الهيئة العامة للطيران المدني تستضيف ورشة عمل لتعزيز سلامة الطيران والابتكار

الهيئة العامة للطيران المدني تستضيف ورشة عمل لتعزيز سلامة الطيران والابتكار

حول التداخل في ترددات أنظمة الملاحة بالأقمار الصناعية

18/11/2025 الساعة 21:55 (بتوقيت الدوحة)

تستضيف الهيئة العامة للطيران المدني ورشة عمل مشتركة ينظمها المكتبان الإقليميان لمنظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) في منطقتي أوروبا وشمال الأطلسي (EUR/NAT) والشرق الأوسط (MID)، وقد انطلقت فعاليات الورشة اليوم وتمتد على مدار ثلاثة أيام، وتهدف إلى جمع الدول ومزودي الخدمات وأصحاب المصلحة في قطاع الطيران لمناقشة التحديات المتصاعدة المرتبطة بالتداخل في الترددات اللاسلكية لأنظمة الملاحة العالمية عبر الأقمار الصناعية GNSS RFI، كما توفر الورشة مساحة تقنية رفيعة لمشاركة المعارف والخبرات وتعزيز التنسيق الإقليمي والدولي بين الجهات المعنية.

خلال الجلسة الافتتاحية أعرب محمد بن فالح الهاجري، المكلّف بتسيير أعمال الهيئة، عن شكره لمنظمة إيكاو والمنظمين والوفود المشاركة على حضورهم ومساهماتهم، مشدداً على أهمية توحيد الجهود بين الدول والجهات التشغيلية والجهات الفنية للتعامل مع أخطار التداخل، ودعا إلى مشاركة فاعلة تبادل الخبرات والرؤى وبناء شراكات مستدامة تعزز القدرة على الاستجابة للحوادث وتقليل آثارها على أمن وكفاءة النقل الجوي.

أكد الهاجري في كلمته التزام دولة قطر بتعزيز سلامة وكفاءة الطيران عبر العمل المشترك مع إيكاو والشركاء الإقليميين والدوليين، مشيراً إلى أن استضافة الورشة تمثل ترجمة عملية للجهود الرامية إلى تعزيز مرونة ومتانة أنظمة الملاحة بالأقمار الصناعية، التي تشكل ركناً أساسياً في بنية الملاحة الجوية الدولية لما توفره من خدمات حيوية للملاحة والتوقيت والمراقبة، ولفت إلى أن تطوير قدرات الكشف والتصدي للتداخلات يعد محوراً جوهرياً للحفاظ على استمرارية العمليات الجوية وسلامة المسافرين والطواقم.

تركز محاور الورشة على تعزيز الحوار الإقليمي حول الآثار التشغيلية للتداخل في الترددات اللاسلكية، واستكشاف سبل تحسين آليات الإبلاغ وتبادل المعلومات بين الجهات المعنية، وتطوير استراتيجيات التخفيف والقدرة التشغيلية للتعامل مع حالات فقدان الإشارة أو تشويشها، كما تسعى الجلسات إلى تشجيع تبادل الخبرات التقنية والتشغيلية بين المشاركين وتنسيق الإجراءات لحماية البنية التحتية لأنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية، مع التركيز على بناء قدرات وطنية وإقليمية متناسقة ودعم ممارسات موحدة لرصد الحوادث والاستجابة لها.

تشمل فعاليات الورشة جلسات فنية وعروضاً تقديمية لحالات عملية ودراسات ميدانية وحلقات نقاش متخصصة، كما تتضمن ورش عمل تطبيقية تهدف إلى اختبار آليات الإبلاغ والتنسيق بين الجهات التنظيمية ومشغلي الملاحة وموردي الأنظمة، وتُعد هذه الأنشطة فرصة لتعزيز التعاون بين أوروبا وشمال الأطلسي والشرق الأوسط من أجل الخروج بتوصيات عملية وإطارات عمل يمكن أن تسهم في وضع معايير إقليمية ومحلية موحدة، كما من المتوقع أن تثمر الورشة عن مبادرات تدريبية وبرامج تبادل معرفي لدعم تنفيذ الحلول التقنية والإجرائية المستخلصة.

تُختتم أعمال الورشة بإعداد ملخص وتوصيات عملية ترسخ ممارسات التنسيق والتبادل، كما سيتم تشجيع متابعة مستمرة بين المشاركين لتطبيق ما تم الاتفاق عليه وتعزيز آليات المتابعة وتبادل المعلومات الفنية، ويمثل هذا الحدث خطوة مهمة نحو تقوية منظومة الحماية لأنظمة الملاحة بالأقمار الصناعية ورفع جاهزية القطاع الجوي لمواجهة مخاطر التداخل، بما يضمن استمرار تقديم خدمات آمنة وموثوقة للملاحة الجوية الدولية.