أصحاب البشرة السمراء لا يزالون يواجهون صعوبات في الحصول على وظائف تدريبية

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

شكرا لقراتكم خبر عن أصحاب البشرة السمراء لا يزالون يواجهون صعوبات في الحصول على وظائف تدريبية

أصحاب البشرة السمراء لا يزالون يواجهون صعوبات في الحصول على وظائف تدريبية

لم يفكر ريس دينتون أبداً في العمل بمجال التدريب حتى صادف مقالاً في إحدى المجلات عن نويل بليك، الذي كان يتولى قيادة المنتخب الإنجليزي تحت 19 عاماً، والذي كان يضم بين صفوفه آنذاك هاري كين وناثان ريدموند.

يقول دينتون، البالغ من العمر الآن 32 عاماً ويتولى تدريب فريق نادي ريدينغ تحت 15 عاماً: «لم أفكر في الأمر لأنني لم أكن أعرف أن هناك مدربين يشبهونني! لكن عندما عرفت أن نويل كان يتولى تدريب المنتخب الإنجليزي وله تأثير كبير على اللاعبين السود الشباب الذين كانوا يتقدمون بخطى ثابتة مع أنديتهم في ذلك الوقت، قلت لنفسي إنه إذا لم أستطع تحقيق مسيرة جيدة كلاعب، فإنني أريد أن أكون مديراً فنياً. عندما تتخيل نفسك في وظيفة معينة، فإن هذا يعطيك حافزاً للقيام بشيء ما».

وبينما يأمل دينتون – وهو لاعب سابق في أكاديمية الناشئين بنادي أكسفورد يونايتد وبدأ العمل في مجال التدريب عندما كان في الرابعة والعشرين من عمره – أن يصبح يوما ما مديرا فنيا على المستوى الاحترافي، فقد أظهر تقرير صدر مؤخرا عن مؤسسة «شراكة لاعبي كرة القدم السود» أن دينتون وغيره من أصحاب البشرة السمراء لا يزالون يواجهون الكثير من الصعوبات، وأن احتمالات عملهم في مجال التدريب لا تزال أقل من أقارنهم من أصحاب البشرة البيضاء.

ويمثل المديرون الفنيون السود 4.4 في المائة فقط من إجمالي المناصب التي يشغلها المديرون الفنيون في كرة القدم الإنجليزية. وتشير الإحصاءات الواردة في التقرير الذي أعده البروفسور ستيفان زيمانسكي إلى أن هذه المشكلة تكون أكثر وضوحا في الدوريات الأدنى: ثلاثة فقط من أصل 68 وظيفة جديدة في دوري الدرجة الثالثة ذهبت إلى مديرين فنيين من أصحاب البشرة السمراء، مقارنة بـ11 من أصل 165 وظيفة جديدة في دوري الدرجة الأولى.

يقول بليك، الذي يعمل الآن مستشارا ويقدم جلسات تدريبية للمدربين السود والآسيويين في الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم: «هناك شيء ما ليس صحيحا. لقد فقدنا جيلا من المديرين الفنيين. لقد قضى العديد من اللاعبين السود السابقين فترات قصيرة في التدريب ثم رحلوا أو اختاروا عدم الاتجاه للعمل في هذا المجال من الأساس، بغض النظر عن أسباب ذلك». ويضيف: «إذا كنت تشعر بأن لديك فرصة للنجاح فستخوض التجربة، لكن يبدو أن الأمر لم يكن كذلك. في بعض الأحيان أعتقد أن الكثير من المدربين السود يُحرمون حتى من فرصة التقدم للوظائف، لأن الوظائف تذهب إلى نفس الوجوه القديمة».

يقول دينتون، الذي يعمل أيضا كمطور في مجال التدريب في الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم: «هناك الكثير من المدربين السود الموهوبين الذين يرغبون بشدة في العمل في كرة القدم، لكن الكثيرين منهم خارج كرة القدم الآن أو يبحثون عن وظيفة أفضل مما لديهم. هؤلاء المديرون الفنيون السود يعملون بجدية كبيرة ولديهم خبرات على أعلى مستوى ولا يقلّون بأي حال من الأحوال عن الأشخاص الآخرين الذين ينتقلون من نادٍ إلى آخر».

وعلى الرغم من حدوث زيادة طفيفة في العدد الإجمالي للمناصب التي يشغلها المديرون الفنيون السود في مجال التدريب مقارنة بالعام الماضي، فإن «شراكة لاعبي كرة القدم السود» ترى أنه لم يكن هناك «تغيير حقيقي»، وأن السلم الوظيفي للاعبين السود «يفتقد الدرجات» على الرغم من قانون تنوع القيادات في كرة القدم الذي طبقه الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم في عام 2020. وأكد تقرير صادر في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، «استمرار الأندية في تجاوز الهدف المتمثل في تعيين مدربين من السود والآسيويين والأقليات العرقية»، وهو الادعاء الذي وصفته شراكة لاعبي كرة القدم السود بأنه «يدعو للتفاؤل»».

وقال متحدث باسم الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم لصحيفة «الأوبزرفر» إن المسؤولين «يرفضون بشدة أي إشارة إلى أن البيانات المنشورة غامضة أو مضللة. وعلى الرغم من أننا نحقق تقدماً إيجابياً وملموساً من خلال نهجنا القائم على الأدلة، فإننا ندرك أيضاً أنه يمكن للجميع في هذه اللعبة القيام بالمزيد، وأن التغيير الجوهري سيستغرق بعض الوقت. سنواصل العمل مع شركائنا في كرة القدم الإنجليزية من أجل القيام بمزيد من التطور والنمو في هذا المجال المهم».

وتلقت «شراكة لاعب كرة القدم السود»، التي تأسست في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، دعوة لمناقشة تقريرها مع نواب بالبرلمان البريطاني في اجتماع تراسته ديان أبوت مؤخرا، ويأمل المدير التنفيذي للشراكة، ديلروي كورينالدي، أن يتم سماع صوتهم، ويقول: «لقد كان نقاشا جادا حول كيفية التقدم إلى الأمام وما يتعين علينا القيام به».

أما دينتون فيقول عن ذلك: «يتعين علينا أن ننظر إلى الطريقة التي يتم بها تعيين الأشخاص. يجب أن يكون هناك نظام قائم على الكفاءة، ولا يعتمد على من تكون أو من تعرف! هذه هي العادات الحقيقية التي نتطلع إلى القضاء عليها من اللعبة». ويضيف: «الخطوة التي يجب أن نتخذها إلى الأمام الآن تتمثل في القدرة على تحديد الأشخاص الجيدين وموازنة المخاطر بسهولة. ليس لدي أدنى شك في أنه إذا نظر صاحب العمل إلى كفاءتي وقارن بيني وبين المديرين الفنيين الآخرين، فإنه سيجد أنني لست أقل كفاءة على الإطلاق. لكنني لا أعتقد أن هذا هو ما يحدث على أرض الواقع. لا أعتقد أنهم على استعداد لتحمل هذه المغامرة».

ويفخر بليك بدوره الرائد مع المنتخب الإنجليزي للشباب، والذي يعني أنه تولى تدريب 18 لاعباً من الـ23 لاعباً الذين شاركوا مع المنتخب الإنجليزي الأول في نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا في مرحلة ما من مسيرتهم الكروية. وعلى الرغم من رحيله في عام 2014، فإنه شارك أيضا في عام 2018 في برنامج تدريب النخبة التابع للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم ورابطة اللاعبين المحترفين، والذي التزم بتقديم فرص «للسود والآسيويين والأقليات العرقية بهدف زيادة التنوع في جميع مجالات كرة القدم على المستوى الأعلى»، والذي أفاد العديد من المديرين الفنيين السود.

يقول بليك: «كثيراً ما أتساءل عن عدد السود الذين فُقدوا في نظامنا؛ لأن بعض المدربين لم يفهموا أنه يمكن أن تكون هناك الاختلافات الثقافية!»، لكن دينتون يعتقد أن «النجاح الحقيقي يكمن في رغبة الناس في أن نكون في هذه المناصب»، وليس مجرد وجودنا؛ لأن اللوائح تتطلب ذلك. ويقول: «إنه لمن دواعي سرورنا أن نرى أن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم والدوري الإنجليزي الممتاز يحاولان فعل شيء حيال ذلك».

ويضيف: «لكن من المحبط أنهم يحاولون منذ فترة من الوقت دون حدوث أي تغيير في طريقة التوظيف. آمل أن تأتي الفرص، وإذا سنحت لي الفرصة للحديث عن نفسي بشكل جيد في مقابلة لإحدى الوظائف، فلدي ثقة بأنني سأنجح في الحصول على الوظيفة. لكن هذه الفرص لن تظهر دون أن يكون الجميع على استعداد للتعامل مع شخص مثلي!».

*خدمة الغارديان

‫0 تعليق

اترك تعليقاً