شكرا لقراتكم خبر عن عدد الغرقى والمفقودين قبالة سواحل تونس 608 في 6 أشهر
قصف مدفعي وغارات في الخرطوم وعودة الهدوء إلى الأُبَيِّض
نفذ طيران الجيش السوداني ضربات جوية استهدفت مراكز لقوات «الدعم السريع» في مناطق متفرقة من مدينة أم درمان ومناطق في شرق النيل بالخرطوم بحري، فيما عاد الهدوء إلى مدينة الأُبَيِّض، عاصمة ولاية شمال كردفان، بعد أيام من الاشتباكات العنيفة. وفي تطور لافت لمسار الحرب في السودان، أعلنت قوات «الدعم السريع»، الخميس، انشقاق ضابط كبير برتبة عقيد في الجيش السوداني برفقة عدد من الأفراد وانضمامهم لقواتها. ولم يصدر عن الجيش السوداني أي تعليق أو رد بخصوص الضابط المذكور.
وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن الطيران الحربي للجيش السوداني قصف بعض المواقع في مدينة أم درمان، ثاني أكبر مدن العاصمة الخرطوم، مضيفة: «سمعنا أصوات مدفعية أو قذائف متقطعة، لكن لا توجد اشتباكات على الأرض».
وقال شهود عيان إن طيران الجيش نفذ ضربات جوية متتالية في عدد من ضواحي منطقة «شرق النيل»، رجحت أن تكون استهدفت متحركات وارتكازات لمجموعات من قوات «الدعم السريع» التي تنتشر بكثافة في تلك المناطق.

وخلال الأيام الماضية، شهدت مدينة أم درمان قصفاً جوياً ومدفعياً مكثفاً ومعارك ضارية على الأرض بين الجيش وقوات «الدعم السريع».
ومنذ اندلاع الحرب في الخرطوم، التي دخلت أسبوعها الثاني عشر، ظل قادة الجيش السوداني يتوعدون بالحسم العسكري لقوات «الدعم السريع» خلال فترة زمنية وجيزة.
غارات في أحياء الخرطوم
وأبلغ جبريل إدريس، وهو أحد سكان منطقة الأزهري، جنوب الخرطوم، «وكالة أنباء العالم العربي» أنه شاهد الطيران الحربي أثناء شن الغارات الجوية، التي وصفها بالأعنف، على مناطق معسكرات «الدعم السريع» في المدينة الرياضية وأرض المعسكرات.
وأشار جبريل إلى أنه سمع أصوات المضادات الأرضية والانفجارات العنيفة في محيط منطقة الاقتتال بحي النهضة والأزهري وأحياء مجاورة جنوب الخرطوم، قائلاً: «شعرنا برعب من قوة الانفجار… كانت الضربات عنيفة».
وقال شهود عيان إن قصفاً مدفعياً من شمال مدينة أم درمان استهدف صباح اليوم تمركزات لقوات «الدعم السريع» بمحيط الإذاعة والتلفزيون وشمال مدينة بحري. وذكر الشهود أن الطيران الحربي شن ضربات جوية أيضاً وسط مدينة أم درمان.
وتحاول قوات «الدعم السريع» السيطرة على الخرطوم، بينما يسعى الجيش إلى قطع طرق الإمداد عبر الجسور التي تربط مناطق أم درمان وبحري والخرطوم، التي تشكل العاصمة الأوسع على جانبي نهر النيل.
وفي مدينة الأبيّض، شمال كردفان، أبلغ سكانٌ «وكالة أنباء العالم العربي» بأن الهدوء عاد إلى المدينة بعد أن كانت قد شهدت اشتباكات عنيفة، مساء أمس، بين الجيش وقوات «الدعم السريع» في الجزء الغربي منها.
ورحبت قوات «الدعم السريع» في بيان على صفحتها الرسمية بموقع «فيسبوك»، بأفواج من القوات المسلحة، بقيادة العقيد الركن مكي داؤود المليح، بعد انسلاخه من سلاح المهندسين بأم درمان.
وقالت في البيان: «استقبلت قيادة قوات (الدعم السريع) بأم درمان، الخميس، العقيد داؤود رفقة عدد من الأفراد، معلنين استعدادهم للقتال إلى جانبها ضد الجيش السوداني».
وأكدت قوات «الدعم السريع» أنها لا ترغب في أن تكون بديلاً للقوات المسلحة، وإنما تعمل مع الشرفاء لبناء جيش مهني قومي واحد يعبر عن السودان ولا يخضع لآيديولوجية حزبية.
انضمام ضابط إلى «الدعم السريع»
وظهر الضابط وسط مجموعة من قوات «الدعم السريع» في فيديو بث على صفحة «الدعم السريع»، معلناً انضمامه، مناشداً الشرفاء في القوات المسلحة الانضمام إليه، على حد قوله.
وأعلن زعماء إدارات أهلية وقبائل بولاية جنوب دارفور دعمهم ووقوفهم إلى جانب قوات «الدعم السريع»، ودعوا أبناءهم لمغادرة صفوف الجيش والانخراط في قوات «الدعم السريع».
وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي، قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وجّه نداءً إلى الشباب القادرين على حمل السلاح للانضمام إلى الفرق والوحدات العسكرية.
وأصدر البرهان، الاثنين الماضي، توجيهاً لقادة الفرق والمناطق العسكرية باستقبال وتجهيز المقاتلين للمشاركة في العمليات العسكرية الميدانية ضد قوات «الدعم السريع».
ونشرت الصفحة الرسمية للجيش السوداني على «فيسبوك» انضمام أعداد من المتطوعين الشباب للقتال في صفوف قوات الجيش بولاية النيل الأبيض، وسط جنوبي البلاد، إلى مركز للتدريب العسكري بالولاية.
وبعد أيام من اندلاع الاشتباكات في الخرطوم، منتصف أبريل (نيسان) الماضي، دعا قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، ضباط الجيش المنتدبين في قوات «الدعم السريع»، إلى العودة إلى الخدمة العسكرية في الجيش بذات مخصصاتهم، كما تعهد بالعفو العام عن العائدين للجيش من أفراد قوات «الدعم السريع».
توقعات باستئناف المفاوضات
وتوقع يوسف عزت، مستشار قائد قوات «الدعم السريع»، استئناف مفاوضات جدة؛ لكنه أشار إلى أن قواته لم تتلقَ إخطاراً من قبل الوساطة. وقال في تصريح إن قوات «الدعم السريع» لديها تصورات قابلة للتفاوض حولها، تتعلق بكيفية تطوير منبر جدة «ليكون للحل السياسي الشامل، وأيضاً إشراك الأطراف الأفريقية والأوروبية في المساهمة في الحل». واعتبر أن «الدعم السريع» تنتظر حلاً يشمل القضايا المتعلقة بجذور الحرب في السودان، وليس الحرب الدائرة في الخرطوم فقط، قائلاً: «الأزمة سياسية مزمنة، وتتفجر بأشكال مختلفة. ولذلك، آن الأوان لوضع حد لها بحل شامل. ومتى ما قبلت الوساطة هذه الأجندة، فسيأتي السودانيون لمناقشة الأزمة والحلول».
