يُصادف اليوم السابع من نوفمبر ذكرى ميلاد أحد أبرز أساطير كرة القدم المصرية والعربية، محمد محمد محمد أبو تريكة، المولود في 7 نوفمبر 1978 بقرية ناهيا بمحافظة الجيزة، والذي تحوّل من شاب بسيط إلى أيقونة رياضية وإنسانية خالدة في ذاكرة الجماهير.
منذ ظهوره الأول في الملاعب، كان واضحًا أن “الماجيكو” ليس مجرد لاعب كرة، بل حالة استثنائية تجمع بين الموهبة، التواضع، والروح القيادية، ليصبح أحد رموز النادي الأهلي ومنتخب مصر لأكثر من عقدٍ كامل من الزمن.
ـ من الترسانة إلى القلعة الحمراء.. بداية المجد لـ “أبو تريكة”
بدأ سطوع اسم أبو تريكة بمسيرته الكروية في نادي الترسانة، حيث برزت موهبته التهديفية وساهم في صعود الفريق إلى الدوري الممتاز، قبل أن ينتقل إلى النادي الأهلي عام 2004، في صفقة كانت نقطة تحوّل كبرى في مسيرته ومسيرة القلعة الحمراء على حد سواء.
منذ موسمه الأول بالقميص الأحمر، خطف الأنظار بمهاراته وأهدافه الحاسمة، ليقود الأهلي إلى حقبة من الإنجازات المحلية والقارية، جعلت اسمه يتردد في كل بيت مصري وعربي وظل القميص رقم “22” القميص المحبب لكل عشاق المارد الأحمر.
ـ أرقام خالدة وبطولات لا تُنسى للماجيكو
لعب أبو تريكة أكثر من 250 مباراة بقميص النادي الأهلي وتجاوز خلال مسيرته مع القلعة الحمراء 100 هدف في مختلف البطولات التي شارك بها وتوج معه بـ 7 ألقاب دوري و٥ بطولات لدوري أبطال إفريقيا و٣ بطولات كأس مصر و٦ بطولات من السوبر المصري و٤ بطولات سوبر إفريقي كما شارك مع الكتيبة الحمراء في ٣ نسخ من كأس العالم للأندية وحقق مع الفريق الأحمر المركز الثالث عام 2006.
أما مع منتخب مصر، فكان أحد صُنّاع الجيل الذهبي الذي كتب التاريخ مع المعلم حسن شحاتة وتوج معه بطولتي كأس أمم إفريقيا عامي 2006 و20080وكان صاحب الهدف الذهبي في نهائي 2008 أمام الكاميرون الذي منح مصر اللقب السادس وكان صاحب التسديدة الأخيرة الركلات الجزاء أمام كوت ديفوار في عام 2006 خلال البطولة التي توج بها الفراعنة على أرض مصر.
كما شارك مع المنتخب المصري الأوليمبي في أولمبياد لندن 2012 كقائد للمنتخب الأولمبي ومُلهمٍ لجيلٍ جديد.
“قلوبنا مع غزة”
لم يكن أبو تريكة مجرد نجم داخل المستطيل الأخضر، بل أصبح رمزًا للأخلاق والمواقف الإنسانية خارجه.
عُرف بدعمه للفقراء والمحتاجين، واشتهر بموقفه التاريخي في كأس الأمم الأفريقية 2008 حين كشف قميص كتب عليه “تعاطفًا مع غزة”، في رسالةٍ تجاوزت حدود الرياضة ووصلت إلى ضمير الأمة.
نال جائزة أفضل لاعب داخل القارة الأفريقية أكثر من مرة، وتُوّج أفضل لاعب عربي في استفتاءات جماهيرية وإعلامية عديدة، ليُصبح أيقونة للعب النظيف والروح الرياضية.
– من الملاعب إلى التحليل.. أبو تريكة يواصل صناعة المجد بطريقته الخاصة
بعد اعتزاله عام 2013، واصل أبو تريكة مسيرته ولكن من موقعٍ مختلف، حيث انضم إلى كوكبة من المحللين الرياضيين، مقدّمًا رؤى وتحليلات عميقة تعكس فكر اللاعب المثقف والخبير، محافظًا على شعبيته الجارفة ومحبة الجماهير له رغم الابتعاد عن الأضواء.
– أبو تريكة.. أسطورة لا تُنسى ومجد لا ينتهي
يبقى محمد أبو تريكة حالة استثنائية في تاريخ الكرة المصرية والعربية، أسطورة جمعت بين الموهبة، الأخلاق، والموقف.
في يوم ميلاده، لا يُحتفى بلاعب فقط، بل برمزٍ ألهم الملايين داخل وخارج الملاعب، وترك أثرًا لا يُمحى في قلوب عشاق كرة القدم.
إنه ببساطة… الماجيكو الذي صنع المجد وبقي في الوجدان.
