«ثقافي المكفوفين» ينظم محاضرة مرتقبة حول الدعم النفسي لأسر الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية

«ثقافي المكفوفين» ينظم محاضرة مرتقبة حول الدعم النفسي لأسر الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية

18/11/2025 الساعة 19:13 (بتوقيت الدوحة)

المركز القطري الثقافي للمكفوفين يسلط الضوء على الدعم النفسي لأسر ذوي الإعاقة البصرية

نظم المركز القطري الثقافي للمكفوفين محاضرة علمية حملت عنوان “الدعم النفسي لأسر الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية”، وذلك في مقر المركز بمناسبة اليوم العالمي للطفل 2025، حيث وفّرت الفعالية منصة للتوعية المهنية والتبادل المجتمعي حول احتياجات الأطفال ذوي الإعاقة البصرية وأساليب دعم أسرهم، كما ركزت الفعالية على دمج البُعد النفسي مع الخدمات الاجتماعية والتربوية لضمان رعاية شاملة ومستمرة.

قدم المحاضرة الدكتور طارق العيسوي، مستشار الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، الذي استعرض خلال كلمته خبراته العملية والنظرية في ميدان التأهيل والدعم الأسري، مؤكداً أن إشراك الأسرة كعنصر أساسي في مسارات الرعاية يعزز من نتائج التدخلات، كما شرح آليات عمل الفريق متعدد التخصصات وسبل تفعيل دور الأسرة في المتابعة والتأهيل اليومي للطفل، مما يجعل الجهود أكثر استقراراً وفاعلية.

وقدم الدكتور العيسوي قراءة تحليلية للحاجات النفسية التي تواجه الأسر، مبيّناً أهمية توفير دعم مستمر للأسرة بصفتها الشريك الأول في رعاية الطفل، كما عرّج على الفئات الأكثر حاجة للرعاية داخل المجتمع، مشيراً إلى أن الدولة تعمل على توفير منظومة متكاملة من الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية، والتي تسهم في تعزيز جودة حياة هذه الفئات وإتاحة سبل دمجهم في المجتمع بشكل فاعل.

كما تناول المحاضر الأمراض النفسية الشائعة بين مختلف الفئات العمرية، مبيناً أن المراهقين والنساء وكبار السن، إضافةً إلى من يعانون من الأمراض المزمنة أو ضغوطات شديدة، هم الأكثر عرضة لاضطرابات نفسية، وشرح كيف تتقاطع عوامل السن والجنس والوضع الصحي مع الضغوط البيئية والاجتماعية لتؤثر على الصحة النفسية، مبرزاً أهمية الكشف المبكر والتدخل النفسي المبني على الأدلة للحد من تفاقم الحالات.

وتوسع الدكتور العيسوي في شرح أنواع الدعم النفسي المتاحة، بدءاً من المشورة النفسية الفردية والجماعية ووصولاً إلى برامج الدعم النفسي الأسري وأنشطة التدريب على المهارات التكيفية، كما نوّه إلى دور مجموعات الدعم الأقران، والخدمات الترفيهية المهيكلة، وبرامج الاستراحة الأسرية في تقليل الضغوط، موضحاً أن تنويع أشكال الدعم يسهم في رفع قدرة الأسر على التكيف وتحسين الأداء اليومي في رعاية أفرادها من ذوي الإعاقة.

وفصل المحاضر مجموعة من الإرشادات العملية للتعامل الإيجابي مع الضغوط، مطالباً بترتيب الأولويات وبناء برامج دعم ملموسة تتضمن تقييمًا منتظماً للحالة، وتدريبات على إدارة الضغوط، وتعزيز مهارات التواصل داخل الأسرة، وأضاف توصيات ملموسة حول كيفية الوصول إلى خدمات المتخصصين وربط الأسر بشبكات الدعم المجتمعي والمحلي التي توفر موارد تعليمية ونفسية، مؤكداً أن الدعم النفسي يشكل ركناً أساسياً في تحسين جودة الحياة وتمكين الأسرة من مواجهة تحدياتها بثقة أكبر.

تأتي هذه الفعالية في إطار مشاركة المركز القطري الثقافي للمكفوفين في الاحتفال باليوم العالمي للطفل الذي يُصادف 20 نوفمبر من كل عام، وهي مناسبة دولية تبرز حقوق الأطفال وضرورة توفير بيئة آمنة وداعمة تضمن نموهم وتطورهم الشامل، كما مثلت المحاضرة فرصة لتعزيز الشراكات بين الجهات الحكومية والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الأكاديمية من أجل تعزيز برامج الدعم المتكاملة.

واختتمت الفعالية بتبادل خبرات بين الحضور والمختصين حول خطط تنفيذية مستقبلية لتعزيز ممارسات الدعم النفسي والتأهيلي داخل الأسر والمؤسسات، مع التأكيد على ضرورة استمرار الجهود التوعوية والتثقيفية لتأمين بيئة داعمة للأطفال ذوي الإعاقة البصرية وأسرهم، بما يضمن لهم فرص نمو متكافئة وحياة كريمة داخل المجتمع.