محمد قبلاوي يحذر من تأثير قرصنة الأفلام على السوق السينمائي والتقنية
ناقش المخرج الفلسطيني محمد القبلاوي قضية قرصنة الأفلام خلال ندوة خاصة أقيمت ضمن فعاليات الدورة السادسة والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. الندوة التي جاءت تحت عنوان “مهرجانات والبث الرقمي: التوزيع والرؤية” شهدت حضور مجموعة من المتخصصين في صناعة السينما، من بينهم أحمد فاضل من فريق محتوى منصة “watch it”، بالإضافة إلى المخرج محمد طارق، بينما أدارت الجلسة جين مايكل فوردون.
في حديثه، أشار محمد القبلاوي إلى أن ظاهرة القرصنة تؤثر سلبًا على جودة التقنية المستخدمة في تصوير الأفلام، مما يضعف السوق السينمائي ويؤثر على حقوق صناع العمل. ودعا الجمهور إلى دعم صناعة السينما من خلال متابعة الأفلام بصورة قانونية، سواء عبر المنصات الرقمية أو من خلال حضور المهرجانات والذهاب إلى دور السينما. هذه الخطوة، حسب القبلاوي، تعزز من تجربة المشاهدة وتحافظ على استمرارية الإنتاج الفني.
من جانبه، أكد أحمد فاضل أن جهودًا حقيقية تُبذل للحد من القرصنة التي تمثل تحديًا كبيرًا لجميع العاملين في هذا المجال، مشيرًا إلى أهمية التجربة السينمائية التي لا يمكن تعويضها بالمشاهدة عبر الأجهزة الصغيرة مثل الهاتف المحمول. وأوضح فاضل أن الذهاب إلى السينما يضيف قيمة خاصة للمشاهد، تجعل من مشاهدة الفيلم تجربة متكاملة وممتعة، تتجاوز مجرد متابعة القصة، وهو ما يعزز دعم الصناعة ويساهم في تطورها.
في هذا السياق، يظل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي منصة بارزة تجمع بين الفن والاحترافية، حيث يعكس حضور السينما العربية والعالمية على نطاق واسع. تأسس المهرجان في عام 1976، ويعد من أقدم وأهم المناسبات الفنية في المنطقة، معتمدًا رسميًا من الاتحاد الدولي للمنتجين السينمائيين “FIAPF”. يقام المهرجان سنويًا تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية، حيث يجمع بين العروض الفنية واللقاءات المهنية التي تعزز الحوار الثقافي وتدعم المشاريع السينمائية.
من خلال دوره في دعم صناعة السينما، يوفر المهرجان فرصة للمبدعين وعشاق السينما على حد سواء لالتقاء الثقافات المختلفة والتعرف على آفاق جديدة في عالم الأفلام. ويعتبر المهرجان منصة حيوية لنشر الأفلام العربية، مما يسهم في تعزيز مكانتها على الساحة الدولية وتشجيع الإنتاجات الجديدة، إلى جانب حماية حقوق المبدعين ومكافحة أشكال القرصنة التي تضر بالمجال.
تأتي هذه الندوة ضمن مساعي مهرجان القاهرة السينمائي لتعزيز الوعي بأهمية التوزيع القانوني وحماية حقوق الملكية الفكرية، وتأكيدًا على أهمية المشاركة الجماهيرية في العملية السينمائية. ويأمل المشاركون في الندوة أن تثمر هذه النقاشات عن حلول واقعية تدعم الإبداع السينمائي، وتقلل من تأثير القرصنة على السوق، بما يضمن استدامة الفن السينمائي وحماية مستقبل صناع الأفلام.
وفي ظل تزايد الاعتماد على المنصات الرقمية في عرض الأفلام، يرى الخبراء ضرورة التعاون بين جميع الأطراف المعنية، من صناع أفلام ومنصات ومشاهدين، للحفاظ على جودة المحتوى وضمان حقوق الجميع. هذه الجهود المشتركة تخلق بيئة أكثر أمانًا للفنانين والجمهور، وتفتح أفقًا أوسع لنمو هذه الصناعة الحيوية.

تعليقات