الكرملين: صفقة مقاتلات فرنسا لأوكرانيا تؤجج الحرب وتهدد بتصعيد
18/11/2025 الساعة 23:00 (بتوقيت الدوحة)
نددت موسكو، اليوم الثلاثاء، بإعلان باريس وكييف توقيع اتفاق يهدف إلى تمكين أوكرانيا من اقتناء نحو مئة مقاتلة من طراز رافال، معتبرة أن هذه الخطوة تزيد من حدة النزاع، وتؤجج منسوب العسكرة وتدعم المواقف المؤيدة للحرب، وهو تقييم حمله الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمام الصحفيين، حين قال إن فرنسا لا تساهم بأي شكل في جهود إحلال السلام، بل تسهم في تصعيد المواجهة عبر مثل هذه الصفقات.
جاء موقف موسكو بالتزامن مع إعلان وقّعه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش زيارة رسمية لزيلينسكي إلى باريس، حيث أصدرا «إعلان نوايا» يحدد خطوط الإمدادات الدفاعية المستقبلية لكييف ويشمل التزامات بشراء مئة طائرة مقاتلة من طراز رافال خلال الأعوام المقبلة، وهو ما اعتُبر خطوة بارزة في مسار تعزيز القدرات الجوية الأوكرانية.
وقّع الرئيسان المذكرة خلال لقاء عقد في قاعدة فيلاكو باي الجوية قرب العاصمة الفرنسية، في إطار زيارة رسمية تعد التاسعة للرئيس زيلينسكي إلى فرنسا منذ اندلاع الحرب الروسية–الأوكرانية، حيث جرى التوصل إلى صيغ للتعاون الدفاعي تتضمن عناصر لوجستية وفنية مرتبطة بعملية الشراء ونطاق زمني مبدئي للتوريد.
وسعى المتحدث الرئاسي الروسي إلى إبراز الرسالة السياسية للاتفاق، مشيرا إلى أن تحركات من هذا النوع تزيد من تعقيد المشهد الدولي وتنعكس سلبا على فرص تحقيق تسوية، بينما يقرأ مسؤولون غربيون الصفقة على أنها محاولة لردع المزيد من التوسع العسكري عبر تعزيز قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها، وهو سرد متباين يوضح عمق الانقسام في القراءات الدولية للتطورات.
تبقى تفاصيل الجدول الزمني للتوريد وآجال التسليم والالتزامات الفنية واللوجستية موضوع متابعة دقيقة من الأطراف المعنية، مع توقع أن تشهد المناقشات القادمة بين باريس وكييف مزيدا من التنسيق بشأن تدريبات الصيانة والتكامل العملياتي للطائرات في منظومة الدفاع الأوكرانية، بينما تتعقب موسكو هذه التحركات بقلق معتبرة أن مثل هذه الاتفاقات تصعد من حدة الصراع بدلا من تمهيد طريق للحل.

تعليقات