بينما يركض المدافعون خلفه بلا جدوى، يبدو أن سرّ تفوق إيرلينج هالاند لا يكمن فقط في عضلاته الحديدية أو غريزته التهديفية القاتلة، بل في كوب حليبٍ خامٍ يختبئ خلف الكواليس.
المهاجم النرويجي، الذي حطم الأرقام القياسية منذ وصوله إلى مانشستر سيتي، كشف عن جزء من فلسفته الغذائية، مؤكدًا أن الحليب الخام هو أحد أعمدة قوته البدنية ومصدر طاقته الفائقة.
يقول هالاند إن العودة إلى “الأصل” في التغذية هي طريقه نحو القمة؛ فبدلًا من الاعتماد على المكملات الصناعية، يفضّل المكونات الطبيعية التي تأتي مباشرة من المزرعة إلى الطاولة.
هذا المفهوم البسيط يعكس عقلية لاعب يرى أن النجاح لا يُبنى فقط في صالات الجيم أو على العشب الأخضر، بل أيضًا في التفاصيل الصغيرة التي تملأ يومه.

الحليب الخام.. وقود طبيعي لجسد هالاند
الحليب الخام، أي غير المبستر، يُعد مصدرًا غنيًا بالبروتينات والدهون الصحية والإنزيمات الطبيعية التي يفقدها الحليب المعالج حراريًا، وهو ما يجعل امتصاصه أسرع وأكثر فائدة للجسم.
بالنسبة لرياضي مثل هالاند، الذي يعتمد على القوة والانفجار العضلي، فإن هذا النوع من الحليب يمنحه ما يحتاجه من طاقة نقية وسريعة الامتصاص.
لكن المسألة لا تتوقف عند الطاقة فقط، فالحليب الخام يساهم أيضًا في تعزيز جهاز المناعة، وتحسين صحة العظام، ودعم التعافي بعد المجهود البدني الشديد — وهي عناصر أساسية للاعب يخوض موسمين متلاحقين بأعلى كثافة ممكنة.
فلسفة هالاند الغذائية تتجاوز الشهرة
ما يلفت الانتباه في تجربة هالاند هو بساطتها، فبينما يميل بعض النجوم إلى أنظمة غذائية صارمة ومعقدة، يلتزم النرويجي بمبدأ “كل ما هو طبيعي أقرب إلى الكمال”.
هذا النهج لا يقتصر على الحليب فحسب، بل يشمل وجباته اليومية التي تعتمد على اللحوم الطازجة والبروتين الحيواني الكامل.
تُظهر تجربة هالاند أن طريق النجاح الرياضي لا يتكوّن فقط من ساعات التدريب والالتزام التكتيكي، بل من فهمٍ عميقٍ للجسد وما يحتاجه ليبلغ أقصى طاقته.
وربما تكون رسالته الأهم إلى الجيل الجديد من اللاعبين أن القوة ليست دائمًا في ما هو حديث أو مُصنّع، بل أحيانًا في العودة إلى الطبيعة — إلى المزرعة، حيث يبدأ كل شيء.
