نهاية مأساوية لسيدة مصابة بالسرطان في الأقصر بعد عبارة هشوفك في الكفن
توفيت السيدة هدير حمدي من مدينة الأقصر، بعد معاناة قصيرة مع مرض السرطان استمرت نحو خمسة عشر يوماً، وفق ما تداولته صفحات محلية. الحالة أثارت موجة من الحزن، خاصة وأن الفقيدة كانت تكافح الآلام منذ أسابيع، وتشارك متابعيها تفاصيل الألم على مواقع التواصل الاجتماعي.
أبلغت هدير متابعيها قبل أيام أنها تتلقى العلاج في مستشفى الأورام بالأقصر، وأن حالتها تزداد سوءاً، وأنها لم تعد تستجيب للمسكنات، ولا حتى للمياه. وكتبت كلمات مؤثرة، عبرت فيها عن التعب، وعن شعور بالعجز، ورجاء للعدالة والإنصاف.
خلال تنقلها بين الأقصر ومحافظة الشرقية بحثاً عن علاج، ظهرت رسالة مروعة على حسابها الشخصي. الرسالة جاءت من فتاة مجهولة، وتضمنت تهديدات صريحة، ووعداً بالإضرار بها عبر السحر والحسد، كما تضمنت نصوصاً تقول إنها ستنفق ما تملك لرؤيتها في الكفن.
الرسالة المنشورة أثارت حالة من الغضب والخوف بين متابعي هدير، الذين انتقدوا بدرجة كبيرة اللغة النابية والمهددة، واعتبروها إضافية لمعاناة المريضة وليس لها مبرر. البعض طالب الجهات المعنية بالتحقيق، وللكشف عن كاتب أو كاتبة الرسالة، ومعاقبتهم إذا ثبت أن هناك تهديداً حقيقياً.
الأسرة أفادت أن هدير تركت خلفها طفلة صغيرة لم تتجاوز الثالثة من عمرها، ومع رحيل الأم تتضاعف معاناة الأسرة، وكذلك القلق على مستقبل الطفلة. الحياة اليومية للأقارب تغيرت بسرعة، بعد فقدان المعيل وظهور آلام نفسية ومادية جديدة.
مصادر مقربة أكدت أن هدير بحثت عن علاجات متعددة، وزارت أطباء وشيوخاً، لكن الألم استمر، والجسد استجاب بصعوبة للعلاج. كتب البعض إن الحالة حملت أيضاً طابعاً إنسانياً، لأن المريضة كانت تنشر قصصها بصراحة، وتطلب دعاء الجمهور، وتشارك لحظات الانكسار والخوف.
القضية عادت لتثير نقاشاً عن مسؤولية السلوك على منصات التواصل، ومدى تأثير الكلمات على مريض أو مريضة في وضع هش. دعا مراقبون إلى ضبط المناخ الإلكتروني، وإلى زيادة الوعي بأن التعليقات والرسائل قد تصيب بالضرر النفسي، وتزيد من معاناة المحتاجين للعلاج.
في ختام الأمر، تذهب دعوات بالرحمة لروح الفقيدة، وأن يلهم أسرتها الصبر، وأن تُتابع الجهات المختصة التحقيق في التهديدات المعلنة إن وُجدت أدلة. الحادث يبقى تذكرة موجعة، بأن المرض وحده يكفي من ألم، وأن الكلمات القاسية لا مكان لها في مواجهة الألم الإنساني.

تعليقات