هيام عباس تبكي: فيلم باب الشمس واجب وجدى يعاني من فقدان أرضه
عبّرت الفنانة الفلسطينية والعالمية، هيام عباس، عن سعادتها الكبيرة بالتعاون مع المخرج يسري نصر الله في فيلم “باب الشمس”، مؤكدة أن يسري من المخرجين الذين تحب العمل معهم جداً، وشعرت بفخر شديد حين شاركت في هذا العمل السينمائي المميز.
خلال ندوة تكريمها في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، لم تستطع هيام أن تخفي دموعها وهي تتحدث عن الفيلم، مشيرة إلى أن قبولها للعمل فيه كان واجباً شخصياً، خاصة بعد ما عاشته أسرتها من معاناة شديدة بسبب حرب 1948، والتي أثرت على جدها الذي فقد عقله نتيجة فقدانه لأرضه، ثم توفي بعد ذلك بسبب الألم الذي ألمّ به جراء هذا المصير القاسي.
أكدت هيام عباس أن بداياتها الفنية كانت في المدرسة، حيث كانت تشارك في المسرحيات المدرسية، ووجدت منذ ذلك الحين شغفها الكبير بالتمثيل، لا سيما حين قدمت دور الأم في إحدى المسرحيات، ولاحظت تأثير أدائها على الجمهور من خلال تفاعل الحضور مع المشهد، وهو ما جعلها تدرك مدى القدرة العظيمة للفن على التأثير في المشاعر الإنسانية.
نشأت هيام في قرية صغيرة، لم تكن تضم أي مشاريع فنية مثل المسرح أو السينما، ولم تكن تحلم في تلك الفترة بالسفر أو ترك وطنها من أجل حلم الفن، بل كانت تشعر أنها تحتاج فقط إلى التنفس بحرية، بعيداً عن القيود التي فرضتها الظروف وخاصة على النساء، حيث كان من الصعب تحقيق الذات في مجال يعاني من الكثير من التحديات الاجتماعية والثقافية.
تحدثت عن صعوبة طريقها في الدخول إلى عالم الفن في ذلك الوقت، حيث لم يكن الطريق مفروشاً بالورود أمامها، لكنها لم تبتعد عن حلمها، وكانت فقط تبحث عن فرصة حقاً لتعيش شغفها وتمارس موهبتها، مشيرة إلى أنها فكرت يوماً في الابتعاد لفترة للتنفس، وربما تدرس شيئاً جديداً مثل إنشاء مدرسة سيرك في لندن، لكنها عادت لتدرك أن الفن هو جزء لا يتجزأ من كيانها، ولا يمكنها الهروب منه.
في هذا الاحتفال الخاص بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، تم تكريم هيام عباس بجائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر، تكريماً لمسيرة فنية طويلة ومميزة في السينما العربية والدولية، حيث تعتبر واحدة من أبرز الوجوه العربية في السينما العالمية، وموهبة فريدة تجسد أدواراً عميقة ومؤثرة في أعمال مثل “العروس السورية”، “غزة مون آمور”، و”الزائر”.
طوال جلستها مع الجمهور، شاركت عباس ذكريات وتجارب متعددة من مسيرتها الفنية التي امتدت لسنوات، كما تحدثت عن تجربتها خلف الكاميرا في الإخراج، حيث قدمت أفلاماً مهمة مثل “الميراث”. كما أثبتت حضورها في الأعمال الدولية من خلال مشاركتها في مسلسل “Succession” الحائز على عدة جوائز عالمية، مما رسّخ مكانتها كصوت عربي هام في صناعة السينما العالمية.
كرست هيام عباس جزءاً كبيراً من فنها لرواية القصص الفلسطينية، حاملةً لواء الثقافة الفلسطينية على مساحة العالم، متحولة إلى سفيرة فنية لوطنها، تبني من خلال أدوارها وجسارتها الجسور بين الثقافات، وباتت بذلك رمزاً حقيقياً يعكس قصص شعبها ويصل بها إلى قلوب المشاهدين في كل مكان.

تعليقات