الأهلي والسوبر.. ما بين مداواة جرح سيد عبد النعيم والثأر من الزمالك

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


قبل حوالي 24 ساعة من مباراة الأهلي ضد الزمالك في نهائي كأس السوبر المصري للأبطال، يستعيد المارد الأحمر ذكرياته في هذه البطولة.

السوبر المصري للأبطال في نسخته الثالثة، بمشاركة 4 فرق، يسعى الأهلي للحصول عليه، بعدما تمكن من الفوز بآخر بطولتين، على حساب مودرن سبورت، ثم الزمالك، في 2023 و2024.

وبالنظر إلى السنوات التي فاز بها الأهلي بالسوبر المصري، يمكن أن نطلق على هذه البطولة “طوق النجاة” للمارد الأحمر في أحيان كثيرة.

View this post on Instagram

A post shared by Al Ahly SC (@alahly)

السوبر الأول لنسيان سيناريو سيد عبد النعيم

في أغسطس 2003، واجه نادي القرن الإفريقي نظيره الزمالك في نهائي كأس السوبر المصري، وهو الأول للمارد الأحمر بعدما سيطر الأبيض على أول نسختين ضد المحلة والمقاولون.

في استاد القاهرة الدولي، وبقيادة الحكم الفرنسي ألان سارس، انتهت قمة الأحمر ضد الأبيض بالتعادل السلبي، في مباراة كان يدخلها الأهلي باعتباره بطل الكأس.

الأهلي كان قد فاز على الإسماعيلي في نهائي الكأس بركلات الترجيح، بقيادة المدرب فتحي مبروك، الذي تولى قيادة الفريق خلفًا لجو بونفرير، بعد خسارة الدوري.

خسارة دوري 2002-2003 كانت كارثية على البيت الأحمر، الذي كان يحتاج إلى التعادل في الجولة الأخيرة مع الصاعد حديثًا إنبي، لكنه يسقط بهدف سيد عبد النعيم الشهير، في حين حسام عبد المنعم يسجل رأسية في شباك الإسماعيلي في الوقت نفسه، ويقود الزمالك للقب الدوري.

كانت الأمور كارثية حقًا في الجزيرة، بإقالة جو بونفرير، وتعيين فتحي مبروك، الذي فاز بالمباراة بنهاية يونيو 2003، ليتأهل الأهلي للسوبر الذي كان يجمع بين بطل الدوري والكأس.

دخل الأهلي المباراة بجيل أغلبه من الشباب، مثل إبراهيم سعيد، ومحمد شوقي، ومحمد فضل، ووائل رياض، وكذلك أحمد بلال، والمنضم حديثًا للفريق جيلبرتو.

بينما الزمالك، الذي كان بطلًا لإفريقيا قبل عام واحد، ضم قائمة من النجوم مثل حسام حسن وإبراهيم حسن، وطارق السعيد وخلفه طارق السيد، مع تامر عبد الحميد وحازم إمام وغيرهم من النجوم.

المباراة انتهت بالتعادل السلبي 0-0، بقيادة توني أوليفييرا في أولى مبارياته مع الأحمر ضد نيلو فينجادا مع الزمالك.

وفي ركلات الترجيح، تصدى الحضري لركلتي طارق السعيد وحسام حسن، وأهدر محمد صديق، ليفوز الأحمر بالسوبر للمرة الأولى.

كانت تلك المباراة طوق نجاة، أعادت الهدوء إلى القلعة الحمراء، التي كانت تشتعل منذ خسارة الدوري التاريخي برأسية سيد عبد النعيم.

جاريدو يدخل قلوب الجماهير بسيناريو قاتل

في 2014، كان بطل أفريقيا التاريخي يبدأ مرحلة تغيير الدماء، بينما الزمالك بصفقات من العيار الثقيل وبقيادة حسام حسن، المرشح الأبرز للفوز بالسوبر المصري.

جاريدو المدرب الإسباني خاض مباراته الأولى، وبدون جماهير في استاد القاهرة، بجانبه وائل جمعة مديرًا للكرة.

في تلك المباراة، انتهى الوقت الأصلي بالتعادل السلبي، وفي ركلات الترجيح شهد ملعب القاهرة سيناريو قاتل.

أهدر نسور الجزيرة أول ركلتين عن طريق أحمد عبد الظاهر ووليد سليمان، بينما سجل عبد الشافي وخالد قمر للزمالك، ثم سجل محمد نجيب للأهلي، وأهدر أحمد سمير للزمالك.

كانت الفرصة مستمرة أمام الزمالك، ولكن الركلة الحاسمة أهدرها محمد كوفي، ليبدأ كل فريق يسدد ركلته، ليسدد إبراهيم صلاح في القائم، ويتوج الأهلي باللقب.

تلك المباراة كانت بمثابة افتتاحية ممتازة للمدرب الإسباني خوان كارلوس جاريدو، الذي بدأ الجمهور يقتنع بما يقدمه، رغم تراجع النتائج في البداية وسوء إدارة ملف الصفقات، وهو ما أدى لخسارة لقب الدوري، ولكن الأحمر فاز بالكونفدرالية في ذلك الموسم 2014-2015.

الأحمر يعود بطلًا من الإمارات

بعد خسارة لقب الدوري والكأس في موسم 2014-2015، دخل الفريق الموسم التالي بصفقات من العيار الثقيل، وكان قد اتفق مع المدرب خوسيه بيسيرو على أن يتولى قيادة الأحمر بعد مواجهة الزمالك في السوبر.

شارك الأحمر في السوبر باعتباره وصيف الأبيض، حيث كان الزمالك بطلًا للدوري والكأس، ولأول مرة تُلعب مباراة كأس السوبر في الإمارات.

ودخل نادي القرن الإفريقي، بقيادة أسطورته عبد العزيز عبد الشافي، المدرب المؤقت، أمام جوسفالدو فيريرا المتمرس، الذي سيطر على الألقاب المحلية في مصر.

جوسفالدو فيريرا المدير الفني لنادي الزمالك - تصوير: مصطفى الشحات
جوسفالدو فيريرا المدير الفني لنادي الزمالك – تصوير: مصطفى الشحات

رغم تقدم الزمالك في الشوط الأول، فإن نهايته كانت التعادل، ثم في الشوط الثاني انتفض الأحمر وطوفانه دهس الزمالك بثنائية عبد الله السعيد ومؤمن زكريا، قبل أن يسجل كهربا في الدقيقة الأخيرة.

منعرج تلك المباراة كانت ركلة جزاء محمود كهربا، لاعب الزمالك في ذلك الوقت، عندما سدد في الدقيقة 33 والنتيجة 1-0 للأبيض، وتصدى إكرامي وأبقى على حظوظ الأحمر.

تلك المباراة مهدت الطريق للأهلي، الذي توج ببطولة الدوري من جديد، وحسم اللقب مبكرًا رغم رحيل بيسيرو بعد ذلك وتولي مارتن يول قيادة الأحمر.

كانت مواجهة السوبر 2015 في الإمارات بمثابة إعادة ترتيب البيت، وهو ما ظهر في لقطة حسام غالي قائد الأحمر حينذاك، الذي ذهب للجماهير بعد الهدف الثالث وأشار لهم: “ارفعوا رؤوسكم.. نحن الأهلي”.

الأهلي سوبر مع رينيه فايلر

في 2019، فاز الأهلي بالدوري المصري بشق الأنفس، لكنه خسر بطولة إفريقيا بفضيحة، بعدما خرج من دور الثمانية بخماسية ضد صن داونز، ثم خسر بطولة الكأس ضد بيراميدز.

أقال الأهلي مارتن لاسارتي، وعيّن رينيه فايلر بدلًا منه، ليبدأ مسيرته المحلية في مواجهة الزمالك، ويفوز بالسوبر ضد بطل الكأس والكونفدرالية في مباراة ممتعة.

المباراة انتهت 3-2، لكن الأهلي كان الأفضل على مدار الشوط الأول، وتقدم 3-0 مع بداية الشوط الثاني بأهداف ممتعة عن طريق جونيور أجايي وحسين الشحات.

أصيب ياسر إبراهيم ومحمد متولي ثنائي الدفاع في الأهلي، ليضطر فايلر لإكمال المباراة بحمدي فتحي ومحمد هاني في قلب الدفاع، مما استغله الزمالك بدخول مصطفى محمد وسجل ثنائية عن طريق محمود علاء من ركلتي جزاء.

توج الأهلي بالسوبر المصري، ليبدأ السيطرة مع رينيه فايلر، الذي كان السبب الأساسي في اكتساح الأحمر للقارة، فقد وضع حجر الأساس قبل رحيله بسبب فيروس كورونا والأجواء غير المستقرة في العام التالي، سبتمبر 2020.

كولر على طريقة فايلر.. السوبر بداية السيطرة

السويسري مارسيل كولر تولى قيادة الأهلي في بداية موسم 2022-2023، بعدما خسر الأهلي بطولتي الدوري والكأس، وكان يقدم مستويات كارثية.

رحل موسيماني، ثم جاء ريكاردو سواريش، وخسر الأهلي لقب الدوري للمرة الثانية على التوالي، وحتى لقب دوري أبطال إفريقيا الذي سيطر عليه خسره في النهائي ضد الوداد.

جمهور الأهلي لم يعد يثق في عدد كبير من اللاعبين، مع هجوم كبير على إدارة النادي، التي بين ليلة وضحاها تعاقدت مع مارسيل كولر.

جاء السويسري وغيّر كل شيء، وكأن الوصفة السويسرية تضمن النجاح للأهلي دائمًا، وبعد مباراتين في الدوري المصري ومثلهما في دوري أبطال إفريقيا، أصبح على موعد مع بطولة جديدة.

في أكتوبر 2022، واجه مارسيل كولر الزمالك بقيادة جوسفالدو فيريرا، الذي عاد للأبيض وقادهم لثنائية الدوري والكأس.

وفي السوبر سيطر الأهلي، وتفوق في مباراة تكتيكية من الطراز الرفيع، وبثنائية برونو سافيو وكريم فؤاد، عاد الأهلي إلى منصات التتويج، ومعها عادت الثقة للمارد الأحمر.

ذلك الموسم أنهاه الأهلي على القمة، بعد السوبر، توج ببطولة الدوري والكأس ودوري أبطال إفريقيا من المغرب بعدما ثأر من الوداد.

سيطر الأحمر على كل شيء مع مارسيل كولر، ليتوج باللقب من بين 11 بطولة مع المارد الأحمر في أقل من 3 سنوات.

الثأر واجب لإنقاذ الموسم

في العام الماضي، خسر الأهلي لقب السوبر الإفريقي ضد الزمالك بركلات الترجيح في السعودية، قبل شهر من تكرار المواجهة بالسوبر المصري.

شارك الزمالك في السوبر المصري بـ “الكارت الذهبي”، وهو ما يُمنح للفريق الذي لم يحصل على الدوري أو الكأس أو كأس الرابطة، ولم يكن وصيف أيٍّ منها.

مجموعة الأهلي في دوري أبطال إفريقيا 2025-26
النادي الأهلي (تصوير: مصطفى الشحات)

أعطى اتحاد الكرة الكارت الذهبي للزمالك، ليشارك الأبيض في البطولة، بعدما توج بالكونفدرالية ثم السوبر المصري على حساب الأهلي.

فاز الزمالك بركلات الترجيح على بيراميدز، وانتظر الأهلي في النهائي، بعدما تخطى الأحمر نظيره سيراميكا كليوباترا 2-1 في نصف النهائي.

لأول مرة كانت تلك المواجهة في كأس السوبر للأبطال “النظام الجديد”، وهنا كان على الأهلي أن يثأر من خسارة السوبر الإفريقي في السعودية.

كأس السوبر الإفريقي - تصوير: مصطفى الشحات
كأس السوبر الإفريقي – تصوير: مصطفى الشحات

انتهت المباراة بالتعادل السلبي 0-0، وفاز الأهلي بركلات الترجيح بسيناريو درامي، بعدما كان شيكابالا بإمكانه تسجيل الركلة الحاسمة، لكن الشناوي تصدى لها.

ثم أهدر عمر جابر آخر ركلة للزمالك، ليفوز الأحمر بالسوبر المصري، وينقذ موسمه من البداية، قبل أن يتوج بعد أيام قليلة بكأس القارات الثلاث مع مارسيل كولر، وبطولة الدوري، لكنه يخرج من نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا.

طوق النجاة الجديد للأهلي

في هذه المرة، يحتاج الأهلي لاستعادة الثقة، مع نتائج سيئة في الدوري المصري، وعدم الاقناع من بداية الموسم، بعد الاخفاق في كأس العالم للأندية.

وبالنظر لعدد اللاعبين أصحاب الجودة العالية، فالأحمر يمتلك قدرة على تغيير الأمور في أي لحظة، لكن الفريق يحتاح للثقة، وهو ما سيحدث إذا توّج ببطولة السوبر المصري.

ييس توروب - الأهلي (تصوير: مصطفى الشحات)
ييس توروب – الأهلي
(تصوير: مصطفى الشحات)

بالإضافة إلى ذلك، فإن ييس توروب المدير الفني الدنماركي الجديد للأحمر، يريد أن يسير على نهج من سبقوه، مثل الثنائي السويسري فايلر وكولر على سبيل المثال.

خسارة الأهلي لقب السوبر ضد غريمه التقليدي الزمالك، سيزيد من الشكوك والضغوطات على المارد الأحمر، خاصة وأنه الأكثر جاهزية، والأقوى على الورق من الأبيض.





‫0 تعليق

اترك تعليقاً