هواوي تطلق تقنيات ذكاء اصطناعي لتعزيز أداء وحدات معالجة الرسوميات وتفتح آفاقًا جديدة
هواوي تطلق تقنية بنية تحتية للذكاء الاصطناعي لتعزيز استغلال الرقائق
أعلنت شركة هواوي الصينية العملاقة للتكنولوجيا عن إطلاق تقنية جديدة مخصصة للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي، تهدف إلى مضاعفة كفاءة استخدام وحدات معالجة الرسوميات (GPUs) والرقاقات العصبية (NPUs)، وتأتي المبادرة ضمن جهود الشركة لتحسين الأداء التشغيلي لمراكز البيانات وتقليل الفاقد في استغلال القدرات الحاسوبية، مع نهج يرتكز على ابتكارات برمجية تلغي قيود العتاد جزئياً.
وأوضحت هواوي أن التقنية المتطورة ستزيد معدل استغلال الرقائق إلى نحو 70% مقارنة بمستويات الاستغلال الحالية التي تترواح بين 30 و40%، وتحقق هذا التحسن من خلال سلسلة من التحسينات البرمجية، بما في ذلك خوارزميات إدارة الموارد وتقنيات التجميع الذكي التي تعيد توجيه الأحمال وتوازنها بين وحدات المعالجة، الأمر الذي يساعد على تعظيم الإنتاجية دون الانتظار لتحديثات العتاد المكلفة.
تركز حلول الشركة الجديدة على دمج الخوارزميات والبرمجيات وتقنيات التجميع لتجاوز الحدّيات المفروضة على رقاقات الذكاء الاصطناعي الفردية في السوق المحلية، وهو توجه يتيح لمشغلي مراكز البيانات التعامل مع نماذج ذكاء اصطناعي ثقيلة ومتزايدة التعقيد، مع تحسين زمن الاستجابة وكفاءة استهلاك الطاقة، بينما تظل البنية التحتية قابلة للتوسع والتكيّف مع متطلبات التطبيقات الصناعية والتجارية.
تقوم هواوي حالياً بالترويج لنظام CloudMatrix 384 كنظام حوسبة فائق الحجم، حيث يجمع هذا النظام رقاقات Ascend للتعامل مع الأحمال الثقيلة للذكاء الاصطناعي داخل مراكز البيانات، ويُصمم النظام لاستيعاب تجميع واسع النطاق يربط بين وحدات متعددة بطريقة تقلل عنق الزجاجة وتعزز من قابلية التشغيل المتوازي، ما يمكّن من تشغيل نماذج أكبر وأسرع لخدمات التعلم العميق والتطبيقات السحابية.
وفي سياق متصل، أعلنت الشركة في سبتمبر الماضي عن خريطة طريق ثلاثية السنوات لسلسلة رقاقات Ascend، والتي تتضمن الرقائق القادمة 950PR/DT و960 و970، مع خطط واضحة للتجميع على نطاق أوسع، وتؤشر هذه الخريطة إلى استمرار استثمار هواوي في مكونات العتاد المصممة محلياً إلى جانب الحلول البرمجية المكملة لها، بما يضمن توافق الحزمة الكاملة من العتاد والبرمجيات مع احتياجات السوق.
تمثل هذه التحركات باجتماعها خطوة استراتيجية تهدف إلى تقليل الاعتماد على تحديثات العتاد المتكررة، وزيادة العائد من الموارد الموجودة، كما أنها تضع إطاراً عملياً لتحقيق أقصى استفادة من الاستثمارات في مراكز البيانات، وتدعم قدرة المؤسسات على تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي بسرعة أكبر وبكلفة تشغيلية أقل، مع الحفاظ على مستوى أداء مرتفع واستمرارية للخدمات الحيوية.
تُعدّ مبادرات هواوي دليلاً على تصاعد المنافسة في مجال البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، حيث تتجه الشركات إلى الجمع بين التحسينات البرمجية وتجميع الرقائق للارتقاء بمعدلات الاستغلال وتحسين الكفاءة الشاملة للأنظمة، ومن المتوقع أن تؤدي مثل هذه الحلول إلى تسريع نشر تطبيقات الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع داخل مراكز البيانات وقطاع المؤسسات، مع تمكين مزيد من الابتكار المحلي في تصميم وتجميع الرقائق وخدمات الحوسبة السحابية.


تعليقات