التونسي أمين النهدي يحقق حلم الطفولة ويتعلم التمثيل من عمالقة المسرح المصري

عبر النجم التونسي أمين النهدي عن فرحته الكبيرة بتواجده في مصر، معبراً عن أن زيارته كانت حلماً يراوده منذ طفولته. جاءت تصريحات النهدي خلال تواجده في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 46، حيث عرض فيلمه الجديد “الجولة 13” ضمن مسابقة آفاق السينما العربية.

بدأ النهدي حديثه قائلاً إنه طالما حلم بزيارة مصر، التي كانت بالنسبة له مكانًا مميزًا في طفولته، مشيرًا إلى أنه كان يحلم أيضًا بالسفر إلى أمريكا وعدة بلدان أخرى، وقد تحقق له ذلك مع مرور الوقت. وأكد أن الفرحة التي يشعر بها لوجوده في مصر كبيرة جدا ولا يمكن تخيلها.

كما أوضح النهدي أن ارتباطه بالفن المصري عميق، وأن تعلّمه التمثيل بدأ في مصر منذ كان طفلاً صغيرًا. وتحدث عن تأثير جيل من كبار الفنانين المصريين عليه، منهم أمين الهنيدي والريحاني، الذين تركوا بصمة واضحة في مسيرته الفنية، وأثروا في ذائقته المسرحية والتمثيلية.

وعن دوره في فيلم “الجولة 13″، بين النهدي أن مشاركته ليست كبيرة من حيث الوقت، لكنها ذات قيمة كبيرة ومؤثرة في السياق العام للفيلم. وأكد أن الفيلم من إخراج ابنه محمد علي النهدي، وهذا يمنحه شعورًا خاصًا بالفخر والاعتزاز. وأضاف أن الأدوار لا تقاس بكبر أو صغر الممثلين، بل بأهمية الدور نفسه، وأن دوره في الفيلم يمثل فكرة انتقال الأجيال.

وأشار النهدي إلى أن هذه المشاركة تعد تجربة فريدة، متمنيًا أن ينال الفيلم إعجاب الجمهور. كما أعرب عن أمله في أن تكون هذه الزيارة التي تحقق حلمه، بداية لعودات متكررة إلى مصر، سواء عبر السينما أو من خلال الأعمال المسرحية التي يشتهر بها، مشيرًا إلى قوة حضوره المسرحي بشكل خاص.

وتحدث النهدي أيضًا عن تجربته الطويلة في المسرح، مشيرًا إلى أنه كان أول من قدم عروض “الوان مان شو” في تونس، وهي نوع من عروض المسرح يقوم فيها الممثل بدور واحد فقط، وهو نوع نادر في الوطن العربي. وأضاف أن هذه التجربة لاقت نجاحًا كبيرًا، مما يضيف لبصمته الفريدة في عالم الفن.

في سياق متصل، فيلم “الجولة 13” يقدم قصة درامية مؤثرة تروي حكاية كمال، بطل الملاكمة السابق من أفريقيا، الذي تتغير حياته كليًا بعدما يصاب ابنه بمرض خطير يهدد حياته. يعكس الفيلم صراع القوة والضعف الذي يعيشه الإنسان، ويقدم رحلة إنسانية مع زوجة كمال سامية، حيث يواجهان معًا تحديات صعبة ويمران بتجارب تستعرض موضوعات الحب، الإيمان، والتضحية.

ويشهد مهرجان القاهرة السينمائي هذا العام حضورًا مميزًا لعدد كبير من الأفلام المتنوعة، حيث تشمل المسابقات الرسمية 14 فيلمًا في المسابقة الدولية، و15 فيلمًا تعرض خارج المسابقة الرسمية. كما يشارك 8 أفلام في مسابقة أسبوع النقاد، و9 أفلام في مسابقة آفاق السينما العربية، إلى جانب 24 فيلمًا في مسابقة الأفلام القصيرة.

وتتنوع البرامج المرافقة للمهرجان لتشمل 18 فيلمًا في العروض الخاصة، و18 فيلمًا في البانوراما الدولية، و5 أفلام تُعرض في عروض منتصف الليل، إلى جانب برنامج “كلاسيكيات القاهرة” الذي يعرض 12 فيلمًا. ويضم برنامج الأفلام المصرية المرممة 21 فيلمًا، في وقت يشارك 6 أفلام في البانوراما المصرية خارج المسابقة.

تأتي مشاركة أمين النهدي في مهرجان القاهرة السينمائي، إلى جانب هذه البرامج الغنية والمتنوعة، لتعكس حيوية المشهد السينمائي العربي، وتفتح آفاقًا جديدة للتبادل الفني والثقافي بين مختلف الدول، خصوصًا بين تونس ومصر، في إطار تعميق الروابط الثقافية وتقديم أعمال فنية تلامس قضايا إنسانية حقيقية.