بين وفاء جوتا وهتافات جيرارد.. كيف كانت عودة ألكسندر أرنولد إلى أنفيلد؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


بمجرد أن أتت الدقيقة 80، ورفع الحكم الرابع اللوحة برقم ترينت ألكسندر أرنولد، بدأت مباراة أخرى، في واحدة من أكثر الليالي شحنًا على المستوى العاطفي والجماهيري.

لم تكن العودة إلى ملعب أنفيلد مفروشة بالورود، ولم يكن للحنين مشاعر متبادلة، بل كانت من طرف واحد؛ ترينت يعود إلى معقل ليفربول، ويجد نفسه عدوًا.

وسط أجواء لا تُخطئها الأذن من صافرات الاستهجان، كانت ليلة ترينت ألكسندر أرنولد صعبة، ما بين الهزيمة مع فريقه الجديد، والضجيج الذي صاحب كل لمسة.

منذ دخوله أرض الملعب، بدا واضحًا أن الجماهير لم تنسَ رحيل أرنولد، ولم تتسامح مع اختياره الرحيل إلى ريال مدريد. هتافات حادة وصافرات متواصلة كتبت ليلة لا تُنسى للظهير الإنجليزي.

كيف كانت ليلة ترينت ألكسندر أرنولد بعد العودة إلى أنفيلد؟

تحت هذا الضغط، عاش أرنولد واحدة من أصعب أمسياته. لم يظهر كما كان في ذلك الملعب، حتى لمساته التي طالما صنعت الفارق هناك، بدت ثقيلة ومتوترة. بدا أن الملعب، الذي كان يومًا بيته، تحول إلى جحيم.

ألكسندر أرنولد - المصدر: getty images
ألكسندر أرنولد – المصدر: getty images

لفتة وفاء في البداية

بمجرد وصوله إلى ملعب أنفيلد، خطف أرنولد الأنظار، حين توجه مباشرة إلى النصب التذكاري الخاص بالراحل ديوجو جوتا، ووضع ذراع تحكم “بلايستيشن” على النصب، في إشارة عميقة وصادقة إلى العلاقة التي جمعته بزميله السابق.

اعتاد الراحل جوتا الاحتفال بأهدافه من خلال رفع يديه وكأنه يمسك ذراع تحكم “بلايستيشن”، وهو الاحتفال الذي صار علامة مميزة له بين جماهير ليفربول.

ترينت قرر أن تكون عودته للمكان الذي تركه بوجود جوتا، وعاد ولم يجده فيه؛ عودة بها لمسة وفاء تجاه صديقه الذي رحل في الصيف الماضي.

جيرارد في الملعب وخارجه

التقطت الكاميرات تواجد أسطورة ليفربول ستيفن جيرارد في مدرجات ملعب أنفيلد، وهو اللاعب الذي رفض الانتقال إلى تشيلسي وريال مدريد في يوم من الأيام.

رغم الرغبة الجامحة لدى مورينيو في ضم ستيفي إلى البلوز، وكذلك طلب ريال مدريد منه التمرد من أجل الانضمام إلى الملكي، فإن ستيفي كان وفيًا للريدز.

جماهير ليفربول، بمجرد أن لمس ترينت ألكسندر أرنولد الكرة بعد دخوله، هتفت: “جيرارد، ستيفن جيرارد”.

تلك الهتافات كانت إشارة لوفاء ستيفي لأحمر ميرسيسايد، ورسالة للإنجليزي الآخر الذي اختار عدم تجديد عقده في الصيف الماضي، وتمرد من أجل ارتداء قميص ريال مدريد.

ماك أليستر يحتفل على طريقة أرنولد

بعد أن سجل ماك أليستر هدف الفوز لفريق ليفربول على ريال مدريد، احتفل بأولى أهدافه في الأبطال منذ أن هز شباك الخصم نفسه في الموسم الماضي، وبالملعب نفسه.

حينذاك كان أرنولد في ليفربول، ولكن هذه المرة يجلس في مقاعد بدلاء ريال مدريد، لكنه شاهد الاحتفال من خلال ماك أليستر.

اللاعب الأرجنتيني احتفل بطريقة ترينت، وهو ما أثار سخرية جماهير ليفربول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حول ما إذا كان بطل العالم يسخر من زميله السابق.

ربما سيظل ترينت ألكسندر أرنولد يتذكر هذه الليلة طويلًا؛ ليلة حملت مزيجًا من الذكريات والصفعات، ومن لحظات إنسانية إلى مشاهد قاسية.

فالعودة إلى البيت ليست دائمًا دافئة، وأحيانًا يكون الماضي أثقل من أن يُحتمل، خاصة حين يعود اللاعب إلى المكان الذي صنع اسمه فيه، ليكتشف أنه أصبح غريبًا بين جدرانه، بل وعدوًا.





‫0 تعليق

اترك تعليقاً