الضفة الغربية على حافة انفجار وفق خبير في الشؤون الإسرائيلية
في الضفة الغربية، تتصاعد موجة الهجمات المنظمة التي ينفذها المستوطنون، وسط تزايد مستمر في أعدادهم يوماً بعد يوم، ما يزيد من حدة التوتر في المنطقة. هذا التصعيد يأتي مع تفاقم الظروف التي يعيشها الفلسطينيون هناك، خاصة بعد سنوات من الإغلاق الشامل الذي منع أكثر من مئتي ألف عامل فلسطيني من الوصول إلى وظائفهم داخل إسرائيل، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية والإنسانية بشكل كبير.
تشهد الضفة الغربية حالة من الغضب المكبوت داخل الكيان الإسرائيلي، بعد التوصل لهدنة في قطاع غزة، حيث يشعر الطرف الإسرائيلي بأن الانتقام لم يكن كافياً رغم الخسائر البشرية الضخمة التي تجاوزت عشرات الآلاف. في المقابل، لم تخضع الضفة الغربية لنفس مستوى العقاب، وهو ما يشكل بحسب مراقبين أرضاً خصبة لتفاقم التوترات.
في ظل هذا المشهد، تتولى مجموعات المستوطنين، والمعروفة باسم “شبيبة التلال”، تنفيذ اعتداءات شبه يومية على القرى الفلسطينية، مستغلة غياب أي تدخل فعلي من قوات الشرطة أو الجيش الإسرائيلي. يتناول المشهد حالة من اللامبالاة الأمنية، حيث تقتصر دوريات الجيش والشرطة على المراقبة دون اتخاذ إجراءات حقيقية لردع هذه الهجمات.
حتى التدخلات الرسمية التي لوّح بها وزير الأمن القومي مؤخراً بفرض عقوبات على بعض المستوطنين عبر الاعتقال الإداري لم تستمر، إذ تراجع عن قراراته سريعاً، ما أدى إلى تشجيع استمرار الاعتداءات بشكل مكثف. تبدو الأجهزة الأمنية متساهلة مع هذه الأفعال، على الرغم من خطورة الأوضاع وتفاقمها.
تُعد الأحداث الحالية في الضفة الغربية حالة غير مسبوقة منذ عقود، حيث تتصاعد المخاطر نتيجة استمرار هذه الهجمات والسياسات الإسرائيلية التي تبدو كأنها تغذي النزاعات بدل الحد منها، مما يزيد احتمالية حدوث انفجار واسع لا يمكن تجاهله.

تعليقات