أبطال الحياة بعد سهام واليعسوب يحتفلون بمهرجان القاهرة ويدعمون فلسطين

شهد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في نسخته السادسة والأربعين، عرض فيلم “الحياة بعد سهام” الذي أخرجه نمير عيد المسيح. جاء ذلك الحدث الكبير وسط حضور مميز على السجادة الحمراء، حيث تواجد المخرج أمير رمسيس والمنتج صفي الدين محمود للاحتفال بهذا العمل الفني المميز.

على نفس المنصة، احتفل فريق الفيلم البريطاني “اليعسوب” بالمشاركة في المسابقة الدولية. هذا الفيلم حظي باهتمام كبير من الجمهور والنقاد على حد سواء. لم تقتصر الفعاليات على الأفلام الدولية، بل شهدت السجادة الحمراء حضور صناع أفلام قصيرة، بينهم من أظهر دعمه الفلسطيني بارتداء شالات أو بادجات تحمل علم فلسطين، وهو ما أضفى بعداً إنسانياً مهماً على الحدث.

يقدم “الحياة بعد سهام” رحلة عميقة تبدأ من فقدان نمير عيد المسيح لوالدته سهام في طفولته، حيث يصورها في وثائقي طويل يمتد لـ 76 دقيقة. الفيلم يعكس رحلة بحث عن الهوية والذاكرة عبر تجربة شخصية، مستعيناً بمراجع سينمائية عدة، منها أعمال يوسف شاهين، ليبني سرداً إنسانياً يتناول الاغتراب والحب. من خلال مشاعر الفقد الأولي إلى رحلة استكشاف الماضي بين مصر وفرنسا، يخلق الفيلم مساحة للفهم والتأمل في قيمة الحنين والذاكرة.

أما فيلم “اليعسوب”، فيسلط الضوء على قصة إنسانية تدور حول علاقة غير متوقعة بين جارتين في حي هادئ. كولين تشعر بالقلق تجاه إلسي، المسنة التي تتعرض للإهمال من قبل مقدمي رعايتها. بمرور الوقت، تقرر كولين أن تتولى رعايتها بنفسها، مما يمنحها شعوراً جديداً بالمسؤولية والهدف. لكن هذه الخطوة تقودها إلى مواقف مثيرة للجدل، تكشف سوء الفهم المجتمعي للعلاقات بين كبار السن ومقدمي الرعاية.

يضم مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الحالية مجموعة مميزة من الأفلام. حيث تنافس في المسابقة الدولية 14 فيلماً، بجانب 15 فيلماً في القسم الرسمي خارج المسابقة. يضاف إليهم 8 أفلام ضمن مسابقة أسبوع النقاد، و9 أفلام في مسابقة آفاق السينما العربية. كما شهد المهرجان مشاركة 24 فيلماً في مسابقة الأفلام القصيرة، بالإضافة إلى عروض خاصة وبرامج متنوعة تشمل كلاسيكيات القاهرة وعروض منتصف الليل والأفلام المصرية المرممة، مما يعكس التنوع السينمائي الغني في المهرجان.

تأسس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1976 ليكون أول مهرجان سينمائي دولي في المنطقة العربية وأفريقيا، ومن بين القلائل المعترف بها دولياً كونه حاصل على اعتماد الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام (FIAPF). يقام المهرجان سنوياً تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية، ويعتبر منصة هامة لعرض الأفلام التي تستكشف قضايا متعددة وتفتح أفقاً للحوار السينمائي بين الثقافات.