بسبب الغلاء.. طرد العمال الحكومة بهذه الدولة الشيوعية

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

شكرا لكم على متابعتكم خبر عن بسبب الغلاء.. طرد العمال الحكومة بهذه الدولة الشيوعية

عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، وقعت بولندا تحت نفوذ الإتحاد السوفيتي الذي اتجه لفرض حكومة ماركسية لينينة بها. وتعد جمهورية بولندا الشعبية أحد أبرز الموقعين على حلف وارسو الذي أنشأته موسكو لمواجهة حلف الناتو الذي ضم دول المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية. ولحين انهيار الحكم الموالي لموسكو بها وتعويضها بجمهورية بولندا، شهدت جمهورية بولندا الشعبية العديد من الإضطرابات. وقد جاء أحد أبرز هذه الإضطرابات عام 1970 تزامنا مع غلاء المعيشة.

صورة للزعيم الشيوعي البولندي غومولكا

صورة للزعيم الشيوعي البولندي غومولكا

رفع الأسعار

على الرغم من نجاحه السياسي المؤقت، لم يتمكن الزعيم البولندي فلاديسلاو غومولكا (Władysław Gomułka) من إخفاء حقيقة الأزمة الاقتصادية التي عصفت ببلاده منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. إلى ذلك، نجح نظام غومولكا في امتصاص الغضب الشعبي بفضل أسعار المواد الغذائية التي حافظت طيلة سنوات عديدة على تكلفة منخفضة جعلتها في متناول أغلبية الشعب.

من جهة ثانية، عانى القطاع الفلاحي ببولندا من ركود وتخلف واضح. وبسبب ذلك، أجبرت الحكومة البولندية على إنفاق أموال طائلة لإستيراد المواد الغذائية.

وبحلول ديسمبر 1970، عانى الاقتصاد البولندي من عجز تجاري كبير بسبب المواد الغذائية الباهظة التي يتم استيرادها سنويا.

وأمام هذا الوضح، اتجهت الحكومة البولندية لرفع أسعار المواد الغذائية بشكل مفاجئ مثيرة بذلك غضب العمال الذين تذمروا من تدهور مقدرتهم الشرائية.

صورة لجانب من الإحتجاجات بغدانسك

صورة لجانب من الإحتجاجات بغدانسك

احتجاجات وتراجع الحكومة

وخلال بضعة أيام، أسفر ارتفاع أسعار المواد الغذائية عن اندلاع مظاهرات حاشدة بمدن شمال بولندا المطلة على البلطيق. وقد شهدت مدن غدانسك (Gdansk) وغدينيا (Gdynia) وإلبلاغ (Elbląg) وشتشين (Szczecin) أعنف هذه المظاهرات حيث تجمهرت أعداد كبيرة من المواطنين للإحتجاج على الوضع الاجتماعي الصعب وغلاء المعيشة. وكرد على هذا الوضع، تلقى الجيش البولندي أوامر بالتدخل لقمع المحتجين بالحديد والنار. وقد أسفر ذلك عن سقوط عدد من الضحايا في صفوف العمال المحتجين.

إلى ذلك، جاء رد الحكومة البولندية حينها بهذا الشكل أملا في بث الرعب في نفوس العمال الذين شككت في استعدادهم للقيام بأعمال تخريبية داخل المصانع.

صورة تجسد استعراض المحتجين البولنديين عام 1970 حاملين جثة أحد ضحايا الإحتجاجات

صورة تجسد استعراض المحتجين البولنديين عام 1970 حاملين جثة أحد ضحايا الإحتجاجات

ويوم 17 ديسمبر 1970، طلب المسؤول بالحزب الشيوعي البولندي ستانيسلاو كوسيوليك (Stanisław Kociołek) من العمال العودة لمصانعهم وعدم تعطيل الإنتاج. وبمدينة غدينيا خلال نفس ذلك اليوم، أقدم رجال الأمن على فتح نيران رشاشاتهم تجاه العمال الذين حاولوا الوصول للمصانع. وقد أسفرت هذه الحادثة حينها عن سقوط أكثر من ألف قتيل وجريح.

وأدت حادثة غدينيا لإتساع رقعة الإحتاجاجات التي طالت أغلب المدن البولندية. ولقمعها، جندت الحكومة البولندية نحو 5 آلاف فرد من الفرق الخاصة إضافة لحوالي 30 ألف عسكري.

وبأوامر من موسكو، أقيل فلاديسلاو غومولكا من منصبه يوم 20 ديسمبر 1970 ليتم تعويضه فيما بعد بإدوارد جياريك (Edward Gierek). وفي الاثناء، اتجهت الحكومة لإلغاء قرار الترفيع في أسعار المواد الغذائية وقدمت وعودا برفع أجور العمال بأقرب وقت. وعلى الرغم من تراجع حدة التوتر والإضطرابات بالبلاد، ساهمت الحركة الإحتجاجية أواخر عام 1970 في إحياء الحياة السياسية والمعارضة التي ضلت راكدة لسنوات. وبالفترة التالية، شهدت بولندا عددا من الإحتجاجات والإضرابات الإضافية التي جاءت للمطالبة بتحسين ظروف العمل والحياة الاجتماعية.

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

حاصل علي كلية الدراسات الإسلامية جامعه الازهر الشريف في القاهرة احب كتابة الأخبار والتريندات

‫0 تعليق

اترك تعليقاً