من قلب “الثورة الحمراء”.. كيف أعاد روبن أموريم روح مانشستر يونايتد المفقودة؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


كتب : منصور مجاهد

لم يكن وصول روبن أموريم إلى “أولد ترافورد” حدثًا عابرًا في موسمٍ باهتٍ آخر لمانشستر يونايتد، المدرب البرتغالي الشاب جاء محمّلًا بفلسفة جديدة، ترتكز على الروح، والضغط، والذكاء قبل الجماليات.

فبعد سنوات من التخبط الفني والتكتيكي تحت إدارات متعددة، استطاع أموريم أن يُعيد شيئًا من الهوية التي فُقدت منذ رحيل السير أليكس فيرجسون — الهوية التي تجمع بين الجرأة والالتزام، وبين الواقعية والحدة الذهنية.

منذ اليوم الأول، بدا أن أموريم لم يأتِ ليجرب، بل ليُغيّر، أعاد الانضباط إلى غرفة الملابس، وخلق روحًا جماعية جديدة تتجلى في مشهدٍ بات متكررًا هذا الموسم: أهداف في الدقائق الأخيرة، احتفالات جماعية، وردود فعل تُجسّد فكرة “حتى النهاية”.

روبن أموريم - مانشستر يونايتد (المصدر:Gettyimages)
روبن أموريم – مانشستر يونايتد
(المصدر:Gettyimages)

الروح الجديدة..من الانكسار إلى القتال حتى صافرة النهاية

في الموسم الماضي، كان مانشستر يونايتد فريقًا هشًا نفسيًا، يُسجّل أولًا ثم ينهار بسهولة أمام الضغط، أو يستسلم بعد تلقي هدفٍ متأخر، لكن تحت قيادة أموريم، تغيّر هذا السلوك تمامًا.

فقد سجّل الفريق 4 أهداف بعد الدقيقة 80 خلال اخر 4 مباريات بالموسم الحالي، وهو رقم لم يحققه طوال موسمين كاملين سابقين، وفي مباراة توتنهام الأخيرة التي انتهت بالتعادل 2-2، جاءت أهداف يونايتد في الدقيقتين 32 و90+6، بينما كانت شباكه تستقبل في الدقيقة 84 و90+1 — وبالنظر لمعطيات المباراة فهي صورة مكثّفة لمعركة لا تنتهي حتى آخر ثانية.

نصير مزراوي - تشافي سيمونز - مانشستر يونايتد ضد توتنهام - (المصدر:Gettyimages)
نصير مزراوي – تشافي سيمونز – مانشستر يونايتد ضد توتنهام – (المصدر:Gettyimages)

هذه الروح الجديدة والعودة في الأوقات المتأخرة أو بعد الدقيقة 90 تحديدًا بمباراة توتنهام، هي ما وصفها المتابعين والعشاق لفريق الريد ديفلز بعد المباراة : “أموريم جعلنا نؤمن أن المباراة لا تنتهي بالزمن.. بل بالإرادة”.

التحول بالأرقام.. من الفوضى إلى النظام

رغم أن نسبة الفوز لليونايتد تحت قيادة روبن أموريم ما زالت في طور التحسن، فإن معدل الأهداف ارتفع بوضوح من 1.2 إلى 1.7 هدف في المباراة، نسبة الاستحواذ ثابتة تقريبًا، ما يعني أن التحول ليس في “الكرة” بل في “الفاعلية”.

أبرز ما يميز فترة أموريم حتى الآن هو التحول الرقمي الواضح في الأداء الهجومي والانضباط الدفاعي، مقارنة بالمدربين السابقين، الفريق أصبح يسجل أكثر بأقل عدد من اللمسات، في انعكاس لفكر “الانتقال السريع” الذي يعشقه أموريم.

المدرب عدد المباريات فوز تعادل خسارة نسبة الفوز معدل الأهداف نسبة الاستحواذ
أولي سولشاير 168 91 37 40 54.1% 1.9 52.7%
رالف رانجنيك  29 11 10 8 37.9% 1.27 50.5%
إريك تين هاج  128 70 23 35 54% 1.2 53.6%
روبن أموريم  55 21 15 19 38.1% 1.7 50.6%

التحول التكتيكي والضغط العالي.. السلاح أمام الكبار

لم يكن أموريم من دعاة “التيكي تاكا” ولا “الكرات الطويلة”، بل من المؤمنين بـ”التحكم الذكي بالمساحة”، الفريق بات يطبّق ضغطًا عاليًا ولكن بنظام محسوب، لا يفتح خطوطه بشكل عشوائي.

يعتمد الفريق على توجيه الخصم نحو الأطراف، ثم افتكاك الكرة لاستغلال المساحة خلف الظهير المنافس، سرعة مبويمو وكونيا على الطرفين جعلت المرتدات سلاحًا مميتًا، معدل التحولات الهجومية الناجحة ارتفع بشكل ملحوظ وهو ما انعكس على المواجهات ضد الفرق الكبرة في إنجلترا.

بريان مبويمو - مانشستر يونايتد ضد ليفربول
بريان مبويمو – مانشستر يونايتد ضد ليفربول – (المصدر:Gettyimages)

الفريق أصبح منافسًا شرسًا ضد الكبار بفضل التنظيم الدفاعي والانتقال السريع، وهي ميزة لم تظهر في عهد تين هاج إلا نادرًا، حتى الأن نجح مانشستر يونايتد في التصدي لثلاثة من أصل ستة أندية كبيرة بالدوري الإنجليزي.

لأول مرة.. المال يُصرف بذكاء

سنوات طويلة من الإنفاق العشوائي أنهكت خزينة مانشستر يونايتد دون مردود حقيقي، لكن هذا الموسم بدا مختلفًا، للمرة الأولى منذ سنوات، أنفقت إدارة يونايتد أموالها على نجوم متألقين في البريميرليج بالفعل، مما جعل التكيف الفوري ممكنًا، مبيومو تحديدًا أصبح أحد أكثر اللاعبين حسماً ضد الكبار، وسجّل أهدافًا حاسمة أمام توتنهام وتشيلسي.

وعلى الرغم أن ماتيوس كونيا لم يسجل عدد كبير من الأهداف لكن له بصمة تكتيكية واضحة في الميدان، فالدوري الذي يشغله في استغلال المساحات والتحركات التكتيكية لا يقل أهمية عن التسجيل لدى روبن أمورميم

الصفقة قادم من عدد المباريات التأثير
بريان مبيومو برينتفورد 11 5 أهداف +  تمريرة حاسمة
ماتيوس كونيا وولفرهامبتون 11 سجل هدف وحيد 
سيسكو لايبزيج 12 سجل هدفين

الجدار الجديد.. الحارس سين لامنس

دخول الحارس سين لامنس غيّر كثيرًا من استقرار الدفاع، رغم أنه استقبل أهدافًا متوقعة أكثر مما دخلت فعليًا، إلا أنه منح الفريق ثقة غير ملموسة في الكرات الهوائية والمواقف الفردية.

الفترة عدد المباريات فوز تعادل خسارة الأهداف المستقبلة الأهداف المتوقعة
قبل لامنس 7 3 2 2 13 11.5 (-1.5)
بعد لامنس 5 3 2 0 7 8.3 (+1.3)

بداية التصحيح.. الطريق لم يُستكمل بعد

روبن أموريم لم يُنهِ عملية الإصلاح بعد، لكنه بدأها بأدوات مختلفة: الذكاء، التنظيم، والروح، الأرقام تشير إلى تقدم واضح في النجاعة الهجومية والقدرة على العودة في المباريات، والاستثمارات بدأت تعطي ثمارها.

مانشستر يونايتد الآن ليس في القمة بعد، لكنه عاد فريقًا يُقاتل من أجلها، وإذا استمر المنحنى التصاعدي، فقد تكون هذه المرحلة الشرارة التي تُعيد للأحمر بريقه المفقود منذ زمن طويل.





‫0 تعليق

اترك تعليقاً