إبطال 19 دائرة يدفع عماد جاد لمطالبة السيسي بإصلاح سياسي جذري

وجه نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور عماد جاد، نداءً عاجلًا إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، داعيًا إلى تدخل سريع وحاسم لإنقاذ العملية الانتخابية التي شهدت تجاوزات أزعجت شريحة واسعة من المجتمع المصري. وأشار جاد إلى أن التدخل الرئاسي الأخير كان خطوة مهدئة أعادت بعض الثقة للمصريين بعد تدهور صورة الدولة بسبب الفوضى التي رافقت الانتخابات. لكنه أضاف أن إلغاء نتائج 19 دائرة انتخابية فقط لا يكفي، خاصة وأن ذلك يقود إلى بطلان قائمة كاملة، مما يستوجب إصلاحات أساسية وعميقة في الحياة السياسية.

طالب جاد الرئيس بالنظر في عدة قرارات هامة للسيطرة على الوضع وتحسين المشهد العام، منها إلغاء العملية الانتخابية الحالية بصورة كاملة، وتمديد ولاية مجلس النواب الحالي لعام إضافي، بالإضافة إلى إعادة بناء منظومة ممارسة الحقوق السياسية من أساسها. وشدد على أهمية فتح المجال العام أمام الأحزاب بكافة توجهاتها، مع ضمان حرية إعلامية حقيقية داخل أطر مهنية واضحة.

كما دعا إلى الحد من تدخل الأجهزة التنفيذية في تشكيل المشهد السياسي، واعتماد نظام انتخابي مختلط يجمع بين القوائم النسبية والفردي، مما يعزز التمثيل الحقيقي. وشدد على ضرورة تمكين الجهات الرقابية لمواجهة التدخلات المالية في العملية السياسية وفرض معايير شفافية صارمة.

وفي شرح دوافع الغضب الشعبي، أكد جاد أن الاستياء يتركز بشكل رئيسي على دوائر مرتبطة بالسلطة، من بينها أحزاب الموالاة والمعارضة الشكلية، وليس اتجاه الدولة أو القيادة نفسها. وأوضح أن فتح المجال السياسي بشكل واسع والإصلاح الشامل سينعشان مكانة مصر ويعيدان البرلمان إلى عراقة تاريخه.

في ختام ندائه، خاطب جاد الرئيس السيسي، معبرًا عن أمل الشعب في استكمال مسيرة الإصلاح التي بادر بها، مشيرًا إلى أن التاريخ سيقرّ اسمه بصفحات مضيئة إذا تحققت هذه الطموحات.