النيابة العامة تستمع لشهادة الطفلة حور
باشرت النيابة العامة في محافظة الدقهلية إجراءاتها، واستجوبت الطفلة حور محمد فتوح تلميذة الصف الثاني الابتدائي، عقب محاولة إلقاء نفسها من شرفة فصلها داخل مدرسة المنزلة للغات، وهي واقعة تربطها التحقيقات بتعرّضها لتنمّر متكرر من عدد من زميلاتها داخل المدرسة.
وسجّلت النيابة أقوال والدي الطفلة ضمن تحقيقات موسعة تهدف إلى ضبط تسلسل الأحداث بدقة، والتثبت من الملابسات التي سبقت الحادثة بعد انتشار تفاصيل الواقعة على نطاق واسع.
داخل مدينة المنزلة سادت لحظات ارتباك في الحرم المدرسي، وتشير المعطيات الأولية إلى سلسلة مضايقات تعرضت لها التلميذة من بعض الطالبات، ما دفعها إلى تصرف خطِر هز المجتمع التعليمي.
والدة حور ذكرت أن الإساءات بدأت مع مطلع العام الدراسي، وأن بعض الطالبات سخرن من ابنتها بسبب مظهرها وملابسها، مؤكدة أنها قصدت المدرسة أكثر من مرة وتحدثت مع مسؤولين وزميلات لوقف ما يحدث دون نتيجة، قبل أن تتفاجأ بمحاولة ابنتها إيذاء نفسها داخل الفصل.
من جانبه أوضح محمد الرشيدي، وكيل وزارة التربية والتعليم في الدقهلية، أنه لم يتلق أي شكوى رسمية قبل الواقعة، لافتًا إلى أنه فور إخطاره وجّه الإدارة التعليمية بفحص عاجل واتخاذ ما يلزم.
وبيّن أن الطفلة التحقت بالمدرسة هذا العام قادمة من مدرسة أخرى، وأن صعوبات اندماجها ولّدت خلافات طفولية مع بعض الزميلات، مؤكدًا متابعة الوضع داخل المدرسة والتعامل مع أي تجاوز.
تتجه التحقيقات إلى مراجعة آليات الانضباط داخل الفصول وسرعة الاستجابة لشكاوى أولياء الأمور، مع بحث دور الإشراف اليومي وأساليب التدخل عند ظهور مؤشرات السخرية والتنمر بين التلاميذ.
كما يجري الوقوف على المتاح من دعم نفسي واجتماعي للتلاميذ، ودراسة فاعلية التواصل بين الأسرة والمدرسة، وآليات تمكين الأخصائيين من التدخل المبكر وتوثيق الوقائع لدى حدوثها.
على المستوى الميداني تُراجع اشتراطات الأمان داخل المباني الدراسية، وتشمل الشرفات والنوافذ ومسارات الحركة، بهدف الحد من نقاط الخطر، وتعزيز إجراءات اليقظة خلال الحصص وفترات الاستراحة.
الحادثة أعادت إلى الواجهة ملف التنمر في السنوات الأولى من التعليم، وما يخلّفه من تبعات نفسية وسلوكية على الأطفال، وأبرزت أهمية التدريب المستمر للمعلمين على رصد العلامات المبكرة والتعامل معها بمهنية.


تعليقات