وزيرة الاقتصاد الألمانية تؤكد أهمية قطر كشريك اقتصادي رئيسي لألمانيا

وزيرة الاقتصاد الألمانية تؤكد أهمية قطر كشريك اقتصادي رئيسي لألمانيا

أكدت سعادة السيدة كاترينا رايشه وزيرة الاقتصاد والطاقة في جمهورية ألمانيا الاتحادية أن دولة قطر تشكل شريكاً استراتيجياً ورئيسياً لبلادها، مشيرة إلى أن العديد من الشركات الألمانية الكبرى تتطلع إلى تعزيز تعاونها مع الشركات القطرية على المستويات المختلفة، بهدف بناء شراكات متينة ومستدامة تعود بالمنفعة على الطرفين.

وأوضحت الوزيرة أن وفداً ضخماً يضم 20 شركة ألمانية بارزة تنتمي إلى قطاعات متنوعة قد رافق الوفد الرسمي إلى قطر، وذلك من أجل إقامة تحالفات استراتيجية مع نظيراتها القطرية، مضيفة أن هناك عشرات الشركات الألمانية الأخرى أعربت عن رغبتها في المشاركة والاستفادة من الفرص التي يتيحها التعاون المشترك.

شراكة قوية

وخلال اجتماع رسمي عُقد في مقر غرفة قطر بحضور سعادة الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني رئيس مجلس إدارة الغرفة، أكدت الوزيرة رايشه أن التبادل التجاري بين قطر وألمانيا يعكس حقيقة حجم وقوة الشراكة الوثيقة التي تجمع البلدين على مدار السنوات الماضية، مشيرة إلى أن هذه العلاقات التجارية المتنامية تدعم تعزيز التعاون الاقتصادي في مختلف المجالات التي تخدم مصالح الطرفين.

كاترينا رايشه: نمو الناتج المحلي وقوة الاقتصاد القطري يتيحان فرصاً كبيرة للشراكة

وأكدت الوزيرة أن النمو المتسارع في الناتج المحلي الألماني إلى جانب القوة الاقتصادية الكبيرة التي تتمتع بها قطر، والتي يتوقع أن تحقق معدلات نمو تصل إلى 5% في الأعوام المقبلة، تتيح فرصاً واعدة لتعزيز الشراكة والتعاون في مختلف المجالات، لا سيما في الصناعات التكنولوجية والمبتكرة التي تشهد تطوراً سريعاً.

وأضافت وزارة الاقتصاد والطاقة الألمانية أن هناك نحو 100 شركة ألمانية تتابع باهتمام بالغ التحولات الرقمية والتكنولوجية المتسارعة التي تشهدها قطر، مؤكدًة استعداد تلك الشركات للمشاركة الفعالة في مشاريع التحول الرقمي المتنوعة التي تدفع بها الدولة قدماً نحو المستقبل.

G6HneLGWYAAXfDf
وعلى هامش الزيارة، نظمّت غرفة قطر لقاءً للطاولة المستديرة بين الوفد الألماني وعدد من كبار رجال الأعمال القطريين في مقر الغرفة، حيث تم خلال اللقاء التباحث حول سبل تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين، بالإضافة إلى مناقشة المناخ الاستثماري في كل من قطر وألمانيا، والفرص الواعدة المتاحة في كلا السوقين، فضلاً عن الدور الحيوي للقطاع الخاص في دعم وتعزيز حجم التجارة البينية.

كما تناول اللقاء استعراض إمكانيات التعاون المتزايد في عدد من القطاعات الاقتصادية الحيوية مثل الطاقة، الصناعة، وتكنولوجيا المعلومات، مع تركيز خاص على المجالات التي تشهد تطوراً مستمراً وتوفر فرصاً تجارية واستثمارية في المستقبل القريب.

من جانبه، أكد سعادة الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني رئيس مجلس إدارة غرفة قطر على أهمية تسريع وتطوير التعاون الاقتصادي بين البلدين، مؤكداً على أن هناك رغبة قوية للارتقاء بهذه الشراكة لتنفتح على آفاق أرحب وأكبر، بخاصة وأن العلاقات بين قطر وألمانيا تشهد زخماً متزايداً في كافة المجالات الاقتصادية.

نموذج ناجح

وأشار سعادته إلى أن ألمانيا تمثل نموذجاً رائداً في مجالات التصنيع المتقدم والابتكار التقني، حيث لعبت عبر تاريخها دوراً بارزاً كواحدة من الأعمدة الاقتصادية العالمية، مشدداً على أن غرفة قطر تفخر بوجود العديد من الشركات الألمانية ذات الخبرات التقنية العالية والمعايير العالمية المشهودة كشركاء أساسيين أو كشركات مستقلة تساهم في تنفيذ مشاريع ضخمة داخل قطر.

G6HneLBW8AEIzgo
كما أشار إلى أن دولة قطر قد برزت بدورها كقوة اقتصادية ناشئة تستفيد من موقعها الاستراتيجي وبنيتها التحتية المتطورة، إضافة إلى مرافقها اللوجستية المتقدمة التي تؤهلها لتكون مركزاً تجارياً وصناعياً متطوراً، وذلك في إطار استراتيجية القيادة الرشيدة التي تركز على بناء الإنسان القطري وتأهيله معرفياً وعلمياً، حيث يكمن الاستثمار الحقيقي في تطوير القدرات البشرية بالإضافة إلى بناء اقتصاد معرفي متنوع قادر على جذب الاستثمارات النوعية وتعزيز البنية التحتية لجعل قطر مركزاً إقليمياً وعالمياً للأعمال.

رئيس غرفة قطر: اللقاء مع الوفد الألماني يعتبر خطوة عملية نحو مستقبل اقتصادي أكثر قوة للبلدين

وأوضح سعادة رئيس غرفة قطر أن حجم التبادل التجاري بين قطر وألمانيا وصل إلى نحو 6.6 مليار ريال قطري في العام 2024، مؤكداً أن اللقاء مع الوفد الألماني يمثل خطوة عملية مهمة نحو تعزيز مستقبل اقتصادي أكثر قوة بين الدولتين، حيث يساهم استمرار الحوار وتبادل الخبرات وتفعيل الشراكات الاستثمارية في فتح آفاق أوسع للتعاون المثمر.

كما سلّط الضوء على الاستثمارات القطرية المتنوعة في ألمانيا والتي تغطي عدة قطاعات، موضحاً أن ذلك يعكس الثقة الكبيرة التي توليها قطر للاقتصاد الألماني، وفي المقابل يشيد الجانب القطري بمساهمات الشركات الألمانية العاملة في قطر والتي تلعب دوراً فعالاً في تطوير مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية.

G6HneLCWMAA1hij
وأكد سعادة الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني أن غرفة قطر، استناداً إلى الشراكة الثابتة والمتجددة بين البلدين، على أتم الاستعداد لتقديم جميع التسهيلات الممكنة إلى مجتمع الأعمال في كلا البلدين، لدعم وتعزيز سبل التعاون التجاري والصناعي، مشدداً على ضرورة استغلال الفرص الاستثمارية الواعدة بشكل خاص في مجالات التصنيع، والتكنولوجيا المتقدمة، مع التركيز على تقنيات الذكاء الاصطناعي، الطاقة النظيفة، الرعاية الصحية، الرياضة، التعليم، والعديد من القطاعات الواعدة الأخرى التي تشكل مستقبل التنمية الاقتصادية المستدامة.

خلال النقاشات التي جرت بين رجال الأعمال ورؤساء الشركات من كلا الجانبين، تم التوافق على ضرورة توسيع نطاق التعاون وإقامة تحالفات تجارية مشتركة في مجالات متعددة، خاصة في قطاع الطاقة، الذكاء الاصطناعي، التحول الرقمي، تقليل الانبعاثات الكربونية، الأقمار الصناعية، تكنولوجيا الفضاء، والطيران، بما يعزز الموقع التنافسي للبلدين على الصعيد الدولي ويدعم توجهاتهما المستقبلية في التنمية الاقتصادية.