شكرا لقراتكم خبر عن باريس تتحضر لعرض عسكري لمناسبة العيد الوطني… وأولويتها منع اندلاع شغب
باريس تتحضر لعرض عسكري لمناسبة العيد الوطني… وأولويتها منع اندلاع شغب
ثمة استحقاق أمني قادم ينتظر السلطات الفرنسية، يتمثل في تجنب معاودة اشتعال المظاهرات والاحتجاجات وأعمال الشغب التي عانت منها البلاد طيلة 6 ليالٍ، عقب مقتل الشاب نائل مرزوق برصاص شرطي، في حادث تدقيق مروري في مدينة نانتير الواقعة على مدخل باريس الغربي.
والمناسبة هي احتفالات العيد الوطني الفرنسي في 14 يوليو (تموز) الذي يشهد تقليدياً العرض العسكري في جادة الشانزليزيه، وقبله الاحتفالات الشعبية التي تجرى في كافة بلدات ومدن فرنسا، والتي تنتهي دوماً بإطلاق الألعاب النارية.
وبينما جعل الرئيس إيمانويل ماكرون من إعادة فرض الأمن والنظام بشكل دائم أولوية مطلقة، قالت رئيسة الحكومة إليزابيث بورن، يوم السبت، إن السلطات ستعمد إلى «رصد وسائل مطلقة لحماية الفرنسيين» في إشارة منها إلى نشر أعداد كبيرة من رجال الشرطة والدرك والوحدات المتخصصة.
وفي عز أعمال العنف، نشرت وزارة الداخلية 45 ألف رجل أمن، وبعض وحدات الدرك نشرت مدرعاتها في عدد من المدن.
ولأن باريس تعي أهمية قلب صفحة الشغب والعنف لما لها من تأثير سلبي مؤكد على الحكومة وهيبتها في الداخل، وعلى صورة فرنسا في الخارج، وعلى الموسم السياحي الصيفي، وخصوصاً على قدرة البلاد على اجتذاب المستثمرين، فإن الحكومة ستكون حريصة، مع نهاية الأسبوع الجاري، على استخدام الوسائل المتاحة لها كافة، لإحباط أي محاولات لإثارة الشغب من خلال الاستفادة من الاحتفالات المرتقبة.
ومن التدابير الممكنة منع المظاهرات، ومنع بيع المفرقعات النارية التي تستخدم ضد رجال الأمن، وتنفيذ حملة اعتقالات استباقية بحق من يُظَن أنه سيشارك في أحداث الشغب. يضاف إلى ما سبق رمزية احتفالات 14 يوليو، وأهمية العرض العسكري لإبراز وحدة الأمة.
وقالت مصادر قصر الإليزيه، صباح الاثنين، إن أول عرض جرى في عام 1880، وإن جادة الشانزليزيه اختيرت مكاناً للعرض للمرة الأولى في عام 1919، ومنذ ذلك التاريخ لم تحِد الحكومات الفرنسية المتعاقبة عن هذا المكان الذي يجتذب عاماً بعد عام آلافاً من المشاهدين، فرنسيين وسياحاً.
في تقديمها للاحتفال، ركزت المصادر الرئاسية على الكلمة التي سيلقيها ماكرون، عصر الخميس، في حدائق وزارة الدفاع، بحضور القادة العسكريين والوزراء والمشاركين من كافة القطاعات المسلحة في العرض العسكري.
وسيتناول ماكرون السياق الاستراتيجي الحالي، وعنوانه الأبرز الحرب الدائرة في أوروبا (أوكرانيا) منذ 500 يوم، وقراءة فرنسا لها، وتوجهاتها الدفاعية في أفريقيا والشرق الأوسط ومنطقة الباسفيك والمحيطين الهندي والهادئ.

وأبرز دلالة على النقطة الأخيرة، أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي سيكون ضيف الشرف لنسخة عام 2023. وتريد باريس التركيز على التعاون الدفاعي الدولي من خلال مشاركة 4 وحدات هندية، بما في ذلك 3 طائرات قتالية هندية، من طراز «رافال» التي تصنعها شركة «داسو» الفرنسية للطيران، وطائرات من دول الحلف الأطلسي، ومن بينها طائرات بريطانية وبلجيكية.
ومن الجانب الفرنسي سيشارك في العرض 6500 رجل وامرأة، بينهم 1100 راجل، و66 طائرة، و28 طوافة، ودبابات ومدرعات الجيش، والفرقة الأجنبية، وخيالة الحرس الجمهوري، و62 دراجاً. وسيدوم العرض ساعتين، وستتابعه السلطات الفرنسية ومدعووها من ساحة الكونكورد؛ حيث نصبت منصة كبيرة، ويسبقه نزول الرئيس ماكرون والقائد العسكري لمنطقة باريس، جادة الشانزليزيه، على عربة عسكرية مكشوفة.
