8 مقاتلات إسرائيلية تخترق أجواء سوريا وتثير توتراً إقليمياً

8 مقاتلات إسرائيلية تخترق أجواء سوريا وتثير توتراً إقليمياً

حلّق سرب مكوّن من ثماني مقاتلات إسرائيلية، اليوم الخميس، في أجواء عدة محافظات سورية بدءًا من المنطقة الجنوبية وصولاً إلى ريف حماة الغربي، ومناطق في ريف اللاذقية وريف إدلب الجنوبي، مما أثار أجواء توتر واضحة في المنطقة.

نشرت وسائل إعلام سورية متعددة ومنصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصورًا تعدّدت من حيث مصادرها، وأكدت أنها التقطت في أجواء الجنوب السوري وفوق مدينة حمص الواقعة في وسط البلاد، وعكست هذه المواد الميدانية حضورًا مكثفًا لطائرات حربية إسرائيلية بلغ عددها ثماني مقاتلات من طراز متقدم، مما عكس تصعيدًا ملحوظًا في نشاط القوات الجوية الإسرائيلية في الأجواء السورية.

وفي تطور متزامن، لوحظ تحليق للطيران الإسرائيلي في أجواء العاصمة اللبنانية بيروت، مما شكل تصعيدًا في الممارسات الجوية الاستفزازية التي تنفذها إسرائيل في المناطق الحدودية المحيطة.

تأتي هذه الإجراءات الاستفزازية من قبل الجانب الإسرائيلي عقب يوم واحد فقط من الزيارة التي قادها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، برفقة وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إلى المنطقة العازلة داخل الأراضي السورية، وهو ما أثار ردود فعل واسعة على المستويات المحلية والدولية.

وقد قوبلت زيارة نتنياهو بموجة استنكارات واسعة النطاق من العديد من الأطراف، حيث حذرت الأمم المتحدة من هذه الخطوة ووصفتها بأنها زيارة «مقلقة» نظراً لما تنطوي عليه من انتهاك للسيادة السورية، كما أدانت وزارة الخارجية السورية بشدة هذه الزيارة، مؤكدة أنها تمثل «انتهاكًا خطيرًا لسيادة سوريا ووحدة أراضيها» وتعبّر عن تصعيد واضح في السياسات العدوانية التي تتبعها إسرائيل تجاه سوريا.

وتجسد هذه التحركات الجوية والإجراءات السياسية المتزامنة معاً مؤشرات على تصعيد متزايد في المنطقة، إذ تشكل تحليقات الطائرات الحربية الإسرائيلية في الأجواء السورية واللبنانية خطوة استفزازية تستهدف التأثير على الوضع الأمني والإقليمي، مما يعكس حالة من التوتر العالي التي تكتنف التطورات السياسية والعسكرية في تلك المناطق.

ويعكس هذا التصعيد سعي إسرائيل إلى تعزيز وجودها العسكري وجاهزيتها في المناطق الحدودية بحزم كبير، مما يثير مخاوف متزايدة بين السكان والجهات الفاعلة في سوريا ولبنان، الذين يرون في هذه التحركات تهديدًا مباشرًا للأمن واستقرار المنطقة بأسرها، وسط دعوات دولية متجددة لضرورة التهدئة ووقف أي خطوات من شأنها زيادة التصعيد العسكري.