شكرا على متابعتكم خبر عن “الحمد لله يا بيه”.. كلمة هزّت قلب محافظ سوهاج في افتتاح سوق اليوم الواحد بدار السلاموالان مع اهم تفاصيل الخبر
الساعة تقترب من الثانية ظهرًا، والشمس تُرسل خيوطها الدافئة على أرض دار السلام، تلك المدينة التي تستعد لافتتاح سوق اليوم الواحد وسط حضور رسمي وشعبي كبير.
اللافتات معلّقة، الباعة يجهّزون منتجاتهم، والعمال يلمّعون الأرض كأنهم يزيّنون عُرسًا ينتظر قدوم عروسه.
بين صفوف العمال، كان يقف عبد الراضي، عامل نظافة بسيط، يرتدي زيًا باهت اللون يحمل آثار أيام طويلة من الكدح. كان منهمكًا في جمع بقايا المعرض، ووجهه المتعب يخفي وراءه قصةً أكبر من مجرد تعب يوم عمل.
لم يكن عبد الراضي يعلم أن لحظة واحدة ستجعله حديث اليوم في سوهاج.
مشهد لا يُنسى
مرّ المحافظ اللواء عبد الفتاح سراج بين صفوف الحضور، يتفقد المكان قبل قص الشريط. لفت انتباهه ذلك العامل المنحني فوق الأرض، منهمكًا في عمله كأن الدنيا لا ترى غير ما بين يديه.
اقترب منه بابتسامة، وسأله بصوتٍ هادئ يشبه دفء الموقف:
“محتاج أي حاجة يا عم الحاج؟”
رفع العامل رأسه للحظة، تلعثم قليلًا، ثم قال بصوت خافت لكنه عميق:
“الحمد لله يا بيه… كله تمام.”
جملة عابرة لكنها لم تمر مرور الكرام.
كانت كفيلة بأن تُوقظ شيئًا في قلب المسؤول الكبير؛ إحساسًا بالإنسان الذي يقف أمامه، لا مجرد عامل نظافة يؤدي واجبه.
قرار إنساني في لحظة
المحافظ لم يكتفِ بالابتسامة، بل نظر إلى رئيس المدينة وقال بوضوح:
“يتم فورًا صرف وجبات ساخنة وزيٍّ شتوي لكل عمال النظافة العاملين اليوم.”
أمر إداري بسيط، لكنه كان بمثابة لمسة دفء في صباحٍ بارد، ورسالة تقدير لفئةٍ تعمل في صمت ولا تنتظر شكرًا.
بين “الحمد لله” ووجع الأيام
في عيون عبد الراضي، قرأ الجميع حكاية المصري البسيط الذي يواجه الحياة بالرضا، يبتسم رغم قسوتها، ويختصر وجعه في كلمتين: “الحمد لله”.
لم يطلب شيئًا، لكنه نال ما هو أعمق من العطاء الماد، نال احترامًا وتقديرًا وإنسانيةً صادقة.
هكذا تحوّلت لحظة عابرة في سوقٍ شعبي إلى درسٍ في الرحمة والمسؤولية، وإلى قصةٍ تُروى عن محافظٍ لم تمنعه الألقاب من أن ينحني ليرى الإنسان قبل المنصب.
ليست الحكاية عن قرار إداري، بل عن ضميرٍ ما زال حيًّا في قلب مسؤول، وعن رجلٍ بسيط يعلّمنا أن الرضا مفتاح الكرامة، وأن كلمة “الحمد لله” ما زالت قادرة على أن تهزّ القلوب
