مريم التوزانى: تصوير زنقة مالقة في الطبيعة كان التحدي الأكبر
في لقاء حصري مع “اليوم السابع” تحدثت المخرجة المغربية مريم التوزانى عن تجربة فيلمها الجديد “زنقة مالقة” الذي يعرض ضمن المسابقة الدولية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
وصفَت التوزانى عملية التصوير بأنها كانت مكثفة، ومليئة بالتحديات، لكنها ممتعة في الوقت ذاته. قالت إن العمل خارج الأستوديو كان خيارها الأول، لأنها تريد أن يشعر المشاهد بروح المكان.
التصوير في شوارع حقيقية لم يكن سهلاً. وجود السكان المحليين، والضوضاء الطبيعية، وحركة الناس، شكلت ضغطًا يوميًا. مع ذلك، أضافت التوزانى، أن هذه العوامل أعطت المشاهد صدقًا ملموسًا وروحًا حقيقية.
عملت المخرجة على خلق بيئة مريحة للفريق، خصوصًا للممثلة الرئيسية، كارمن مورا. مورا كانت تقارب الثمانين أثناء التصوير، فكان لا بد من مراعاة وتيرة العمل معها.
أوضحت التوزانى أنها اضطرت لتعديل جداول التصوير أحيانًا، وأن تجعل الإيقاع أبطأ، حتى تشعر الممثلة بالراحة. رغم الصعوبات، أشادت بمورا كشخصية مفعمة بالطاقة والحضور الفني.
الفيلم يتناول علاقة معقدة بين أم وابنتها. التوزانى ترى أن المسافة بين الأجيال قد تتسع مع مرور الوقت. ليس دائمًا بسبب قلة المحبة، لكن لأن الحياة اليومية تتغير.
قالت أيضًا إن الوعي بزمننا المحدود مهم. علينا أن ندرك أن اللقاءات ليست دائمة، وأن الفراق قد يأتي، لذا علينا أن نعيش اللحظة بصدق.
تدور قصة “زنقة مالقة” حول امرأة إسبانية في التاسعة والسبعين من عمرها. تقيم بمفردها في مدينة طنجة، وتعتاد على روتينها اليومي، وتستمتع بتفاصيل الحياة البسيطة.
تتغير أحوالها فجأة بوصول ابنتها من مدريد بهدف بيع الشقة. الابنة مصرّة على قرارها، بينما الأم تتمسك بما كان، وبما تمثله الشقة من ذاكرة وجذور.
تخوض البطلة صراعًا داخليًا، وتتصدى لمحاولات التفكيك، وتسعى لاستعادة منزلها وممتلكاتها. في خضم هذا الصراع تنبض داخلها مشاعر جديدة.
تتطور الأحداث نحو اكتشاف غير متوقع للحب والإثارة. عناصر الفرح تعاود الظهور في حياتها، رغم عمرها وما مرت به من تجارب.
المخرجة اعتبرت أن الفيلم دعوة للتقارب. دعوة للتذكُّر والتقدير، وللإقرار بأن المساحات بين الناس قابلة للملمة. كما أنه شهادة على قدرة المكان على تشكيل هوياتنا.
ختامًا، رأت مريم التوزانى أن العمل السينمائي على الشارع أعاد للفيلم نبضًا خاصًا، وأن تجربة كارمن مورا كانت من أهم مكاسب المشروع، وأن الجمهور في القاهرة أمام عمل يسعى لطرح أسئلة إنسانية بسيطة، لكنها عميقة.

تعليقات