اليوم نقاش حول قصص الغارمات في أيام القاهرة للسينما

تحت مظلة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في نسخته السادسة والأربعين، تُقام اليوم حِوارية مهمة بفندق سوفيتيل في قاعة نفرتيتي. تبدأ الساعة الرابعة بعد الظهر وتستمر حتى الخامسة والنصف مساءً، حيث يُناقش موضوع الغارمات وأصواتهن التي تُروى على الشاشة، بتنظيم مشترك مع مؤسسة مصر الخير، وتدير الجلسة الإعلامية هالة السيد. الحضور مقتصر على أصحاب البطاقات الخاصة بالمهرجان.

تسلط هذه الفعالية الضوء على قضية اجتماعية تمس فئة كبيرة من النساء في مصر، إذ تبحث في كيفية تقديم تجربتهن السينمائية بطريقة إنسانية تعبر عن معاناتهن بصدق، وتبتعد عن الأساليب النمطية التي تقلل من حجم قصتهن. يشارك في الحوار د. حنان الدرباشي، التي تتولى رئاسة قطاع الغارمات في مؤسسة مصر الخير، إضافة إلى المخرج الشاب مهند دياب، الذي يعرض خلال الجلسة اثنين من أفلامه القصيرة، مما يمهد لمناقشة عميقة حول أساليب تحويل وقائع الحياة الحقيقية إلى أعمال سينمائية تحمل صدقًا وانفعالًا مؤثرًا.

تبحث الجلسة كذلك الدور الحيوي للفن والسينما كأدوات قوية تعطي النساء المتضررات فرصة للتعبير عن ظروفهن، وتسليط الضوء على تحدياتهن التي تواجههن في الواقع. تُناقش كيف يمكن للسرد البصري أن يعكس الواقع الإنساني بكل تعقيداته، وينقل رسالة تتجاوز الصور النمطية، بهدف تغيير نظرة المجتمع وزيادة الوعي حول هذه القضية الإنسانية.

تُعد هذه الحلقة جزءًا من مجموعة من الأنشطة النقاشية التي تسعى إلى تعزيز مكانة السينما في خدمة القضايا الاجتماعية، وفتح قنوات تواصل بين الفنانين ومنظمات المجتمع المدني. ويؤكد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي من خلال هذا الالتزام، على دوره في خلق منصة للحوار الذي يجمع بين البعد الفني والإنساني، ويُسلط الضوء على قضايا تهم العصر وتعكس الواقع الاجتماعي في مصر.

تُعرف “أيام القاهرة لصناعة السينما” بأنها منبر حيوي لدعم صناعة الأفلام في المنطقة العربية وأفريقيا، حيث توفر فرصًا مهمة للتمويل، والتدريب، والتشبيك بين المبدعين والمهنيين. تضم الفعالية عدة برامج رئيسية مثل ملتقى القاهرة السينمائي، ومنتدى المحترفين، بالإضافة إلى ورش العمل التي تستهدف تطوير المهارات وتعزيز الأفكار الجديدة. أصبحت هذه المنصة من أبرز الفاعليات المهنية التي تتيح المجال لنمو المشاريع السينمائية ومساعدة المواهب الشابة على الانطلاق.

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يحمل تاريخًا طويلًا منذ تأسيسه عام 1976، ويُعد من أقدم وأهم المهرجانات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. ينظم تحت رعاية وزارة الثقافة، ويتميز بكونه حدثًا معتمدًا من الاتحاد الدولي للمنتجين، ويأتي كل سنة ليوفر فرصة فريدة للحوار بين مختلف السينمات والثقافات. كما يسعى المهرجان باستمرار إلى تعزيز حضور السينما العربية عالميًا، وجعلها جزءًا فاعلاً من المشهد السينمائي الدولي.

بهذه المبادرات، يستمر مهرجان القاهرة في دوره كمحطة رئيسية تجمع بين الفن والواقع، وتفتح أبوابًا جديدة للتعبير وقصص حقيقية تلامس قلب المجتمع، مع التأكيد على أهمية السينما كأداة تحريك اجتماعية وثقافية عميقة.