ذكرى رحيل خيرية أحمد: رائدة الكوميديا في الدراما المصرية
تحل في 19 نوفمبر 2025، الذكرى الرابعة عشرة لوفاة الممثلة خيرية أحمد، التي رحلت عن عالمنا في 19 نوفمبر 2011.
كانت خيرية وجهاً مألوفاً لدى الجمهور المصري، وتركزت شهرتها في الأعمال الكوميدية، حيث جسدت أدواراً مميزة، سخرت من التفاصيل اليومية، وأضحكت شرائح واسعة من المشاهدين.
ولدت باسم سمية أحمد إبراهيم، ونشأت في أسرة فنية، فهي الأخت الصغرى للفنانة سميرة أحمد، وعاشت تجربة زواج من المؤلف والممثل يوسف عوف، الذي شاركها جزءاً من الحياة الشخصية والمهنية.
انطلقت من المسرح، بدايةً مع فرقة المسرح الحر، وهناك صقلت موهبتها في عروض مثل “مراتي بنت جن” و”عبد السلام أفندي”، وتكوّن لدى الجمهور انطباع عن حسها الكوميدي الفريد.
لم تقتصر مشاركاتها على فرقة واحدة، بل تنقّلت بين فرق مسرحية عدة، من بينها فرقة ساعة لقلبك، وفرقة إسماعيل ياسين، وفرقة الريحاني، مما منحها خبرة واسعة على الخشبة.
قدمت أدواراً قصيرة وطويلة على المسرح، وظهرت في مسرحيات عرفت بطابعها الكوميدي، مثل “ممنوع الستات” و”العبيط”، إضافةً إلى “أختي سميحة” و”الطرطور” و”طبق سلطة”.
كما لعبت دوراً مؤثراً في الإذاعة، حيث كانت من نجوم برنامج “ساعة لقلبك” في خمسينيات القرن الماضي، وساهمت في نشر روح الفكاهة عبر الأثير.
على شاشة التلفزيون، شاركت خيرية في عشرات المسلسلات، وخلّفت في الذاكرة أعمالاً تراوحت بين الكوميديا والدراما، منها “قلب ميت” و”سلطان الغرام”.
كما برزت في أعمال أخرى مثل “أولاد الشوارع” و”علي يا ويكا”، و”سوق الخضار” و”عفاريت السيالة”، وهي عناوين لا تزال تذكرها الأجيال القديمة والجديدة.
واستمرت في العمل حتى قرب نهاية حياتها، حيث عُرض لها بعد رحيلها أعمال تلفزيونية، منها “أزواج في ورطة” و”فرح العمد”، مما يبرز استمرار أثرها الفني بعد الوفاة.
رحلت خيرية أحمد بعد مسيرة حافلة بالضحك والوجع، وتركّت أثراً متشابكاً بين الكوميديا والجانب الإنساني، وقد صارت جزءاً من ذاكرة المسرح والتلفزيون المصري، يتذكرها الجمهور بحب.
تظل أعمالها شاهداً على موهبة بسيطة، لكنها قوية في التوصيل، وقدرتها على تحويل موقف واحد إلى مشهد لا يُنسى، وبذلك حفظت لنفسها مكانة في صفحات الفن الوطني.

تعليقات