمكينهم من دراسة القضايا الاجتماعية بعمق ومسؤولية عالية، وهو ما يتماشى مع رؤية وطنية تهدف إلى تقوية جيل واعٍ وقادر على مواجهة تحديات المستقبل.
وبيّن سعادته أن الجائزة ليست فقط منافسة بحثية بل هي منصة وطنية تهدف إلى بناء وعي شبابي واعٍ، وتوجيه الطاقات والإمكانات نحو معالجة المشكلات الاجتماعية الأكثر إلحاحًا، مع التركيز على موضوع الدورة الأولى الذي يتناول قضية أساسية تمس الأسرة والمجتمع ككل، وهي تأخر سن الزواج، وهو موضوع من أبرز التحديات التي تواجه الشباب في قطر.
كما أشاد بالدراسات الجادة والرؤى الناضجة التي قدمها الشباب، والتي أكدت قدرتهم الكبيرة على المساهمة في بناء المعرفة ودعم صانعي القرار من خلال تقديم توصيات عملية مستندة إلى أبحاث علمية دقيقة، مما يساهم في وضع حلول مستدامة لهذه الظاهرة، مع إبراز التعاون المثمر بين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزارة الرياضة والشباب كنموذج فعّال للتكامل الوطني في دعم الطاقات الواعدة، داعيًا كل الباحثين الشباب إلى الاستمرار في المشاركة وتطوير مهاراتهم لخدمة المجتمع والبلد.
تمكين شبابي
من جهته، أكد سعادة المهندس ياسر بن عبدالله الجمال أن هذه الجائزة تمثل إحدى ثمار تنفيذ برنامج عمل سياسة قطر الوطنية للشباب، مشددًا على أن الوزارة ترى في البحث العلمي ركيزة أساسية لبناء جيل واعٍ وقادر على فهم وتحليل التحديات المجتمعية وصياغة رؤى نوعية تسهم في تطوير السياسات والمبادرات الوطنية، وهو ما يعكس حرص الدولة على الاستثمار في الطاقات الشابة.
وأوضح أن تمكين الشباب من دراسة قضايا مجتمعهم واكتشاف جذور التحديات وتصميم الحلول يعكس الثقة الكبيرة في قدراتهم على إنتاج بحوث محكمة وأفكار مبتكرة تدعم التنمية الوطنية، مع إبراز قيمة الشراكة الاستراتيجية بين الوزارتين في تنظيم الجائزة، حيث تمثل نموذجًا ناجحًا في توحيد الجهود الوطنية لخدمة المجتمع وتعزيز الوعي بالقضايا الأكثر إلحاحًا لدى الشباب، مما يدعم توجهات التنمية الشاملة والمستدامة في قطر.
كما أوضح الشيخ الدكتور أحمد بن محمد بن غانم آل ثاني، مدير إدارة البحوث والدراسات الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ورئيس لجنة الجائزة، أن هذه المسابقة البحثية السنوية تمثل واحدة من أبرز المبادرات الثقافية الموجهة للشباب القطريين والمقيمين على حد سواء، حيث تهدف إلى دراسة المشكلات الاجتماعية الأكثر إلحاحًا داخل المجتمع القطري، والتحليل العميق لأسبابها وتداعياتها على الحاضر والمستقبل، والمساهمة الفاعلة في تقديم حلول واقعية ومناسبة قابلة للتنفيذ.
من جانبها، أكدت السيدة مها عيسى الرميحي، مدير إدارة التخطيط والجودة والابتكار بوزارة الرياضة والشباب ونائب رئيس لجنة الجائزة، أن الجائزة تشكل محطة هامة في مسار تمكين الشباب، وتعتبر امتدادًا منهجيًا لنهج الوزارة في الدعم المستمر للطموحات الشبابية وتوجيه طاقاتهم، مشددة على أن الدعم لا يقتصر فقط على تشجيع البحث العلمي، بل يشمل تطوير المهارات الفردية وتعزيز وعي الشباب بقضايا المجتمع، مما يمكنهم من التحليل النقدي والابتكار في طرح الحلول التي تسهم بدور فاعل في تنمية المجتمع.
وأعربت لجنة الجائزة عن تقديرها وامتنانها لكل الباحثين الشباب المشاركين في الدورة الأولى، مثمنة الجهود العلمية المتميزة والبحوث الرصينة التي قدمها المشاركون، والتي عكست وعيًا عميقًا بتحديات المجتمع القطري والحرص المستمر على معالجتها، مؤكدين أن المشاركات في هذه الدورة تمثل إنجازًا يستحق الثناء، كخطوة أولى ملموسة نحو تأسيس مسار بحثي ناضج يسهم في خدمة الوطن والمجتمع بشكل مستدام.
واختتم الحفل بتأكيد وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على استمرار الجائزة لتكون منصة رائدة لصقل المهارات البحثية لدى الشباب، وتعزيز مشاركتهم الفعالة في دراسة التحديات الاجتماعية من خلال خطاب واضح وعلمي ورؤية وطنية واعية، بحيث تسهم هذه المساحات البحثية في خدمة المجتمع القطري وتنمية وعيه بشكل مستمر ومتطور.

تعليقات