اليورانيوم عالمياً: توزيع الملكية ومخاطره
يشيع الاعتقاد بأن اليورانيوم مادة نادرة، لكن الواقع مختلف تماماً، فوجوده في القشرة الأرضية أكبر من وجود الذهب والفضة، ويؤدي دوراً محورياً في أنظمة الطاقة الحديثة.
اليورانيوم هو وقود مفاعلات الطاقة النووية، ويشغِّل مئات المفاعلات حول العالم التي تسهم بحصة ملحوظة من توليد الكهرباء العالمي.
مع عودة الاهتمام بالطاقة النووية ضمن خيارات الطاقة النظيفة، صار اليورانيوم مورداً استراتيجياً، لأن خواصه الفيزيائية تسمح بإنتاج طاقة عالية الكثافة وبانبعاثات كربونية منخفضة.
تتصاعد الاستثمارات والطلبات على هذا المعدن، إذ تشير دراسات سوقية إلى نمو ملموس في حجم سوق اليورانيوم خلال السنوات القادمة، مع توقعات بزيادات مالية ونِمَاء سنوي مستمر.
تبقى سمعة اليورانيوم محاطة بالقلق لأسباب عسكرية وتاريخية، فتاريخه مرتبط بتطوير القنابل النووية والاستخدامات العسكرية الأخرى، وهذه الصورة تجعل الكثيرين يعتبرونه أخطر العناصر في الأرض.
من الناحية الكيميائية، اليورانيوم عنصر يحمل الرمز U والعدد الذري 92، ينتمي إلى سلسلة الأكتينيدات، وتملك ذراته 92 بروتوناً و92 إلكتروناً، والنسب الأكثر شيوعاً في الطبيعة هي نظيراً اليورانيوم-238 واليورانيوم-235.
كثافته عالية، تقترب من كثافة الذهب وتتجاوز كثافة الرصاص، وهذه الكثافة تفسّر جزءاً من صفاته الفيزيائية والصناعية.
تتركز احتياطيات اليورانيوم العالمية في عدد محدود من البلدان، حيث تملك ثلاث دول الحصة الأكبر من الموارد القابلة للاستغلال، وتمثّل هذه الدول أكثر من نصف الاحتياطيات المعروفة.
تتصدر دولة واحدة القائمة باكتشافات ضخمة تفوق المليون ونصف المليون طن، وهو احتياطي ضخم يتركز في منجم كبير على بعد نحو 600 كيلومتر شمال مدينة رئيسية، كما يحتل هذا المكمن مكانة مهمة أيضاً ضمن رواسب النحاس.
بلدان أخرى تحوز حصصاً ملحوظة أيضاً، فبعضها يمتلك نحو ثمانية في المئة من الاحتياطيات لكلٍ منها، بينما تملك دول مثل جنوب أفريقيا والبرازيل والنيجر نسباً متقاربة تقارب الخمسة في المئة، وتظهر دولة شديدة النمو في الصناعة حصة أصغر نسبياً تصل إلى نحو ثلاثة في المئة.
التاريخ العلمي لليورانيوم يمتد إلى القرن الثامن عشر، إذ تم اكتشافه عام 1789 بواسطة كيميائي ألماني أطلق عليه اسماً مشتقاً من كوكب أورانوس، وكان الاكتشاف في البداية لأكسيد اليورانيوم وليس عنصراً نقياً، ثم عزل باحث فرنسي اليورانيوم النقي لاحقاً عبر معالجات كيميائية.
في منتصف القرن التاسع عشر ظهر اكتشاف من شأنه تغيير فهمنا للطبيعة، فعالم فرنسي لاحظ نشاطاً إشعاعياً ينبعث من أملاح اليورانيوم أثناء دراسته، وهذه الملاحظة مهدت الطريق لأبحاث لاحقة حازت على اعتراف دولي.
في عام 1938، كشف علماء ألمان ظاهرة انشطار نواة اليورانيوم عندما تُقصف بالنيوترونات، وهي عملية تولد حرارة هائلة من كميات صغيرة جداً من المادة، وهذه الخاصية هي ما يجعل اليورانيوم وقوداً ذا طاقة مركَّزة للغاية.

تعليقات