إلديكو إنيدي رفضت عروضًا كثيرة للحفاظ على استقلالية أفلامها
وصلت محاضرة المخرجة الهنغارية إلديكو إنيدي إلى المسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية، وسط حضور لافت من مهنيي السينما والجمهور.
بدأت المحاضرة بعنوان “شاعرية الواقع”، وأدارها الناقد محمد طارق، المدير الفني للمهرجان. الحضور استمع إلى مقاطع شخصية ومهنية عن مسيرة ممتدة. بعض الجمل كانت موجزة، وأخرى احتوت على تفاصيل فنية دقيقة.
أوضحت إنيدي أنها رفضت عروض إنتاجية كثيرة طوال مسيرتها. رفضت، واحتفظت ببطاقة أخيرة لن تشارك من دونها. قالت إن لكل مخرج حدودًا، ويجب احترامها، لأن العمل تحت قيود لا يصنع عملاً جيدًا.
أشارت إلى مثال من تاريخ السينما، وذكرت أورسون ويلز في سياق التحذير من الاستسلام لصيغة تجارية مضمرة. وأضافت أن الإبداع يتطلب مجالًا للحرية، وإلا تحول الجهد إلى محاولة فاشلة.
حول مسألة التمويل، وصفت الحصول على المال لأي مشروع بأنه معجزة. تجربة فيلمها الأول كانت صعبة، وواجهت صعوبات كبيرة في تأمين التمويل. ورفضت، أن تقدم تنازلات قد تضر بالفيلم.
تطرقت إنيدي إلى أدوات التصوير وأساليب العمل. شهدت مراحل تقنية متعددة بين الشريط والرقمي. في فيلم Silent Friend عاد فريقها إلى شريط 16 ملم بعد أكثر من ثلاثين سنة، وكانت التجربة مدهشة، ومع ذلك، تعاملوا مع الرقمي بنفس الاحترام، واستغلّوا إمكانياته كجزء من التعبير الفني.
قالت إنيدي إنها لا تسعى دائمًا لاقتناء أحدث الأدوات، فالتكنولوجيا تتغير بسرعة. القرار مرتبط بما يخدم المشروع ويثير حماس صُنّاعه، لا بما هو جديد فحسب.
كرّم المهرجان إنيدي هذا العام بمنحها جائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر. التكريم جاء اعترافًا بمسيرة فنية غنية، وبقدرتها على إحداث تأثير واضح في السينما الأوروبية والعالمية.
أعمالها معروفة بصياغة لغة سينمائية شاعرية، تمزج الواقع بالخيال، وتحول لحظات إنسانية بسيطة إلى تأملات عميقة حول الحب والزمن والوجود. من بين أفلامها التي تركت أثرًا: My Twentieth Century، On Body And Soul، وSilent Friend الذي عُرض في مهرجان فينسيا 2025.
حملت المحاضرة أيضًا لمحات عن بحث إنيدي الدائم عن التوازن بين الخيال والصدق الفني. أكدت أن السينما فعل تعاطف، وتهدف إلى خلق دهشة لدى المشاهد.
في سياق المهرجان عُرضت معلومات عن أيام القاهرة لصناعة السينما، كمنصة لدعم مشاريع من العالم العربي وأفريقيا. توفر الأيام تمويلًا، وبرامج تدريب، وفرص تشبيك بين صُنّاع الأفلام وخبراء دوليين، وهي اليوم حدث مهني هام لمن يسعى لتطوير مشروع أو مهارة.
أشار المتحدثون إلى أن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يظل من أعرق المناسبات في المنطقة، منذ تأسيسه عام 1976، ويحافظ على توازنه بين البعد الفني والمهني، ليبقى منصة للحوار الثقافي وتعزيز حضور السينما العربية على الساحة الدولية.

تعليقات