هل يحظى محمد صلاح بالتقدير الكافي؟ قد تكون الإجابة مختلفة البعض مؤيد والبعض معارض، لكن ما هو مؤكد أن نجم ليفربول نجم وأحد أساطير الكرة الإنجليزية.
على مدار 7 سنوات وضع صلاح اسمه بحروف من نور في الكرة الأوروبية والإنجليزية، فقد وضع اسمه في أغلب الأرقام القياسية التي تم تحقيقها حتى الآن.
لكن مؤخرًا أثار استبعاده من التشكيلة المثالية لعام 2025 التي أعلنها الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (FIFPRO World 11) موجة واسعة من الغضب بين الكثيرين خاصة وأنه قدم موسمًا استثنائيًا على جميع المستويات، قاد خلاله فريقه للتتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز.
الصحفي الإنجليزي بيتر ستاونتون، في مقال نشره موقع Anfield Watch، وصف قرار استبعاد صلاح بأنه “مزحة تتجاوز حدود المنطق”، مؤكدًا أن الطريقة التي يتم بها التعامل مع النجم المصري “تجعل منه اللاعب الأكثر تعرضًا للتجاهل في تاريخ كرة القدم الحديثة”.
موسم استثنائي بالأرقام
قدم محمد صلاح موسمًا تاريخيًا في 2024-2025، وصفه كثيرون بأنه الأفضل في مسيرته الكروية، بعدما حصد ثلاث جوائز كبرى غير مسبوقة في تاريخ الدوري الإنجليزي وهي جائزة الهداف برصيد 29 هدفًا وجائزة أفضل صانع أهداف بـ18 تمريرة حاسمةو جائزة أفضل لاعب في الموسم.
صلاح أصبح بذلك أول لاعب في تاريخ البطولة يجمع بين الجوائز الثلاث في موسم واحد، كما أنه ساهم في 47 هدفًا خلال 38 مباراة في الدوري، و57 هدفًا في 53 مباراة بمختلف البطولات.
الأرقام المبهرة جعلته يحصد أيضًا جائزة لاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ولاعب العام من رابطة الكتاب الرياضيين في إنجلترا.
تجاهل غير مبرر لـ محمد صلاح
رغم تلك الإنجازات، غاب اسم محمد صلاح عن قائمة أفضل 11 لاعبًا في العالم لعام 2025، التي شهدت وجود أسماء مثل كيليان مبابي، لامين يامال، وكول بالمر.
يستحق كيليان مبابي التواجد في التشكيلة على المستوى الفردي بعدما سجل 44 هدفًا مع ريال مدريد، في جميع المسابقات لكنه خرج خالي الوفاض من الألقاب الكبرى، فيما تألق يامال مع برشلونة مسجلًا 18 هدفًا وصانعًا 25.
أما المفاجأة الكبرى فكانت في وضع كول بالمر لاعب تشيلسي في مركز الجناح الأيمن على حساب صلاح، رغم تراجع مستواه في النصف الثاني من الموسم، حيث اكتفى بهدف وثلاث تمريرات حاسمة في آخر 16 مباراة بالدوري، بينما اقتصر تألقه على بطولة دوري المؤتمر الأوروبي وكأس العالم للأندية.
صلاح.. نجم لا يحتاج اعتراف الجوائز
الحقيقة الثابتة إلى أن محمد صلاح الذي تجاهل حضور حفل الكرة الذهبية في باريس بعد تأكده من عدم التتويج بالجائزة التي ذهبت إلى الفرنسي عثمان ديمبيلي، لا يحتاج إلى الجوائز الفردية من أجل التأكد بأنه واحدًا من الأساطير.
الكثير من الجوائز الفردية قد يكون لها اعتبارات مختلفة في الاختيارات على عكس الشروط الموضوعة فهناك الأمور التسويقية والعرقية والتي قد يكون لها نظرة مختلفة عن العلن.
ورغم كل ذلك، يواصل النجم المصري كتابة التاريخ مع ليفربول، مؤكدًا أنه لا يحتاج إلى تكريم ليبرهن على مكانته بين أساطير اللعبة، فالأرقام والإنجازات وحدها كفيلة بحجز مقعده الدائم في قائمة العظماء.
